مع بداية الدعوة للكتابة والتدوين عن «سجن العقرب» بمواقع التواصل الاجتماعي، لرصد ما يتعرض له المعتقلون والمسجونون من تعنت وتعذيب بدني ونفسي، من قِبَل إدارة السجن، في محاولة للتصعيد والاحتجاج ضد ما يحدث. عشرات الحكايات التي روت مأسي أهالي المعتقلين، أو من بعض المحتجزين الذي ذاقوا مرارة ما يحدث داخل سجن العقرب، وتم الإفراج عنه مؤخرًا ليخرج بحكايته إلى النور. الدعوة التي أطلقتها حملة الحرية للجدعان تحت عنوان «اكتبوا عن مقبرة العقرب » مساء أمس، التي أكدت أن الهدف من التدوين على ما يحدث في العقرب ليس في المطالبة بالحق في محاكمة عادلة ولا عدالة ولا تكدس زنازين، لكن الهدف "الحق في الحياة وفقط". تلك الدعوة التي شجعت «محمد بن الرفاعي" على سرد تجربته التي وصفها بالمريرة بزنزانة داخل هذا السجن، في تدوينة له قائلًا: "أنا اعتقلت في العقرب عنبر 2 زنزانة 3 انفرادي تأهيل إعدام لمدة شهر، والحبس في العقرب انفرادي أقذر شعور في الدنيا، فلكم أن تتخيلوا أن وضع المحتجزين في النوم يكون في جهة "الحمام" مع وجود الحشرات الطائرة، وأضاف أن نسبة الرطوبة في زنازين سجن العقرب عالية جدًّا والبرد قارص شديد البرودة. وأضاف "ابن الرفاعي": معظم الزنازين قتل بها محتجزون من قبل؛ بسبب كثرة التعذيب ففي الليل يظهر للمحتجزين أشباح وأصوات، بجانب الكوابيس التي نسمعها كل ليلة، وتابع: وقت التريث ساعة أو ساعتين وفي طرقات العنابر التي عرضها حوالي متر ونصف وطولها 25 مترًا فقط» . واستطرد: الاغتسال يكون بداخل الزنزانة وفي حالة رضا «الباشا» على المحتجز يستطيع أن يغتسل بسخان سعته 10 لترات والباب مفتوح»، وأضاف: أكثر فكرة تسيطر على المحتجز أو المعتقل داخل العقرب هي الموت الموت؛ لأنه الشيء الوحيد المنقذ من هذا العذاب، هذا بجانب ما مكتوب على الجدران من رسائل للمعتقلين لأسرهم قبل الإعدام، ورسائل غزل بعض المتزوجين لزوجاتهم التي لم يقض معهم سوى أسابيع قبل إعدامه». واختتم: «هناك شيء اسمه سجن وآخر معتقل، لكن هناك شيء ثالث اسمه سجن العقرب شديد الحراسة». وقالت آيات لطفي شقيقة أحد المحتجزين بسجن العقرب: أخي يعاني من صمم عصبي، معاق سمعيًّا، وسماعته أصبحت فارغة ، فلا توجد بها بطارية؛ بسبب غلق الزيارات عن أسر المحتجزين بالعقرب، وأضافت: علمنا في آخر جلسة؛ لأنه أصيب بنزيف وشرخ شرجي وطلب نقله للمستشفى دون جدوى. وتابعت: شقيقي يتعذب على المستوى البدني والنفسي، بجانب إننا لا نستطيع إدخال الملابس الشتوية له، ولا حتى البطاطين، واختتمت: «حسبي الله ونعم الوكيل». وسردت فاطمة الزهراء عيد حالة والداها داخل سجن العقرب قائلة: والدي طالب أدوية منذ شهرين ماضيين دون جدوى؛ بسبب منع الزيارات، مضيفة أن الكِلْية اليسرى لدى والدي أصيبت بضمور، داخل «مقبرة العقرب» في إشارة منها إلى سجن العقرب، وكان يفترض أن يتم استصالها منذ مارس الماضي، لكن إدارة السجن تتعنت في ذلك أيضًا، مؤكدة أن السجن خالٍ من حق الحياة المكفول لكل إنسان، فلا نستطيع إدخال الأدوية ولا البطاطين ولا الملابس الشتوية ولا أكل؛ بسبب غلق الزيارات وتكدير المحتجزين دون سبب واضح.