يبدو أن الهجمات الإرهابية التي طالت فرنسا الجمعة قبل الماضية، لن يتحمل تداعيتها وعواقبها سوى المسلمين في أوروبا واللاجئين الهاربين من مناطق الحروب في الشرق الأوسط، للمرة الثانية شهدت العاصمة الفرنسية خلال هذا العام هجمات إرهابية، وهو ما أثار المخاوف في أوساط الجالية المسلمة بأوروبا وفرنسا، خاصة من أن يتحولوا إلى كبش فداء لهذه الهجمات. سارع قادة الجالية المسلمة في فرنسا إلى التنديد بالهجمات الدموية التي شهدتها باريس الجمعة قبل الماضية، وراح ضحيتها 129 شخصًا على الأقل، بجانب مئات الجرحى، لكن مسلمي فرنسا وأوروبا في العموم لم يسلموا من المضايقات المتطرفة من قبل المنظمات والحركات المناهضة للمسلمين والعرب في أوروبا. وشهد مسلمو فرنسا، البالغ عددهم ثمانية ملايين حسب تقديرات المفوضية العامة لمسلمي فرنسا، مضايقات وربط المتطرفون (الإسلام فوبيا) بين المسلمين وبين الإرهاب بسهولة بعد هجمات وقعت في يناير الماضي، وأسفرت عن مقتل 17 شخصا بصحيفة "شارلي إيبدو" ومتجر للأطعمة اليهودية، وفي الأيام التي تلت ذلك الحادث، زادت التصرفات المعادية للمسلمين، مثل كتابة الشعارات على جدران المساجد، وتوجيه الإهانات للنساء المحجبات، وسجل المرصد الوطني لمكافحة الخوف من الإسلام في فرنسا زيادة قدرها 281% في هذا النوع من الهجمات في الربع الأول من عام 2015 مقارنة بالأشهر الثلاثة نفسها من العام السابق. حوادث المضايقات ضد المسلمين في أوروبا بعد تفجيرات باريس 1- بعد أحداث باريس الدامية كتب شعار «انهضى يا فرنسا» بالطلاء على جدار مسجد في جنوبفرنسا، بينما كتبت عبارة «الموت للمسلمين» على الجدران في أجزاء مختلفة من مدينة إيفرو شمال باريس بحسب صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية. 2- اندلع حريق في أحد المساجد بكندا، الاثنين الماضي، وأكدت شرطة مدينة بيتربروج بمقاطعة أونتاريو الكندية، أن الحريق الذي اندلع في مسجد السلام، هو "جريمة كراهية متعمدة"، وأنه يجرى التحقيق فيها، وفقا لما نشرته سي إن إن. 3- أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، في بيان أن المركز الإسلامى في بطرسبرج، ومساجد أخرى تلقت تهديدات عدة بعد هجمات باريس. 4- استغلت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية ماري لوبين الأجواء بعد التفجيرات، وقالت: على فرنسا إبادة الإسلاميين المتطرفين وحظر المنظمات الإسلامية وإغلاق المساجد التي تدعو إلى التطرف وطرد الأجانب الذين يدعون إلى الكراهية الدينية في فرنسا وكذلك المهاجرين غير الشرعيين. 5- شهدت بعض المدن الفرنسية مظاهرات معادية للمسلمين، حيث رفع المتظاهرون لافتات تطالب بطرد المسلمين من البلاد. 6- أظهرت لقطات فيديو رجل يرتدي قناع "جوكر" يهدد بقتل مسلم كل أسبوع في كندا، وقال الشاب في الفيديو: ستكون هناك جرائم قتل في جميع أنحاء كيبيك، سنقوم بتصفيتهم جميعاً، واحداً بعد الآخر، لقد تحملنا أذى الإسلام بما يكفي. 7- وجه أحد العنصريين شتائم تجاه فتاة مسلمة تدعى "يارا" ترتدي حجابا في إحدى محطات لندن قائلاً: أنتِ إرهابية وحثالة، والمسلمون مسئولون عن قتل الضحايا في هجمات باريس، ودافع شاب بريطاني عن الفتاة عندما حاول العنصري الاعتداء عليها. 8- منع أحد العاملين فى أحد محال ماركة عالمية شهيرة، فتاة مُحجبة من الدخول إليه، وذلك على خلفية أحداث العنف التى وقعت مؤخراً، حيث أخبرها الموظف أن الشركة أصدرت قرارا بمنع دخول المحجبات إلى المحل فقط لأنها محجبة وإذا كانت ترغب في الدخول فما عليها إلا أن تخلع الحجاب، وهو الأمر الذي أثار غضبها، ونشرتها على صفحتها الخاصة على تويتر، وهو ما أحدث جدلا واسعا، وبالفعل كان هناك رد من الشركة ذاتها، وأخبرت الإعلام أنها قامت بطرد الموظفين بعد هذه الواقعة. 9- أعلنت الأكاديميّة الأسترالية المسلمة، سوزان كارلاند، أنها ستتبرّع بدولار لليونيسيف مقابل كل رسالة كره تتلقّاها، وأشارت كارنالد، التي فازت بلقب مسلم عام 2004، في تغريدة على تويتر، نشرتها في أكتوبر الماضي، إلى أنها وصلت إلى حوالي ألف دولار بسبب هذه الرسائل. وتتلقى سوزان رسائل تتهمها بالإرهاب، وبأنها كامرأة مسلمة محجّبة توافق على العنصرية والذكورية والقتل والحروب والظلم، فيما يتمنى البعض لها في هذه الرسائل الموت، ويهزأون من شكلها، لأنها تضع الحجاب، فضلاً عن اتهامها بأنها تريد احتلال أستراليا عبر اللحم الحلال. وفي مقال كتبته بصحيفة "ذي إيدج"، قالت سوزان إنّها كانت تتأثر كثيراً بالرسائل التي تصلها، إلا أنها فكرت كثيراً في كيفية تحويل الأمور السلبية إلى إيجابية، فوجدت فكرة التبرّع للأطفال المحتاجين، وتوضح سوزان أنها استلهمت الفكرة من الآية القرآنية التي تحضّ على مواجهة السيئة بالفعل الحسن القادر على محو السيئات. 10- أوقفت الشرطة البلجيكية عائلة عربية في أحد شوارع العاصمة، واقتادت أفرادها إلى المخفر بسبب ارتداء إحدى السيدات للنقاب الذي تحظر بلجيكا ارتداؤه في الأماكن العامة. 11- أطلقت امرأة سيلا من العبارات العنصرية المؤذية نحو امرأتين محجبتين على متن حافلة ب لندن، ووصفت المرأة المحجبتين بأنهما أكياس من الرمل وكلبات داعش، وبدأ الشجار عندما كانت المرأتان تتحدثان لغة بلدهما الأصلي، فبادرت المرأة المعتدية بسبهما. 12- تعرضت فتاة مسلمة إلى اعتداء من قبل رجل فرنسي بمحطة مترو في مارسيليا، حيث حاول شاب دفعها إلى القطار القادم، ولكن لحسن الحظ تمكنت الفتاة من السيطرة على نفسها بعض الشيء، ولم تسقط على القضيب كما كان يرغب الرجل، فقط تعرضت لعدد من الكدمات البسيطة التي حدثت نتيجة الاصطدام، حيث أشار المتهم إليها برموز دينية، في إشارة منه إلى الأحداث الأخيرة في فرنسا.