أنطوان واتو، الذي ولد في مثل هذا اليوم، هو رسّام فرنسي، انقطع عن الحركة الأكاديمية التي ميزت القرن السابع عشر، فاستوحى فنه من أعمال روبِنس والمدرسة الفينيسية (نسبة إلى البندقية)، عايش فترة الرخاء التي عرفها المجتمع الفرنسي، وتحت أضواء هذا المجتمع المخملي طور أسلوبا خاصا تجلى في الصور التي أنجزها عن المشاهد الكوميدية (الحب في المسرح الفرنسي، متحف برلين) ومشاهد الحفلات الراقية، وهو النوع الذي استحدثه واختص به عن غيره، وتعتبر لوحته الموسومة "زيارة إلى جزيرة سيتِر" أهم أعماله على الإطلاق. يعتبر "واتو" رسام وملونا من الطراز الأول، عرف كيف ينقل مشاعره المتدفقة عن طريق الريشة، من أهم أعماله: بييرو (متحف اللوفر)، محاسن الحياة (مجموعة والاس- لندن)، واشتهر أنطوان واتو بلوحاته الفنية بمناظره الريفية، وقد زيّن داخلية الكثير من المنازل الكبيرة ، مستخدماً غالباً ، المناظر التي تمثل الرعاة ، رجالاً ونساء، وقد زخرف سقف فندق بولبري الشهير في باريس، وهو يتميز بأنه كان رساماً وملوناً من طراز أول، فضلاً عن إتقانه النقش أو الحفر، أما إلهامة فهو عميق الشاعرية، وأما لمسته فهي ذات عصبية أصلية، ويشتهر أكثر ما يشتهر بلوحته (أعياد فخمة) برسومها الكئبية في مجموعته Fetes Galantes. قلّد أسلوب عمله أحياناً المشتغلون بالبرونز الذين يصنعون السنادات لقطع الرياش، في ميدان المفروشات فترة الوصاية في فرنسا في القرن الثامن عشر. في 2012 نظم معرضين للرسام الفرنسي جان أنطوان واتو، في لندن، وكان الأول لرسومات للفنان يطغى عليها الرسم الطباشيري في الأكاديمية الملكية للفنون، والآخر للوحاته الزيتية في متحف مجموعة "والاس". ضم معرض جان الذي أقيم في الأكاديمية الملكية للفنون، أخيرا، أهم رسوماته التي كانت متفوقة على لوحاته في عصره. وتصف صحيفة "نيويورك ريفيو أوف بوكس" المعرض: عند مدخل المعرض، يوجد رسمان في شكل أفقي للرسام، الأول يصور شخصيات من المسرح، ذلك أن واتو كان شغوفا بالفنون المسرحية، لاسيما الكوميديا، وبدا أنه كان يتماهى خصيصا مع شخصية "جيل" المهرج الفلسفي الحزين. والرسم الثاني، يصور صالون حلاقة يبدو محاطا بستارتين، ما يشير إلى موقع المسرح في فنه. كل الرسومات مصورة بالطباشير بألوانه الثلاثة، الأحمر الفينيسي والأسود والأبيض، ذلك لإبراز أهم ملامح اللوحة، وعندما يجري استخدام أحد الألوان دون غيره، فاللون الأحمر هو الطاغي، أما رسمها، فيمتاز بالجرأة، وهو رسم تقريبي تم إنجازه على عجل". ومثلما لقد زار فنه عاصمة الضباب، زار واتو لندن في أواخر عام 1719 لاستشارة طبية، حيث كان يعاني من مرض السل، وتوفى عن عمر يناهز ال37 عاما.