«السمع والطاعة العمياء للشيخ الجليل».. هكذا يتعامل أهالي القرى والنجوع والمناطق النائية مع أي داعية يجيد فن الخطابة والتواصل الاجتماعي لأجل السيطرة على العقول، وما أكثر الزوايا والمساجد الصغيرة في تلك المناطق، حتى أن شباب المسلمين يحرصون بشدة على حضور دروس المشايخ عقب صلاة العشاء يوميًا، ويرفضون المساس بأي رمز من مشايخهم، فهم لهم بمثابة الأب الروحي والمخلص من ضغوط الحياة الصعبة إلى جنة الخلد. ورغم أن بعض المشايخ غير حاصل على شهادة أزهرية وغير مرخص له إصدار فتوى أو الخطابة في الناس، لكن تأثيرهم على عموم الشعب تكون أقوى من تأثير مشايخ الأزهر المعنيين بتلك المهمة؛ نظرًا لاتباعهم سياسة ممنهجة للسيطرة على عقول الشباب وتسخيرهم لخدمتهم، تبدأ من رعايتهم صحياً وكفالتهم مديًا وصولاً إلى التضحية بأنفسهم قربانًا لهم، بناءًا على أفكار ما أنزل الله بها من سلطان، ولذلك حملت «البديل» على عاتقها مهمة كشف حقيقة غياب الأزهر وسيطرة الجمعيات الأهلية، ووضع روشتة لعودة الأزهر للصدارة. قال الدكتور محمد حرز الله، إمام وخطيب مسجد الحسين بالقاهرة، إن أول خطوة للإصلاح، تكمن فى اهتمام الأزهر وتضامنه مع عموم الشعب اجتماعيًا والوقوف معهم فى الأزمات وتحقيق العداله الاجتماعية، وسنجد حينها من يقصد الأزهر الشريف فى كل مايتعلق بأمور دينه ودنياه لا أن يذهب إلى غير المتخصصين أو أن يقوم بالاتصال على برنامج مذاع على قناة فضائية ليستفتى فى دينه من هو ليس أهلا للعلم. وأضاف "حرز الله" أن عموم الشعب وخصوصًا من هم خارج إطار القاهرة الكبرى وضواحيها، يعانون أشد المعاناة للوصول إلى الأزهر الشريف والحصول على فتوى شرعية، ومع تطور وسائل الاتصال وانتشار برامج الفتاوى على الفضائيات، أصبح أغلب المسلمين فريسة سهلة لأي شخص منتحل شخصية الداعية، ونتج عنها قطع الصلة بين دار الإفتاء والمواطن نظرًا للبعد الجغرافي والمعنوي، مطالبًا الأزهر الشريف بفتح قنوات فعالة فى القرى والمحافظات لإصدار الفتاوى فى أمور الدين والدنيا، إذ لا توجد غير قناة واحدة ممثلة فى دار الإفتاء بالقاهرة، مما دفع بعض المواطنين إلى اللجوء لبعض مشايخ الزوايا الكائنة فى القرى لكونهم الأقرب لهم جغرافيًا ومعنويًا، من خلال الاتصال المباشر باستمرار، حتى تحول بعضهم إلى مناهضين للرسالة الوسطية الداعية إلى العمل لصالح الفرد والصالح العام للمجتمع. ودعا "حرز الله" إلى ضرورة انتفاضة الأزهر والنزول إلى الناس ومعايشتهم والتعاطف معهم، من خلال نشر جمعيات أهلية أزهرية فى جميع محافظات الجمهورية، يتلخص دورها في مساندة من يقصدها ثقافيًا وفكريًا وإنسانيًا، وتقوم بالوقوف إلى جانبهم لحل مشاكلهم والقضاء على أمراضهم الفكرية والبدنية، وبالأخص داخل القرى والنجوع، باعتبارهم الأولى بالمساعدة لانتشالهم من الجهل والفقر. ولفت "حرز الله" إلى الدور الكبير للجمعيات الأهلية فى المجتمع، إذا طبقت العداله المطلقة دون التحيز إلى فئة محددة على حساب غيرها، ولن يحدث هذا دون إخضاعها للإشراف الكامل للأزهر الشريف وتحت رعايته، وتسكين رجال الأزهر وعلماءه بها؛ لضمان وصول الخدمة إلى البسطاء فى المجتمع والتغلغل فى نسيج المجتمع ليرفع عنه معاناته ويشد من عضده، من خلال متخصصين لديهم المقدرة على التوجيه والإرشاد ومساعدة المحتاجين وعموم الناس باسم المؤسسة الدينية، ويحاضر فيها العلماء والوعاظ وأئمة الأوقاف فى مختلف المجالات سواء فى الدعوة الى الله أو إصدار الفتاوى الدينية. وعرض الدكتور حسن عبد البصير، إمام وخطيب مسجد الشهداء بالإسكندرية، بعض الأماكن والمراكز الخاصة بالفتاوى التابعة للمشيخة، وبالإضافة إلى دار الإفتاء المصرية برعاية مفتى الجمهورية في القاهرة، هناك مراكز فتاوى تابعة للأزهر الشريف، وكذلك المساجد الرئيسية الكبرى فى محافظات مصر، كما يستطيع مريدى الأزهر أن يتواصلوا مع دار الإفتاء إذا بعدت المسافة عليهم عن طريق الإنترنت وطرح استفسارتهم على الموقع الرسمى لدار الإفتاء.