كشف النقص الحاد للعديد من عقاقير الأورام السرطانية، النقاب عن احتكار عدد من الشركات العالمية للأدوية المهمة، بجانب إغفال الدولة عملية تصنيعه محليًا، ورضوخها ل«المُصدر». وكان أبرز العقاقير المختفية «اندوكسان، ولولوكزان، وفايف فلو يوراسيل، وميثوتريكسات، ويوروميتكزان», والكارثة أن الأدوية المذكورة ليس لها أي بدائل، ما ترتب عليه عدم حصول 60% من المرضى علي الأدوية الخاصة بهم، الأمر الذي يهدد حياتهم. من جانبها، أكدت اللجنة القومية لمكافحة الأورام بوزارة الصحة، وجود نقص في أدوية علاج الأورام بالفعل، منها الذي يدخل بشكل مباشر في جرعات الكيماوي، ما يؤثر علي صحة المرضي سلبًا، ويجعلهم عرضة للمخاطر الصحية. وأرجع عدد من الأطباء والصيادلة الكارثة إلي عدم السماح للشركات المصرية بتصنيع وإنتاج الأدوية المخصصة لعلاج الأورام، مما يجعلنا دائمًا تحت أمر المُصدر. ومن جانبه، أكد الدكتور عصام عبد الحميد، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات وأمين عام نقابة الصيادلة، وجود نقص حاد في أدوية الأورام، أبرزها عقار «اندوكسام» المسكن لآلام المرضى. وأضاف عبد الحميد ل«البديل» أن نقص أدوية الأورام يمثل خطورة علي المرضي؛ خاصة في ظل عدم وجود بدائل أخري للأدوية المختفية، مرجعا الأزمة لاعتمادنا الأساسي علي الاستيراد فقط وعدم السماح للشركات المصرية بإنتاج عقاقير الأورام. وأوضح أمين عام نقابة الصيادلة، أن الشركة المصرية لتجارة الأدوية، المنوط بها فقط استيراد أدوية الأورام، متابعا: «حتي الكمية الموجودة بالشركة الآن غير كافية لعدد مرضي السرطان في مصر، ما يعني أن الأزمة تتفاقم بصورة كبيرة». وشدد عبد الحميد، على أن الحل الوحيد يكمن في السماح للشركات المصرية بإنتاج أدوية الأورام بأسعار محلية؛ حتي نجد أنفسنا في غني تام عن استيراد الأدوية، وعن وقوعنا في أزمة نقص العقاقير التي نواجهها اليوم. ويقول الدكتور محمد إبراهيم، صيدلي، إن أدوية الأورام لا تباع في الصيدليات الخاصة، والأمر بأكمله يصب في الشركة المصرية لتجارة الأدوية، ما يجعلنا نواجه أزمة، فحصر الأمر علي شركة واحدة يؤدي إلي كارثة كبري انفجرت اليوم في وجوه مرضي الأورام. وحمّل إبراهيم الدولة مسؤولية الأزمة؛ بسبب عدم الالتفات إلي ضرورة تصنيع الأدوية الخاصة لعلاج الأورام محليًا، ما يجعل «أصابعنا دائمًا تحت ضرس المورد»، بحسب وصفه، مؤكدا أن نقص الأدوية لا يقتصر على الأورام فقط، بل تعدى لأنواع كثيرة مهددة بالاختفاء كليا، خلال الأيام القليلة المقبلة؛ بسبب اعتمادنا علي الاستيراد فقط. وعلى الجانب الآخر، رفضت وزارة الصحة التعليق علي الأمر برمته.