أصدرت جماعة الإخوان قرارًا، موقَّعًا باسم الدكتور محمد عبد الرحمن المرسي، عضو مكتب الإرشاد، يفيد إقالة المتحدث الإعلامي للجماعة محمد منتصر من منصبه وتجميد عضويته 4 أشهر بعد التحقيق معه في البيانات والتصريحات الصحفية التي أصدرها خلال العام الماضي، وإجرائه حوارًا مع وكالة الأناضول التركية للأنباء دون الرجوع لمسؤوليه، وشملت القرارات إبلاغ أعضاء الجماعة داخل مصر وخارجها بها، حسبما أكد البيان الذي نُشر قبل قليل، بتعيين ثلاثة متحدثين جدد باسم الجماعة، أحدهم خارج مصر. وكان العام الماضي قد شهد خلافًا جليًّا بين شباب الإخوان وقياداتهم، حيث اتخذ منتصر الذي تم تعيينه متحدثا رسميا باسم الجماعة في يناير الماضي موقفا مناصرا للشباب، وأعلن حينها أن محمود حسين ليس أمينًا عامًّا لجماعة الإخوان، بينما رد عليه الأخير بأنه لا يزال في منصبه. منتصر: لن اعترف بالإقالة من جانبه قال محمد منتصر: إن قرار الإقالة لا يصدر عن أفراد من الخارج، لكن عن طريق لجان منتخبة، مؤكدًا أنه لم يتم إبلاغه بقرار الإقالة من أي قيادة. ودعا منتصر شباب الإخوان إلى الاستمرار في المنهج الثوري، سواء داخل مصر أو خارجها، قائلًا: يا شباب الإخوان، ارموا هذه المهاترات وراء ظهوركم، منهجكم هو المنهج الثوري سواء في مصر أو في مكاتب لندن، فنحن الآن في ثورة وشباب الإخوان يضيق ذرعًا مما يحدث". المتحدث الجديد: منتصر أُعفى من منصبه في المقابل قال طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان: ما يحدث هو مجرد اختلاف في إدارة البيت من الداخل ولن يؤثر على عمل الجماعة ولا منهجيتها. وأضاف فهمي أن قرار الإعفاء صدر بشأن محمد منتصر بعد التحقيق معه، وأن تفاصيل التحقيق ليس محلها الإعلام، قائلًا: لا توجد لدينا قرارات فردية، فإعفاء محمد منتصر من منصبه قرار مرسل من الإخوان في مصر إلى لندن لصعوبة التواصل إعلاميًّا. «الإخوان» بمصر تعلن العصيان.. والمكاتب الإدارية تنفصل أكدت اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان، أنه لم تصدر أية قرارات بشأن المتحدث الإعلامي للجماعة، وأن محمد منتصر لا يزال المتحدث الإعلامي. وأكدت اللجنة عبر موقعها الرسمي أن كل القرارات الإدارية التي تخص إدارة الجماعة تصدر من اللجنة العليا في الداخل، ولا يجوز لأي مؤسسة في الجماعة أو شخصيات اعتبارية التحدث باسم اللجنة أو إصدار قرارات هي من صلاحيات لجنة الإدارة. وأعلن المكتب الإداري للجماعة بالقليوبية، أنه غير ملتزم إلَّا بالقرارات الشورية التي تعبر عن الإخوان الصادقين المجاهدين في ميدان الثورة، وأنه لا مجال لأية قرارات فردية، خاصة في ظل تحديات هذه المرحلة، وأكد البيان أن المكتب لديه قيادة منتخبة في الداخل ممثلة في اللجنة الإدارية العليا التي انتخبها الإخوان لإدارة أمورها، وكل ما لا يصدر عن اللجنة قرارات فردية لا قيمة لها ولا يلتفت إليها. وأعلن عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية، استقلال المكتب الاداري للإخوان المسلمين بالإسكندرية عن مكتب إرشاد الجماعة، التي يقودها محمود عزت ومحمود حسين حاليًا. انشقاقات جديدة ستعلن قريبًا وأضاف فراج عبر صفحته بموقع "فيس بوك" أن هناك عدة انسحابات أخرى من المكاتب الإدارية أخرى ستعلن قريبًا، وأن المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالإسكندرية قرر وقف عضوية الدكتور طلعت فهمي وإحالته للتحقيق؛ لمخالفته لوائح المنظمة العمل داخل الجماعة. اختراقات أمنية بصفوف الجماعة قال محمد إلهامي، المنشق عن جماعة الإخوان: إنه لا يستبعد حدوث اختراقات أمنية في صف الجماعة، وأن تكون القيادة تحت تأثير توجيه أمني، من خلال علاقتها بأحد رجال النظام أو رجال أعماله أو حتى واحد من صحفييه، حيث إن تسريب معلومات بعينها، يضمن هذا التأثير، وكفيل بحجدوث خلل أو انحراف في مسار الجماعة. وأضاف أن صفوف الجماعة التي فوجئت بنماذج الهلباوي والخرباوي وحبيب ومختار نوح أوْلى بها أن تكون قد تعلمت الدرس، فإن أجهزة الأمن تعمل على اختراق الجماعات. تضارب في البيانات منتصر وفهمي قال جمال عبد الستار، القيادي بجماعة الإخوان: يجب أن نأتي بإدارة ودماء جديدتين، مع احترامنا الكامل للجميع، فهذا وقت توحد وليس تفرق أو تصفية حسابات، مضيفًا أنه يجب التفرقة بين إدارة التنظيم وإدارة الصراع، إدارة الصراع لها أدوات مختلفة، والجماعة تحتاج إلى رؤية جديدة تناسب الواقع الحالي. وتابع: إنه ليس وقت بيانات ولا خلاف على القيادة، فالناس في احتياج لراية نجاح وحق يلتفون حولها، وأقول لطلعت فهي إننا لا يجب أن نتجاهل التضارب الواقع حاليًا في بيانات رسمية تصدر عن الجماعة. حشمت: من تمرد على إخوان الداخل ليس منا رفض جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان، قرارات إخوان الخارج بإقالة محمد منتصر من منصبه كمتحدث رسمي، قائلًا: ما تشهده الإخوان ليس انشقاقًا بالجماعة، لكن تمايز للصفوف، ومن تمرد على قيادة الداخل فليس منا ومن أطاع أفراد وأهدر رأي الجماعة والمؤسسية فليس منا. وأضاف حشمت: نحن المدافعون عن الحق، فمن رضي بالهوان حماية لثوابت التنظيم وتفريطًا في ثوابت الإسلام فليس منا، ومن يستخدم الإسلام لخدمة التنظيم وليس العكس فليس منا.