شنت وزارة الأوقاف، اليوم الثلاثاء، حملة مكبرة بمحافظة قنا، للتفتيش على المساجد وما تحتويها من كتب وصناديق، وأسفرت تلك الحملة عن إغلاق 5 مساجد كبرى تتبع الدعوة السلفية والجمعيات الشرعية، كما صادرت مجموعة من الكتب الإخوانية وأخرى تحرض على العنف والإرهاب، من بينها كتاب للعالم السعودي "ابن عثيمين"، الذي سبق وأن اعتذرت له دار الإفتاء المصرية، ووصفت أفكاره بالوسطية. مساجد السلفيين والإخوان تحت الحصار وبالنظر إلى المساجد التي تم إغلاقها والأسباب التي أدت إلى ذلك، نجد أنها كالتالي: مسجد الرحمن الرحيم بمركز أبو تشت، ومسجد الرحمن الرحيم بمدينة قنا، والسبب في إغلاقهما أنهما كانا نقطتي انطلاق مسيرات جماعة الإخوان في المحافظة، حيث يتجمعون بعد صلاة الجمعة، ثم يخرجون في تظاهرات تصطدم كثيرًا مع قوات الأمن هناك. أما مسجدا التوحيد وأنصار السنة المحمدية بمركز نقادة، والتابعان لجمعية أنصار السنة المحمدية، فسبق واصطدمت وزارة الأوقاف بهما، وأرسلت إليهما تحذيرًا بشأن المجلاتالصادرة عن الجمعية المخالفة لفكر الأزهر الوسطي، بالإضافة إلى الانحراف في نص خطبة الجمعة، إلا أن المسجدين لم يلتزما بما قررته الوزارة، فما كان منها إلا أن أصدرت قرارًا بإغلاقهما. ومن أبرز قيادات جمعية أنصار السنة الشيخ عبد الرزاق عفيفي عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية سابقاً، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح أول إمام للحرم المكي في فترة الحكم السعودي، والشيخ عبد الرزاق حمزة عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية سابقاً. أما المسجد الخامس الصادر ضده قرار بالإغلاق، فهو مسجد الرحمة بمدينة قنا، وهو عقر دار الجماعة الإسلامية هناك، حيث يحرصون على التجمع فيه بين الحين والآخر. وشهد هذا المسجد تفاصيل القبض على رئيس الجماعة الإسلامية الذي وافته المنية مؤخرًا عصام دربالة، حيث كان يجتمع بأفراد الجماعة داخل المسجد فجرًا، وتم القبض عليه عن طريق جهاز الأمن الوطني. غزوة ضد كتب الوهابية أما على مستوى الكتب، فكان لشيوخ السعودية نصيب من المنع، حيث جاء ضمن قائمتها كتاب "شرح عقيدة أهل السنة والجماعة لابن عثيمين". وبالبحث داخل الكتاب لمعرفة السبب الذي أدى إلى صدور قرار من وزارة الأوقاف بمنعه، وجدنا أنه يحتوي على فتوى بقتل كل من هو على غير دين الإسلام، قائلاً "… ونرى أن من زعم اليوم ديناً قائماً مقبولاً عند الله سوى دين الإسلام، من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، فهو كافر يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتِل مرتدًّا؛ لأنه مكذب للقرآن"؛ باعتبار أنها فتاوي متطرفة تحرض على القتل والإرهاب باسم الدين. جاء ذلك على الرغم من خوض مشيخة الأزهر معركة خاسرة الشهر الماضي مع "آل سعود"؛ بسبب تراجعها عن الهجوم الذي شنته ضد فتوى محمد بن صالح العثيمين، التى أحل فيها قتل النساء والصبيان، والتي سبق وأن قالت عنها إن المتطرفين اتخذوها مرجعًا لهم لقتل المدنيين، وهي فتوى شاذة يستغلها الإعلام الغربى فى تعزيز "الإسلاموفوبيا" فى الغرب واستعداء الرأى العام على المسلمين هناك. إلا أن الأزهر لم يستطع أن يصمد في وجه آل سعود وشيوخهم بعد سلسلة التصريحات والبيانات التي خرجت ضده، واستسلم في نهاية الأمر لما طالبت به السعودية، وبالفعل أصدرت دار الإفتاء بيانًا رسميًّا يعتذر فيه. ومن ضمن الكتب التي أعلنت الأوقاف الحرب على أفكارها الوهابية داخل مصر "تحفة الإخوان" للشيخ عبد العزيز بن باز،"مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية سابقًا، بالإضافة إلى "في ظلال القرآن" للشيخ سيد قطب. الدعوة السلفية ترد: «في حب مصر» مثل أنصار السنة المحمدية وعلى الجانب الآخر أثار قرار إغلاق مساجد أنصار السنة المحمدية حفيظة السلفيين، حيث قال الدكتور علاء رمضان، عضو الدعوة السلفية بمصر، "إن الحكومة قادت حملة على المسميات الدعوية لبعض الجمعيات الإسلامية كأنصار السنة والجمعية الشرعية والدعوة السلفية؛ بدعوى أنها تحتكر هذه المسميات، وكأن غيرهم – وفقًا لمنطقهم – ليسوا أنصارًا للسنة وليسوا منتسبين إلى الشرع أو السلف، واتهموهم بالمتاجرة بالدين، مع أنهم يصرحون دائمًا أنها مسميات فقط لتوضيح المنهج الذى تتبناه هذه الكيانات". وتساءل رمضان "فهل بنفس منطقهم يمكننا أن نصف من اختاروا المسميات لائتلافاتهم السياسية كحب مصر وائتلاف الدولة المصرية بأنهم يصدرون للبسطاء أن غيرهم لا يحب مصر أو خارج عن الدولة المصرية إذا لم يَنْضَوِ تحت هذه المسميات؟ وهل يمكننا أن نتهمهم بالمتاجرة بالوطنية؟".