على بعد نحو 50 كيلو مترًا من مدينة أسيوط تقع قرية بنيإدريس التابعة لمركز القوصية، مترامية الأطراف فى مدخل مملوء بالقمامة وأراض زراعية تم تجريفها لتتعالى عليها المباني المخالفة أبان ثورة 25 يناير. مأساة يعيشها أهالي قرية "بني أدريس"التابعة لمركز القوصية بأسيوط رغم إدراجها كقرية نموذجية من قِبَل وزارة الإسكان إلَّا أن الأهالي يشكون من انقطاع المياه عن القرية منذ عامين، وعاد الأهالي إلى الطلمبات الحبشية التي تسببت في انتشار الأمراض بينهم؛بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحي. وتظاهر العشرات من طلاب مدرستي بني إدريس الابتدائية والإعدادية المشتركة داخل فناء المدرسة؛ لتضررهم من عدم تواجد المياه، مرددين بعض الهتافات "عايزين مياه..عايزين مياه"و "المحافظ فين احنا من غير مياه" مؤكدين تضررهم البالغ من عدم توفر المياه للاستحمام ولأغراض الحياة اليومية. مشهد يومي متكرر داخل القرية بالاصطفاف في طوابير أمام الطلمبات الحبشية؛ لتخزين المياه، رغم كونها غير صالحة للشرب، ولا بديل عنها،كما تسببت الأزمة الطاحنة داخل القرية من هجر الناس لدور العبادة من المساجد التي لا تشهد أحدًا أو الكنائس؛ بسبب عدم تواجد مياه للاستخدام اليومي. تعددت شكاوى الأهالي من انتشار الأمراض المزمنة، والناتجة من سوء مياه الشرب التي يلجأ الأهالي إلى الطلمبات الحبشية في مشهد متكرر يوميًّا لمياه سوداء متغيرة اللون والطعم؛ نتيجة اختلاطها بالصرف الصحي المتواجد في ثلثي القرية، على الرغم من تواجد الصرف إلَّا أن القريةلا توجد بها شبكة لمياه الشرب تغطي جميع المناطق. وقال محمود رشوان، عمدة القرية: مشكلة المياه متواجد بعد ثورة 25 يناير، وبناء العديد من الأهالي منازل عشوائية على الأرض الزراعية، وتم حصولهم على خط مياه القرية والمتسبب الرئيس في ضعف المياه وعدم وصولها إلينا، رغم حفره على نفقة الأهالي، ويخزن الأهالي المياه منذ الليل، من خلال الطلمبات الحبشية المتسببة في انتشار الكثير من الأمراض. مليونان و700 ألف جنيه لتطوير القرية وأضاف مكارم عبد السلام، مدرس بالقرية، أن الميزانية المدرجة للقرية من خلال وزارة الإسكان كقرية نموذجية، 2 مليون و700 ألف جنيه؛ لتطوير القرية من خلال مياه الشرب والصرف الصحي، بخلاف شبكة الصرف الصحي التي تغذي ثلثي القرية، وهي منحة أمريكية، خلاف ما تم صرفه للقرية، ولم يتم عمل شبكة مياه شرب للقرية أو حتى رصفها من خلال المبالغ المقررة،التي لم يعرف عنها أحد شيئًا،وهي مأساة بكل المقاييس على الأهالي والطلاب والموظفين للحصول على كوب مياه نظيف. "مش لاقيين مياه نغسل وجهنا في الصبح"بدأت بتلك الكلمات سارة محمود، طالبة، وتابعت أن المعاناة تتكرر يوميًّا، قبل الذهاب إلى المدرسة للحصول على كوب مياه من أجل الاغتسال والشرب والوضوء، وبعض التلاميذ تذهبون إلى المدرسة دون غسيل، مما يضطر المدرسين إلى عدم معاقبتهم لمعرفة الظروف التي تمر بها القرية. وتسأل ميشيل موسى، مدرس بالقرية: هل يعقل أن قرية نموذجية تعدادها أكثر من 10 آلاف مواطن لا تستطيع الحصول على مياه شرب نظيفة منذ عامين، والطلمبات الحبشية قتلت الأهالي بعد انتشار الأمراض الفتاكة؛ نتيجة تواجد الصرف الصحي بالقرية،الذي عمل على دمج المياه بالصرف وانتشار أمراض الفيروس والتليف الكبدي الناتج من سوء مياه الشرب. كان أهالي قرية بني إدريس قد تظاهروا من قبل، وحاولوا تعطيل رصف طريق القرية، إلَّا بعد حل مشكلة المياه، كما قاطع الأهالي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية؛ احتجاجًا على عدم توافر المياه. من جانبه قال المهندس محمد صلاح، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط: تم الاتفاق مع الهيئة القومية لتنفيذ خط مياه آخرإضافي للقرية، حيث إن الخط الرئيس تعرض للتعديات من الموطنين خلال الأعوامالماضية، وجاري التنسيق للحصول على التمويل اللازم وقدره مليون ونصف المليون جنيه للبدء في التنفيذ.