«البديل» تنفرد بأول صور للسرطان من داخل المعامل البيطرية أصحاب المزارع: "بيوتنا اتخربت" ونطالب بالتعويض من الشركة تسود حالة من الغليان والغضب أصحاب مزارع الدجاج بمحافظة الدقهلية؛ بعدما حدث نفوق جماعى للدجاج نتيجة ظهور مرض غريب أصاب الدجاج الأمهات، التى يتم عن طريقها التفريخ عن عمر 180 يوما، مما أهدر ملايين الجنيهات ويهدد الثروة الداجنة فى مصر. تجولت "البديل" فى عدة مزارع موبوءة بسرطان "الليكوزيس"، ومنها مزرعة المهندس مصطفي إبراهيم، رئيس مجلس إدارة جمعية الثروة الداجنة بالدقهلية وعضو الاتحاد العام للمربين وأول من حرر محضرا بقسم شرطة بالقاس برقم 5/ 223 أحوال المعصرة بالقاس، ضد شركة "سلسبيل" والمتعاقد معها علي شراء "كتاكيت" عمر يوم لتربيتها أمهات ومتابعتها للمدة المحددة في عمر التفريخ "180 يوما، وفق عقد بين الطرفين لم تلتزم به الشركة الموردة. "لم يعد هناك سوي السجن".. كلمات قالها بحسرة المهندس مصطفي إبراهيم؛ لأن الشركة تراوغ في التعويض، قائلا: "عقدي مع شركة سلسبيل الجديدة للإنتاج الداجني في يوم الاثنين 4 مايو 2015 لشراء 24 ألف كتكوت بسعر 6 جنيهات للواحد بقيمة 144 ألف جنيه، والبند رقم 7 بالعقد يلتزم الطرف الأول – سلسبيل- بعمل زيارات دورية وفنية دون مقابل لتقديم النصح والإرشاد، والبند رقم 6 تقوم الشركة بتسليم 4 % من إجمالي الكمية هبة دون مقابل؛ لتغطية نافق الطريق وأخطاء التجنيس ونافق الأسبوع الأول، وعمل زيارات دورية يتم تلقيح الكتاكيت بلقاح الماريك بعترة مزدوجة من اللقاح الديك الرومي والرسبنس، وهو ما لم تفعله الشركة". وأضاف "إبراهيم": "توجهت إلي المعمل البيطري بالدقي للتأكد من العينة وإيجابيتها، وتم مخاطبة الشركة التي حرصت علي الحضور وأخذ عينه لتحليلها، وتتفاوض معي الآن لتعويضي بنسبة 50 % عن قيمة التعاقد، وهذا غير مرضي؛ لأن التكلفة للدجاجة الواحدة لعمر يوم إلي 180 يوم باهظة جدا الغرض منها تربية أمهات وليس للتسمين، وبالتالي مصيري السجن؛ لأن لدى التزامات كبيرة لم توفي، ونفوق أكثر من 24 ألف و800 كتكوت بقيمة 144 ألف جنيه، تم الصرف علي الكتكوت الواحد بعد مرور 99 يوما 70 جنيه بدلا من 60 لحصوله علي دواء مضاعف للحالة الصحية الطارئة عليه ورفع المناعة للدجاج، حيث وصل لتر المناعة 100 جنيه وتم وضع 40 لتر بقية 40 ألف جنيه وبنسبة بلغت مليون و750 ألف جنيه، بخلاف قيمة تأجير المزرعة والعمال والكهرباء والماء، والباقي بعد 100 يوم 7700 دجاجه مع استمرار نفوق الدجاج بواقع 300 إلي 400 دجاجة يوميا، وفي زيارة لجنة الطب البيطري ووزارة الزراعة أخذوا إقرارا بالتحفظ علي الدجاج الباقي الحي فقط، والنافق يسجل بالدفاتر الموجودة". وتوقع وصول سعر طبق البيض خلال الأيام المقبلة إلى 40 جنيها؛ بسبب غلق المزارع وموت أمهات الدواجن التي تفرخ البيض، مضيفا أن صناعة الدواجن التى يعمل بها حوالى 8 ملايين عامل برأس مال 25 مليار جنيه، قاربت علي الانهيار؛ بسبب تخلى الدولة عن دعمها. وتواصل "البديل" تتبع العملاء الذين أبرموا عقدا مع شركة سلسبيل، ومنهم الطالب أحمد هشام عيسي، ثانية هندسة مدني 21 سنة بأبو كبير شرقية، الذي وصف ما يحدث بالمهزلة وضرب اقتصاد البلد في وقت غير مبرر، موضحا أنه تعاقد مع شركة سلسبيل فى الغربية بتاريخ 28 مايو 2015 وفوجئ بظهور نفوق