مر قرابة الثلاثين عاما على انتفاضة مجندي الأمن المركزي عام 1986، التي راح ضحيتها العشرات من الشباب، في محاولة منهم للحصول على معاملة آدمية، ورغم أن أوضاع الضباط وأمناء الشرطة تحسنت، إلا أن المجندين لايزالون محلك سر، فى مواجهة كيان وزارة الداخلية. وسلط انتحار شاب في مقتبل العمر 21 عامًا "مجند"، بعدما ضاق صدره ولم يحتمل على كرامته الظلم، لتنقطع صلته بالدنيا الضوء على معاناة المجندين مع قيادتهم، وعليه رصدت "البديل" 5 وقائع لجنود الأمن المركزى، حاربوا خلالها لاسترداد حقوقهم الضائعة حتى اليوم. انتفاضة الأمن المركزى شهد يوم 25 فبراير عام 1986، تظاهر عشرات الآلاف من مجندي الأمن المركزي في معسكر الجيزة بطريق الإسكندرية الصحراوي؛ احتجاجًا علي سوء أوضاعهم وتسرب شائعات عن وجود قرار سري بمد سنوات الخدمة من ثلاث إلي خمس سنوات. واستمرت حالة الانفلات الأمني لمدة أسبوع، أعلن فيها حظر التجول وانتشرت قوات الجيش في شوارع القاهرة، واعتقل العديد من جنود قوات الأمن المركزي، وبعد انتهاء هذه الأحداث، تم رفع حظر التجوال، وأعلن عن إقالة اللواء أحمد رشدي، وزير الداخلية آنذاك، وعزل العديد من القيادات الأمنية، واتخذت العديد من القرارات لتحسين أحوال الجنود والحد من أعدادهم ونقل معسكراتهم خارج الكتلة السكنية. مقتل مجند بنيران إسرائيلية في ديسمبر عام 2009، اعتقلت وزارة الداخلية مجموعة من ضباط الأمن المركزي وأحالت 250 منهم إلى الاحتياط؛ بعد تزعمهم احتجاجًا بمعسكر ناصر للأمن المركزي بمنطقة الدراسة، حيث رفض الضباط تنفيذ أوامر القيادة العليا بالتوجه إلى رفح بعد تردد أنباء عن مصرع مجند أمن مركزي بنيران إسرائيلية، وتكتم الوزارة على الخبر، ما دفع رئيس العمليات بالمعسكر وباقي أفراد الكتيبة، البالغ عددها 4200 مجند لإعلان رفضهم التوجه إلى حدود رفح المصرية. ثورة المجندين وهروب 6 مساجين وبنهاية 2009، شهدت وزارة الداخلية ثورة 6 آلاف مجند وعسكري ضد قيادتهم في معسكر التشكيلات لقوات أمن القاهرة، حين بدأت الاحتجاجات أثناء طابور التمام وفوجئ القائمون على السجن العسكري بمنطقة رمسيس، باعتراض جميع المجندين بالمعسكر ضد قائديهم، وتحطيمهم مباني إدارة المعسكر، والاستراحة المخصصة للضباط، وصالة الألعاب والسجن العسكري. وأرجعت تحقيقات النيابة العسكرية ثورة الجنود إلى قسوة الضباط معهم، بجانب تأجيل حصول الجنود على إجازاتهم، وإرهاقهم في العمل في غير الأوقات المخصصة لذلك، الأمر الذي دفع 14 من كبار المجندين إلى قيادة ثورة داخل صفوف زملائهم انتهت بتهريب 6 من المساجين. إضراب مجندى معسكر الأمن بالإسماعيلية وفى أغسطس 2014، احتج مجموعة من المجندين التابعين لمعسكر قوات الأمن بالإسماعيلية، ضد الأداء الوظيفي وتواصل ساعات العمل ونقص الغذاء وخصم من الإجازات، كما أضرب 30 مجندًا عن الطعام؛ اعتراضًا على سوء المعاملة داخل المعسكر، وحرر محضر بالواقعة في قسم مركز الإسماعيلية. وقطع المئات من جنود معسكر قوات الأمن بالإسماعيلية، طريق "الإسماعيلية – القاهرة" الصحراوي، احتجاجا على طريقة توظيفهم وتشغيلهم المفتقدة إلى العدالة في توزيع ساعات العمل بحسب قولهم. انتحار مجند شعر بالظلم وأخيرا، لم يتحمل المجند بشوى نتعي بشرى كامل، 21 سنة، من أبناء محافظة المنيا، مرارة الظلم والقهر، فأقدم على الانتحار، بعد تنفيذ قرار بحبسه بهيئة الإمداد والتموين التابعة لوزارة الداخلية. ورفضت أسرة المجند استلام جثمان ابنهم لدفنه؛ بسبب الغموض المسيطر على واقعة وفاة ابنهم، مساء الجمعة الماضي، وطالبت أسرة المجند بتشريح الجثة بمعرفة الطب الشرعي، لتشككهم في وجود شبهة جنائية بالواقعة.