تسبب عقار السوفالدي المعالج لفيروس سي لمرضى الكبد في انتكاسة لنحو 35% من المرضى الذين تناولوه على مستوى محافظات مصر، وأرجع متخصصون السبب إلى أن البرتوكول الخاص بالعقار يؤكد أنه مخصص لعلاج الفيروس من الجيل الأول، بينما الفيروس بمصر من الجيل الرابع، وكان يجب أن يتناول المريض السوفالدي مع عقار آخر يتناسب مع حالته بحسب وصف الطبيب؛ لأن كل الحالات التي تناولت السوفالدي منفردًا عانت من انتكاسة للمرض، قد تتسبب فى صعوبة السيطرة عليه. ويوجد في دمياط أكثر من 19 ألف مريض، سجلوا للحصول على عقار السوفالدي، وبالفعل بدأ توزيع العقار عليهم من خلال وحدة علاج فيروسات الكبد الموجودة بمستشفى حميات دمياط، وسط آمال كبيرة للمرضى في إيجاد حل نهائي لمعاناتهم من الفيروس القاتل، وكانت كل تصريحات المسؤولين تؤكد نجاح العقار بنسبة كبيرة، لكن انتشرت شائعات تؤكد أن العقار لم يجرب في بلد المنشأ. يقول إبراهيم جلال، 47 عامًا: أنا أعاني من الفيروس منذ أكثر من ثماني سنوات، وتناولت الأنترفيون مدة، لكن لم تكن نتائجة كما كنا نتوقع، وحينما سمعنا عن عقار السوفالدي، كان لدينا أمل كبير، وتوقفت عن تناول الأنترفيون، وسجلت للحصول على عقار السوفالدي، وبالفعل حصلت عليه وتناولت الجرعة بانتظام، لكن في الأوقات المحددة للتحاليل لمعرفة مدى تأثيره، اكتشفت أن هناك انتكاسة حدثت بالفعل، وأن الفيروس يتحور في شكل آخر، ولم يحدث أي تقدم بالنسبة لي، وتحدثت إلى اثنين من المرضى تعرفت عليهما أثناء التسجيل للحصول على العقار، قال أحدهم إن حالته تستجيب للعلاج، والآخر أكد أن حالته تراجعت ولا يشعر بتحسن، ويبدو أن هناك الكثير حدث معهم مثل ما حدث معي. الحالة لم تكن تخص دمياط فقط، لكن هناك نسبة كبيرة جدًّا من المرضى على مستوى الجمهورية تناولت العقار وحدثت لها انتكاسة مرضية، والأطباء يرجعون السبب لعدم ملاءمة العقار لنوع الفيروس الموجود بمصر، وأكدوا أن العقار كان لا يجب أن يعتمد عليه وحده؛ لأن برتوكول العلاج الخاص به يؤكد أنه لا يتناسب مع جيل الفيروس الموجود بمصر. الدكتور محيي عبيد، نقيب صيادلة مصر، أكد أن العقار تسبب في انتكاسة ل35% على الأقل من المرضى بمصر، والسبب الرئيسي في ذلك أن علاج السوفالدي لم تتم تجربته على شرائح مماثلة في بلد المنشأ، والعلاج يتناسب مع الفيروس من الجيل الأول، لكن الفيروس الموجود لدى المرضى بمصر من الجيل الرابع، وكان من المفروض أن تجرى أبحاث وافية على نوع الفيروس بمصر، لكن هذا لم يحدث، وانتقد بشدة دفاع وزارة الصحة عن العقار، وأكد أن مئات المرضى في انتظار كارثة. وقال الدكتور عبد الله راضي، إخصائي أمراض الكبد: الكثير من المرضى لا يناسبهم عقار السوفالدي، لكن للأسف الدعاية التي سوقتها وزارة الصحة للعقار جعلت كل المرضى يعلقون الآمال عليه بدون فهم، وأصبحنا عاجزين عن إقناع المريض بغيره، وأصر كل المرضى على تناوله باعتباره المخلص من المرض، لكن التجربة أثبتت أن العقار لا يناسب شريحة كبيرة جدًّا من مرضى الفيروس بمصر؛ لاختلاف جيل المرض، وبالفعل تحدث انتكاسات لكثير من المرضى، الذين تناولوا عقار السوفالدي منفردًا.