الدواجن عمر 80 يوما، فأخذ عينات وذهب لأحد الأطباء البيطريين بجامعة الزقازيق، الذى أكد أنه فيروس "سرطان الليكوزيس"، متابعا: "أخذت عينه أخري وذهبت إلى المعمل المرجعي للرقابة علي الإنتاج الحيواني ببحوث الصحة فى الدقي والتابع لوزارة الزراعة، وجاءت إيجابياتها بعد 4 أيام والتأكيد علي سرطان الدواجن، فاتصلت بالشركة لحل المشكلة، لكن لم يستجيبوا، فحررت محضرا ضد عبد السلام حجازي، صاحب الشركة، وخاطبت النيابة الإدارية البيطرية بأبو كبير ومدير الطب البيطري بالشرقية، فشكلوا لجنة بناء علي قرار من النيابة، وأخذوا تحاليل، وخرجت أيضا ايجابية". وأكد طالب الهندسة أن الخسارة بلغت نصف مليون جنيه بعد شراء 8000 كتكوت، تبقي منهم اليوم 1800، ومازال النفوق مستمر؛ بسبب السرطان، مضيفا: "نحن نموت ببطء مثل الدجاج، ولا أحد يتدخل ولا نعرف هل سيأتي حقنا قبل أن نضيع أم لا". ومن جانب آخر، قال الدكتور كامل أبو العزم، رئيس قسم أمراض الدواجن ومدير المستشفي البيطري بكلية الطب البيطري جامعة المنصورة، إن فيروس الليكوزيس أحد الأمراض الفيروسية المسرطنة للدواجن، من عائلة "الرتروفيريدى"، ولا ينتقل إلى الإنسان، لكنه يسبب خسائر اقتصادية متباينة داخل المزارع، موضحا أن الفيروس تم اكتشافه عام 1868م، ويموت في أنسجة الطيور المصابة في أقل من دقيقة (0.8) عند درجة 60 مئوية. وأضاف أن المرض يسبب خسائر اقتصادية لمربيي الدواجن، فالوفيات في قطعان الدجاج عادة تتباين بين 1 إلى 2%، وتكون أحيانا 20% أو أكثر مع ملاحظة أن الوفيات تبدأ في الظروف الطبيعية بعد أن يصل الطائر لعمر 14 أسبوعا أو أكثر، أي أن التكلفة الفعلية للدجاجة تكون مرتفعة، خاصة أن الوفيات تتزايد مع بدء القطيع في إنتاج البيض، وعند ذلك تتراوح التكلفة الفعلية للدجاجة البياض بين 28 إلى 35 جنيها وأمهات التسمين حوالي 100 جنيه أو أكثر. وأشار "أبو العزم" إلى أن الوسيلة الأساسية في انتقال العدوى هى الطريق الرأسي، أي من الأم إلى الأبناء عن طريق البيض، وبالتالي تكون الطريقة المثلى في التخلص من المرض ومقاومته، اختيار الكتاكيت من أمهات خالية من الليكوزيس، خاصة أنه لا يوجد لقاح أو مصل للمرض، وتتزايد نسب إصابة الكتاكيت والوفيات حال الانتقال الأفقي بينها في الأيام الأولى من عمر الطائر، متابعا: الكتاكيت المستخدمة كبياض أو أمهات تسمين يجب تحصينها بالحقن عمر 1 يوم في المفرخات بلقاح الماريك، والحقن وسيلة جيدة لنقل العدوى، ناهيك عن أن بعض الشركات تقوم بحقن الكتاكيت أكثر من مرة بلقاحات مختلفة عمر 1 يوم "الماريك، الأنفلونزا، النيوكاسل"، بجانب تجنيس الكتاكيت عمر 1 يوم والتي تستدعى تناول الكتاكيت بطريقة معينة، قد تؤدى إلى انتقال العدوى من الكتاكيت المصابة إلى غير المصابة. وعن الأعراض، أوضح أنها مميزة، حيث يظهر ضعف عام وهزال وإسهال وجفاف وبهتان لون العرف والدلايات وانخفاض إنتاج البيض وزيادة نسب الوفيات من الليكوزيس ومن الأمراض الأخرى. وطالب المهندس الزراعى أحمد البنا، الخبير فى الثروة الداجنة، وزارة الزراعة بضرورة الضغط ومقاضاة الشركة الأم لتعويض أصحاب المزارع عن الخسارة، بالإضافة لحرق النافق من الدجاج؛ لأن البعض يبيع النافق إلى أصحاب المزارع السمكية؛ لفرمه كعلف للأسماك، فتصبح الكارثة مزدوجة والضحية هو المواطن المصرى البسيط.