أثارت وفاة الطبيبة داليا محرز غضبًا عارمًا بين الأطباء؛ نتيجة لفقد عوامل الحماية من الأمراض والفيروسات للعاملين فى القطاع الصحى من أطباء وتمريض وعمال وفنيين، والتي فقدت بسببها محرز حياتها. فقد توفيت الطبيبة داليا محرز (28 سنة) والتي تعمل بمستشفى الإسماعيلية بعد إصابتها بالتهاب سحائى، نقلت على أثره لمستشفى الجامعة التخصصى، فيما تحمل أهلها كافة مصاريف العلاج والتي بلغت 15 ألف جنيه، لعدم تغطية التأمين أو بدل العدوى المخصص للأطباء لمصاريف علاجها، والبالغة قيمتها 19 جنيه. والغريب أنه لم يكن هناك أي رد فعل من الوزارة أو حتى مديرية الشئون الصحية بالمحافظة، ولذلك أوصى مجلس النقابة العامة للأطباء أنه في حالة عدم توافر المستلزمات الأساسية المطلوبة للوقاية من العدوى للأطباء بأن يتخذوا الإجراءات الآتية: يقوم الطبيب بتحرير مذكرة رسمية لمدير المنشأة الطبية وكذلك النقابة الفرعية، ويتم إرسال مذكرة للنقابة العامة للأطباء بالفاكس الخاص بالنقابة، وتقوم النقابة الفرعية بإرسال إنذار لمدير المنشأة الطبية؛ لسرعة توفير المستلزمات الأساسية، وتقوم النقابة العامة للأطباء بإرسال مذكرة للدكتور أحمد عماد وزير الصحة؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وفي حالة عدم قيام جهة العمل بتوفير المستلزمات المطلوبة بعد الإنذار، تصدر النقابة الفرعية أو النقابة العامة قرارًا بامتناع الأطباء عن العمل في المنشأة الطبية أو القسم الفني الطبي المشار إليه، وذلك لحين توفير المستلزمات الضرورية لمكافحة العدوى والوقاية منها، وذلك حفاظاً على صحة المواطنين ولحماية أرواح الفريق الطبي. المتحدث باسم الأطباء: الوزارة كاذبة.. والتحليل يؤكد إصابتها بإلتهاب سحائي كان الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، قد صرح أن سبب وفاة الطبيبة حادثة تعرضت لها منذ أعوام، وأثرت عليها، ورفض اعتبار إصابتها إصابة عمل، وهو ما نفاه الدكتور هانى مهنى، المتحدث باسم نقابة الأطباء، قائلاً إن صورة تحليل النخاع الشوكى للدكتورة داليا محرز رحمها الله مكتوب عليها تاريخ 28 أكتوبر 2015، وهو ما يثبت بشكل قاطع كذب ادعاءات وزارة الصحة، لافتًا إلى أن سائل النخاع الشوكى متعكر وعدد كرات الدم البيضاء يفوق الألف، وهو دليل قاطع على الالتهاب السحائى الذى أصيبت به الدكتورة أثناء عملها، وتكلف أهلها مصاريف علاجها، دون أى مساعدة من الوزارة أو مديرية الصحة، مؤكدًا أن مساعى الوزارة لإثارة البلبة والشكوك حول الطبيبة ضحية المهنة السامية لن تنجح، وأنهم لن ينسوا، ولن تمر الأمور تلك المرة مرور الكرام. طبيب بنقابة الأقصر: دم الطبيبة فى رقبة الوزير.. والحادثة متكررة واتفق معه الدكتور أحمد أبو القاسم، عضو نقابة الأطباء بالأقصر، قائلاً إن دم الدكتورة داليا في رقبة وزير الصحة أولاً ومن سبقوه، مشددًا على أنه لا بد أن تعتبر إصابتها بالالتهاب السحائي إصابة عمل، وأن يتم صرف تعويض مناسب لأسرتها، وأن تعتبر شهيدة، ويعامل شهداء الأطباء كما يعامل شهداء القضاء والشرطة والجيش؛ لاأها توفيت نتيجة عملها في خدمة الوطن. وأضاف أبو القاسم "لا بد أن يعلم المجتمع أن أهل الطبيبة هم من تحملوا نقفات علاجها بالمستشفى التخصصي لجامعة الإسماعيلية (قناة السويس)؛ لأن الطبيب لا يحصل إلا على 19 جنيهًا بدل عدوى، بينما يحصل القضاة على 3000 جنية وهم لا يتعرضون للعدوى، كما يحصل موظفو البنوك على 500 جنيه بدل عدوى؛ نتيجة تعاملهم مع الأوراق المالية". ولفت إلى أن المأسأة تتكرر للعام التالي على التوالي، "فقد توفي العام الماضي الدكتور أحمد عبد اللطيف، طبيب العناية المركزة في بنها، والذي أصيب بعدوى تنفسية غير نمطية "Mrsa"، وتوفي في العناية، ورفعت النقابة قضية في القضاء الإداري؛ لرفع بدل العدوى إلى ألف جنيه، فهذا يستوجب صرخة غضب في وجه المسئولين وعلى رأسهم وزير الصحة ومنظومته الخربة التي طالما طالبنا بإصلاحها نحن الأطباء". عضو نقابة الأطباء: الدولة لا تحسن من سياسات مكافحة العدوى وأكد الدكتور خالد أمين، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن "موت الطبيبة حلقة جديدة من حلقات الإهمال والإفساد في صحة الأطباء، فالدولة تتعامل مع الأطباء كأعداد، ويجب على الأطباء أن يتعاملوا مع الحكومه كخصم، فالدولة التي لا تحسن من سياسات مكافحة العدوى أو الوعي والتثقيف الصحي وكيفية الوقاية هي دولة لا تهتم بأنجب أبنائها من الأطباء، وتجعلهم أكثر عرضة للعدوى، كما أنها لا تهتم أيضًا بصحة المرضى؛ لأن الأطباء يعملون كناقلين للعدوى بين المرضي. وأنا أدعو الأطباء للقيام بثورة ضد هذا الوضع البائس".