اعترفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في تقرير رسمي لها بأن المنتجات الزراعية تواجه عدة عقبات ومشاكل لزيادة صادراتها إلى الخارج، كعدم اتباع التعليمات التصديرية التى تتطلبها الأسواق العالمية، وتأخير المنتجين فى تأدية الخدمات الإنتاجية والتسويقية فى ميعادها. كما اعترفت «الزراعة» بعدم استخدام طرق المكافحة الحيوية، واستخدام المبيدات بنسب مرتفعة، وارتفاع تكاليف الإنتاج والتسويق، بالإضافة إلى غياب الخطة الاستراتيجية التي تهدف إلى الإنتاج بغرض التصدير، فضلا عن رداءة العبوات وعدم مناسبتها، وارتفاع تكلفة إعداد وتجهيز المحصول للتصدير، وعدم دقة البيانات المسجلة على العبوات، وتعدد وتعقيد الإجراءات المتعلقة بالموافقات والحجز، وعدم وجود قاعدة بيانات معلوماتية وإحصائية تخدم المصدرين. وقال الدكتور علي إبراهيم، خبير التنمية الزراعية: "نظرا لما تمثله الزراعة من أهمية للناتج القومي وبالأخص الدخل التصديري وتوفير العملة الصعبة، فكان لابد من الاهتمام بالمنتج الزراعي؛ كي يصل إلى أعلى جودة"، موضحا أن إجمالي ما يتم إنتاجه من المحاصيل الزراعية في مصر يقارب ال31.5 مليون طن سنويا، إلا أن ما يتم تصديره لا يتعدى ال8% بكمية تصل إلى 2.4 مليون طن، ويرجع تدني حجم الصادرات إلى انخفاض جودة المنتج بما يتنافى مع مع المواصفات التصديرية، فضلا عن ارتفاع تكاليف الإنتاج. أضاف "إبراهيم" أن هناك عدة نقاط يجب مراعاتها لرفع الصادرات الزراعية المصرية، أهمها توفير مستلزمات إنتاج، خاصة التقاوي عالية الجودة والكفاءة، واتباع أساليب زراعية حديثة، والاهتمام بمعاملات ما قبل وبعد الحصاد، بالإضافة إلى الاهتمام بالنواحي التصنيعية لحفظ توازن أسعار المحاصيل بالأسواق، فما يتم تصنيعه من الحاصيل الزراعية لا يتعدى ال2%، ما يؤدي إلى عزوف الفلاحين عن الزراعة وتبوير أراضيهم. من جانبه، قال الدكتور حسن أبو بكر، أستاذ المكافحة البيولوجية والزراعة العضوية بزراعة القاهرة، إن أهم المعوقات التي تقف في سبيل زيادة حجم الصادرات الزراعية إلى الخارج، عشوائية استخدام المبيدات الكيماوية، كما أن 60 % من المبيدات المستخدمة في مكافحة الآفات والأمراض النباتية مغشوشة، مؤكدا أن الهدف من الزراعة إنتاج غذاء كافي وصحي وآمن، ومن هنا تأتي أهمية اتباع الزراعة البيولوجية التي توفر المناخ لتحقيق تلك الأهداف. وأوضح "أبو بكر" أن استخدام المكافحة البيولوجية "الكائنات الحية النافعة ومنتجاتها" بديلا عن المبيدات الكيماوية وفقا لخطط يضعها الباحثون والخبراء، ستؤدي إلى إنتاج غذاء نظيف دون حدوث أضرار بيئية، بالإضافة إلى أن إعداد الأرض بطرق سليمة قبل الزراعة واختيار أصنافا من التقاوي مقاومة للأمراض، واستخدام الأسمدة بمعدلات مدروسة، والالتزام بمواعيد الري وكمياتها ومواعيد الحصاد، سترتفع كميات المحاصيل المنتجة وقيمتها، وسيتم التغلب على أكبرعائق للتصدير وهو ارتفاع نسبة متبقيات المبيدات في المحاصيل المصدرة عن النسبة المسموح بها.