في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تطورات عسكرية حاسمة، ومعارك سياسية وعسكرية ضارية، تسعى إيران إلى تطوير قدراتها العسكرية وترسانتها الصاروخية، وذلك من خلال تصميم مجموعة من الخبراء الإيرانيين تجربة صاروخية جديدة، تمثل خطوة على صعيد تقوية مكانتها الإقيلمية والدولية، وفي الوقت ذاته تطلق به عدة رسائل للدول الغربية والكيان الصهيوني على التحديد. أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد "حسين دهقان" عن اختبار الصاروخ الباليستي "عماد" بعيد المدى، والمُصنع من قبل خبراء إيرانيين في "منظمة الصناعات الجوفضائية" بوزارة الدفاع، لافتًا إلى أن الاختبار كان ناجحًا، وأضاف "دهقان" أن الصاروخ وهو من فئة "صواريخ أرض- أرض"، مصمم ليكون دقيقًا في إصابته، مؤكدًا أن اختبار الصاروخ "عماد" يعتبر "قفزة تكنولوجية وعملانية في هذا المجال الاستراتيجي، وأن إيران لا تستأذن أحدًا لتعزيز قدراتنا الدفاعية والصاروخية، ونتابع بحزم برامجنا الدفاعية خاصة في المجال الصاروخي حيث يعتبر الصاروخ أحد أمثلته البارزة"، مشيرًا إلى أنه "سيجري قريبًا تزويد الوحدات الصاروخية في القوات المسلحة بصاروخ عماد". تناقلت بعض الأقاويل التي تتحدث عن سبب تسمية الصاروخ بهذا الأسم، وقالت إن الاسم جاء تيمنًا باسم رجل هز أركان الكيان الصهيوني وهو الشهيد "عماد مغنية". "عماد" يعتبر أول صاروخ إيراني بعيد المدى بإمكانية التوجيه والتحكم حتى لحظة إصابته الهدف، مما يمكنه من إصابة الأهداف بدقة عالية وتدميرها تمامًا، وهو ما سينقل إيران إلى مرحلة الهجوم الدفاعي، رافعًا سقف التحدي وملوحًا بالتدخل العسكري الإيراني خارج الحدود، ومرسلًا برسال إلى الغرب مفادها أن إيران أصبحت تملك قدرات بالستية قادرة على ضرب أهداف خارج الحدود وبدقة عالية. قال الباحث في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية "أنطوني كوردسمان"، في وقت سابق، إن مدى الصاروخ "عماد" سيكون 1700 كيلومتر، وسيتمتع بدرجة دقة في إصابة الهدف ضمن قطر يبلغ 500 مترًا، ووزن حشوة يبلغ 750 كيلومترًا، وهذا الصاروخ هو النسخة الأحدث من الصاروخ "شهاب -3″ ذو المدى عينه، ويعمل بالوقود السائل والموجود في الخدمة منذ عام 2003، غير أن نسبة إصابته للهدف تقع ضمن دائرة قطرها ألفي متر. من جانبه قال الخبير الصهيوني في الصواريخ "عوزي روبن"، إن الصاروخ "عماد" يمثل قفزة هامة في مجال الدقة، وهو يتمتع بتوجيه متطور وبجهاز تحكم في رأس الصاروخ. يبدو أن القادة الإيرانيون اختاروا الوقت المناسب لإخراج الصاروخ "عماد" إلى العلن، حيث يتزامن الإعلان عن نجاح تجربة الصاروخ الجديد مع انعقاد جلسه في البرلمان الإيراني لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع قرار يدخل معه الاتفاق النووي حيز التطبيق. وعلى صعيد متصل؛ صادق اليوم البرلمان الإيراني على مشروع الاتفاق النووي بين طهران والمجموعة السداسية، خلال جلسة تصويت البرلمان، بموافقة 161 نائبا، ومعارضة 59 وامتناع 13 آخرين عن التصويت. من جانبه؛ صرح مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "علي أكبر صالحي" بأن الفريق الإيراني المفاوض لم يجر أي مفاوضات في الخفاء بشأن النووي، بل جرت وفق الأطر والمبادئ الثابتة وحققت إيران أهدافها بأعلى مراتب العزة والقوة.