أسفرت المراجعة التي أجرتها الحكومة البريطانية في أمر جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، والتي نشرت نتائجها اليوم الخميس، إلى أن الانتماء للإخوان أو الارتباط بها ينبغي اعتباره مؤشرًا محتملًا على التطرف. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أصدر توجيهاته في إبريل 2014 ببدء المراجعة؛ بهدف تحديد إن كانت الجماعة تشكل خطرًا على الأمن القومي البريطاني، وبدافع الخوف من الترويج لأيديولوجية إسلامية، شجعت الجهاديين البريطانيين على القتال في سوريا والعراق. وقال كاميرون في بيان مصاحب للتقرير "هناك قطاعات من الإخوان المسلمين لها علاقة مشبوهة بقوة مع التطرف المشوب بالعنف، وأصبحت الجماعة كفكر وكشبكة نقطة عبور لبعض الأفراد والجماعات ممن انخرطوا في العنف والإرهاب". الإمارات كلمة سر تقرير كاميرون وعن السبب الذي دفع كاميرون لإصدار تلك المراجعة، أفادت صحيفة الجارديان، أن دولة الإمارات لها دور بارز في ذلك التقرير وخروجه للنور، حيث أشارت الصحيفة إلى أنها اطلعت على وثائق للحكومة الإماراتية تفيد قيام ولى عهد إمارة أبو ظبى بمطالبة كاميرون بملاحقة جماعة الإخوان قانونيًّا مقابل عمليات استثمارية للإمارات داخل المملكة المتحدة، ستدر على الاقتصاد البريطانى المليارات من الدولارات. وكشفت الصحيفة، نقلًا عن تلك الوثائق، عن تلقي السفير البريطاني بالإمارات تحذيرًا من رئيس نادى مانشستر يونايتد الإنجليزى ومساعد ولي عهد إمارة أبو ظبى "خلدون المبارك"، شرح فيه عدم رضا الإمارات عن سياسة بريطانيا مع جماعة الإخوان المحظورة، لافتًا إلى أن العلاقة بين البلدين مهددة بسبب رؤيةبريطانيا للجماعة التى اعتبرها "المبارك" تهديدًا ليس للإمارات فقط، بل للمنطقة بأسرها. وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى شكاوى حلفاء بريطانيا بمنطقة الشرق الأوسط، وهي مصر والإمارات والسعودية، من توغل جماعة الإخوان داخل المجتمع الإنجليزى دون أى محاولة لملاحقتها قانونيًّا. 60 منظمة إخوانية في بريطانيا.. وإسطنبول والدوحة قواعد للجماعة تنبأت صحيفة التليجراف البريطانية، في أكتوبر 2014، بمصير الجماعة الذي ستحصده الآن في لندن، حيث قالت إن رئاسة الوزراء البريطانية ستأمر بإطلاق حملة ضد جماعة الإخوان المسلمين وشبكة من المنظمات والجمعيات الإسلامية؛ بتهمة تأجيج التطرف في بريطانيا ومختلف أنحاء العالم العربي. ونقلت الصحيفة تصريحات عن الرئيس السابق لوحدة المخابرات السرية فى بريطانيا السير "ريتشارد ديرلوف"، وهو أحد المستشارين في عملية مراجعة التقرير، قوله بأن جماعة الإخوان "منظمة إرهابية بالقلب". كما أفادت الصحيفة البريطانية أن السلطات البريطانية كشفت أن شبكة الإخوان هناك تصل إلى 60 منظمة، تشمل الجمعيات الخيرية ومراكز البحوث وحتى القنوات التليفزيونية ممن لهم صلات بجماعة الإخوان، وأنها تعمل من خلال ثلاث قواعد رئيسية، هي: لندن وإسطنبول والدوحة. وأوضحت الصحيفة وقتها أن حملة الحكومة لن تصل إلى حد حظر جماعة الإخوان المسلمين، لكنها ستكتفي باتخاذ عدد من الخطوات، وهي: التحقيق في أنشطة الجمعيات الخيرية التي تعمل كواجهة للإخوان بشكل فعال، والاستجواب حول تمويل التنظيم، وطبيعة الصلة بجماعات جهادية في الخارج، ويتطلبهذا حظر علماء الدين المرتبطين بالجماعة في قطر وتركيا من القدوم إلى بريطانيا للتظاهر أو حضور المؤتمرات. أبرز قيادات الإخوان في بريطانيا - سندس عاصم، تعيش في بريطانيا منذ 30 يونيو وبعد عزل محمد مرسي، وهي إحدى القيادات بالجماعة، وكانت تشغل مستشارة مرسي لشؤون الإعلام الخارجي وقت رئاسته، كما شغلت منصب رئيس تحرير الموقع الرسمي لجماعة الإخوان. هربت إلى بريطانيا، وعليها حكم بالإعدام هي والرئيس السابق محمد مرسي بأمر محكمة جنايات القاهرة في قضيتي "التخابر الكبرى واقتحام السجون". وهي نجلة القيادي الإخواني عاصم شلبي ومنال أبو الحسن، وكان لها دور كبير في الترويج للجماعة بالخارج، حيث سافرت إلى أمريكا وقتما أعلنت الجماعة ترشح خيرت الشاطر للرئاسة. - عبدالله الحداد، نجل القيادي الإخواني عصام الحداد، عضو مكتب الإرشاد، وكان مساعد مرسي للشئون الخارجية. ويشرف عبد الله الحاصل على الجنسية البريطانية على مكتب الإخوان في لندن، ويقوم بالتنسيق بين المكاتب الأخرى في الدول المختلفة؛ لإرسال البيانات الهامة. - إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد الإخوان، وأحد أبرز القيادات للجماعة في لندن ومسئول المكتب هناك منذ 20 عامًا، وحاصل على الجنسية البريطانية، وله علاقات كبيرة بالمسؤولين هناك. - محمود حسين، الأمين العامة لجماعة الإخوان، ويقيم حاليًّا في بريطانيا، وهو شخصية مثيرة للجدل، حيث لا يحظى بقبول من شباب الجماعة الذين أعلنوا تمردهم عليه في آخر القرارات الخاصة بإقالة محمد منتصر من منصبه كمتحدث رسمي للجماعة. - كما يقيم ببريطانيا سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا، ورجل الأعمال الشهير، يوسف ندا، ومحمد سويدان مسئول العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة سابقًا. باحث في "هارفارد": قيادات الإخوان كانوا شركاء للحكومة البريطانية لورينزو فيدينو، الباحث بجامعة هارفارد والمتخصص في حركات الإسلام السياسي، وصاحب كتابه الهام «الإخوان المسلمون الجدد في الغرب» الصادر عام 2011، يقول في كتابه إن استقرار العديد من أعضاء الجماعة في بريطانيا أعقبه التفكير والسعي ويشكل جاد للانخراط في مرحلة الحضور والتفاعل والعمل والتأثير في المجتمعات الأوروبية، فكانت الرابطة الإسلامية التي أسسها الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث الرسمي السابق باسم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الغرب، والمنشق عن جماعة الإخوان عام 1997، أول مؤسسة أو واجهة علنية يتم من خلالها العمل بشكل واضح. وأضاف أن تلك الرابطة أسست المجلس الإسلامي في بريطانيا، وظل إلى وقت طويل الشريك الحصري شبه الرسمي للحكومة البريطانية. وقيادة هذا المجلس يسيطر عليها الإخوان، ولكن الحكومة أجرت تغييرًا في سياستها عام 2006، بعد اكتشافها أن فئات كبيرة من السكان المسلمين لا ينتمون إلى المجلس الإسلامي.