بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان، أصبح عشرات الآلاف معرضون للمجاعة هناك، ويصنف أكثر من ثلث سكان جنوب السودان بأنهم سيئو التغذية خلال العام الجاري، مقارنة ب 2014، فهناك حوالي 40 ألف شخص في ولاية الوحدة التي مزقتها الحرب يواجهون كارثة الجوع، ومئات الآلاف في جنوب السودان يواجهون العجز الغذائي الخطير. كان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنوب السودان، يورغ ايجلين، قال في 11 ديسمبر الجاري، إن هناك 30 ألف شخص على الأقل يعيشون في ظروف قاسية ويواجهون المجاعة والموت، وفقا لبيان مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وصندوق الأممالمتحدة للطفولة، وبرنامج الأغذية العالمي. ويوضح موقع أوول أفريكا، أن المشكلة في جنوب السودان لا تقتصر على الجوع أو قلة الغذاء، بل أصبحت انعدام شديد للأمن الغذائي، فهناك 3.1 مليون نسمة في أزمة، و800 ألف شخص في حالة طوارئ، و40 ألف يواجهون كارثة محققة للمجاعة. وأضاف الموقع أن الحرب اندلعت في جنوب السودان عندما امتد النزاع السياسي بين الرئيس سلفا كير، ونائبه السابق، رياك مشار، ثم تحول إلى صراع مع البعد القبلي القوي، وبدأ الصراع خلال أقل من عامين؛ إثر استقلال جنوب السودان عن السودان بعد خمسة عقود من الحرب الأهلية، وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 2.3 مليون نسمة، وترك ما يقرب من 5 ملايين في انعدام أمن غذائي، وأكثر من نصف هؤلاء المشردين، معظمهم من الأطفال، ما يشكل أزمة حقيقية. موت أكثر من 100 ألف رأس ماشية في بانتيو عاصمة ولاية الوحدة، منتصف العام الجاري، عزز مخاطر المجاعات، بالإضافة لتضافر العوامل الخارجية والداخلية، ما جعل 2015 أسوأ الأعوام على الإطلاق في جنوب السودان، كما أن القتال الدائر لا يمنع فقط عودة الناس إلى بيوتهم وحقولهم، لكن يعيق وصول المساعدات وأي تقييم موثوق لشدة أزمة الجوع. نسبة كبيرة من السكان تعاني من انعدام الأمن الغذائي خلال ديسمبر الحالي، وحال حدوث صدمات جديدة، سوف تضعف قدرتهم على الصمود في 2016، وحتى إذا توقف النزاع، فالأمر سيستغرق وقتا طويلاً لاستعادة ما كانت عليه الأمور من قبل، فضعف قطاع الزراعة والتشرد والعنف في العديد من المناطق، لن يكون أمرا سهل الاحتواء بين يوم وليلة.