التقى الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار بالسفير "إريك أرين" سفير كازاخستان بمصر؛ لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في مجال الآثار، لبحث إمكانية إقامة معرض بدولة كازاخستان لعرض أهم قطع الآثار المملوكية، وخاصة تلك التي تعود لعصر الظاهر بيبرس البندقداري، حيث يولي الجانب الكازاخستاني اهتمامًا خاصًّا بعصر الظاهر بيبرس في مصر نظراً لأصوله المملوكية. تعليمات بإنهاء أعمال الترميم في مسجد الظاهر بيبرس وعرض وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطي على السفير الكازاخستاني آخر المستجدات في مشروع ترميم مسجد الظاهر بيبرس، والذي بدأ عام 2006 بتمويل من الجانب الكازاخستاني وتحت إشراف قطاع المشروعات، لافتاً إلى أنه وجه تعليماته بضرورة انتهاء أعمال الترميم للمسجد وبحث المشكلات التي تعوق دون إنجاز المشروع تمهيداً لافتتاحه في أقرب وقت ممكن. من جانبه طالب السفير"إريك أرين" بضرورة عقد اتفاقية ثنائية تجمع بين البلدين في مجال إيقاف ومحاربة عمليات الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، على أن يتم التوقيع خلال الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لدولة كازاخستان في حالة الانتهاء من دراسة كامل بنود الاتفاقية بما يضمن توفير الحماية الكاملة للكنوز الحضارية والثقافية لكل من البلدين. الظاهر بيبرس البندقداري هو الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البندقداري الصالحي النجمي لقب بأبو الفتوح، سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي، بدأ مملوكاً يباع في أسواق بغداد والشام، وانتهى به الأمر كأحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط، لقبه الملك الصالح أيوب في دمشق ب"ركن الدين"، وبعد وصوله للحكم لقب نفسه بالملك الظاهر. ولد بيبرس عام 620 ه / 1221م، وحقق خلال حياته العديد من الانتصارات ضد الصليبيين والمغول، ابتداءً من معركة المنصورة سنة 1250 ومعركة عين جالوت، وانتهاءً بمعركة الأبلستين ضد المغول سنة 1277. حكم بيبرس مصر بعد رجوعه من معركة عين جالوت واغتيال السلطان سيف الدين قطز سنة 1260، حيث خُطب له بالمساجد يوم الجمعة 6 ذي الحجة 658 ه / 11 نوفمبر 1260 م. توفي الظاهر بيبرس يوم الخميس 27 محرم 676 ه / 2 مايو 1277 م بعد رجوعه من معركة الأبلستين ضد خانات المغول سنة 1277، وأحيا خلال حكمه الخلافة العباسية في القاهرة بعد ما قضى عليها المغول في بغداد، وأنشأ نظُماً إدارية جديدة في الدولة، واشتهر بذكائه العسكري والدبلوماسي، وكان له دور كبير في تغيير الخريطة السياسية والعسكرية في منطقة البحر المتوسط. مسجد الظاهر بيبرس يقول صلاح الناظر، الباحث الأثري الحر، أمر ببناء هذا الجامع السلطان بيبرس عام 1266، وورد هذا الجامع في تاريخ المقريزي، حيث ذكر تاريخ انتهاء البناء في شوال عام 667 الموافق لشهر حزيران 1269. وأضاف الناظر "عانى الجامع من الإهمال لفترة طويلة، واستخدم في أغراض كثيرة، فكان قلعة حربية في عهد الحملة الفرنسية على مصر، ثم تحول في عصر محمد علي إلى معسكر لطائفة التكارنة السنغالية، ثم إلى مصنع للصابون، وأخيرًا تحول إلى مذبح في عهد الاحتلال الإنجليزي، وفي عام 1893 اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية"، مشيراً إلى أنه يعتبر من أكبر جوامع القاهرة، حيث تبلغ مساحته 103 في 106 أمتار.