"أرض الفيروز" تاريخها حافل بالأمجاد والبطولات، فعلى رمالها دارت أشهر المعارك، اسمها كناية عن القمر حين أطلق عليها القدماء اسم الإله "سين"، ومن الفيروز أخذت صفتها، وشُقت فيها قناة السويس أهم ممر مائي في العالم، ومن هنا قرر مجموعة من الشباب الذهاب إلى أبعد نقطة حدودية داخل الأراضى المصرية، وهى "جزيرة فرعون المرجانية"، التي تقع على بعد 8 كم جنوبى طابا، وتتوسط قمة خليج العقبة، واشتهرت الجزيرة باسم «قلعة صلاح الدين»، وترى من خلال أبراجها حدود أربع دول، وهي: "مصر والسعودية والأردن وفلسطين المحتلة ". وكانت المفاجأة عند وصولهم "الجزيرة" أن خط فودافون تحول إلى شبكة اتصالات سعودية، وأرسلت رسالة نصها "في السعودية أثناء تجوالك على شبكة STC Al-jawal كلم مصر أو أى بلد فى العالم بسعر ثابت 5 جنيهات للدقيقة، وللمكالمات المحلية 2.5، واستقبال المكالمات ب 2 جنيه للدقيقة"، وحط اتصالات أرسل أيضًا رسالة نصها اتصالات تتمنى لكم إقامة سعيدة في الأردن. الأسعار بالجنيه المصري وغير شاملة الضريبة. الاتصال بمصر أو غيرها 18.3 جنيه للدقيقة. المكالمات المحلية 6 جنيه دقيقة". مواطنون: شعور بالإحباط والسخط على شركات الاتصالات المصرية تقول مها صلاح الدين، أحد المواطنين بطابا، عندما وصلت الرسائل النصية إلى هاتفها، كانت في قمة الاستفزاز؛ نتيجة وصول الرسائل من جميع شبكات الاتصالات بالدول المحيطة ما عدا الشبكات المصرية، وهو جعلها تدرك مدى القصور الشديد من شركات الاتصالات المصرية؛ لإحساسها بهيمنة شبكات أخرى دولية على حدود بلدها. وتابعت "كان هناك شعور بالإحباط نتيجة فقد الاتصال وانقطاع جميع الشبكات"، موضحه أنها ما زالت على الأراضى المصرية، وإذا أرادت التواصل، تحاسب مثل الأجنبى، أى بسعر أغلى كتجوال، مما جعلها تشعر بالغربة فى بلدها. واتفق معها محمد جابر، أحد المشرفين على جروب السياحة، قائلاً "عندما أتت لى الرسالة، شعرت بشىء غريب. فأنا أعلم أن المنطقة التى نتواجد فيها حدودية، ولكن عندما تصل إليك هذه الرسائل، تشعر بأنك خارج الوطن. فعندما تنظر إلى حدود الدول الأربع، وتصلك رسائل الترحيب فى كل البلدان التى لها حدود معك، بينما تكون الشبكات المصرية الأساسية الخاصة بك غير متاحة، لا بد أن تشعر بالغربة داخل وطنك، ويعد غياب شبكات الاتصال ضربة لأمن المواطنين المتواجدين هناك". وتابع جابر أن غياب التغطية عن هذه المنطقة أمر يثير السخط، فإذا تعرض أى جروب من السياح أو الزائرين في تلك المناطق لظرف طارئ أو حتى فقد الطريق، فلن يستطيع الاتصال لطلب النجدة، ومن المحتمل أن يتعرض للموت؛ نتيجة لعدم وجود قوات لتأمين الأفراد أو حتى لتأمين المنطقة، وذلك على العكس تمامًا من الهدف الذى أنشأ من أجله صلاح الدين القلعة، وهو تأمين خليج العقبة ضد الغزوات الخارجية، وتأمين طريق الحج وطرق التجارة. وتابع أن القلعة أقيمت على نتوأين بارزين بأرض الجزيرة، أحاطتهما الأسوار والأبراج للحماية والمراقبة، وتحوي القلعة ثكنات للجند وصوامع لتخزين الطعام وأماكن لتخزين الذخيرة. رئيس الاتصالات بجامعة القاهرة: غياب الشبكات لعدم اهتمام الشركات بها من جانبها قالت الدكتورة نعمت عبد القادر، رئيس قسم الاتصالات بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، إن نقص التغطية أو عدم وجود شبكات داخل بعض المناطق الحدودية ك "طابا" على سبيل سببه الرئيسى هو أهواء الشركات نفسها فى تغطية المناطق، فإذا أرادت أن يكون لها تواجد فى تلك المنطقة الجغرافية، فستعمل على وضع أبراج تقوية للشبكات فى محيط المنطقة المراد تغطيتها، ولكن من الواضح أنه لا يوجد اهتمام بهذه المنطقة؛ لذلك تكون الشبكات الأقوى والملحوظة فى هذه الأجواء هى الشبكات الدولية من البلدان المجاورة.