كتاب "مفهوم المنهج العلمي"، للدكتورة يمنى طريف الخولي، الصادر حديثًا عن هيئة الكتاب، يعتبر تعريف وتوصيف لهذا المفهوم النابض في مقاربات وتحليلات وتتبعات لعقلانيته التجريبية، تسفر عن رحلة مع العقل العلمي تنطلق من تطوراته الراهنة وممكناته المستقبلية لتمتد بطول التاريخ ويتحاور فيها الشرق والغرب. في مقدمة الكتاب تقول الدكتورة يمنى طريف، إنه قيل عن مفهوم المنهج العلمى أنه من أهم الأفكار التى شهدتها الألف عام الماضية، ويظل فى طليعة المفاهيم التى يمثل استيعابها وتوظيفها وعداً حضارياً أكيداً فيراد له التوطين والتفعيل، كما تشير إلى أنه أنجح آلية امتلكها العقل فى مواجهة الواقع والوقائع فيما يجسد نواتجها العملاق الماثل، العلم أروع تجليات العقلانية فى الحضارة الإنسانية وأشدها إثباتا لحضور الإنسان الموجود العاقل فى هذا الكون. يُمنى طريف الخولي، أستاذةُ فلسفةِ العلوم ومناهج البحث بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ساهمت في إثراء الحركة الفكرية العربية بجهدها المتميز لنشر الثقافة العلمية ومنطق التفكير العلمي، وتفعيله وتوطينه في حضارتنا، من خلال كتبها التي تتجاوز خمسةً وعشرين كتابًا تأليفًا وترجمةً، وأبحاثها بالعربية وبالإنجليزية في دوريات علمية مُحكَمة، محلية وإقليمية ودولية، فضلًا عن عشرات المقالات والدراسات، والمحاضرات التي ألقتها في جامعات ومراكز أبحاث شَتَّى من أقصى الشرق في «كيوتو» إلى أقصى الغرب في «هاواي» وصولًا إلى قلب أفريقيا، وبطبيعة الحال مرورًا بغالبية الدول العربية. شاركت بأبحاثها في مؤتمرات دولية في القاهرة والكويت وسوريا ولبنان والأردن واليابان وتونس والجزائر والرياض وكوالالمبور والرباط، وعملت زميلًا زائرًا بمركز الأبحاث الدولي للدراسات اليابانية في كيوتو، وقامت بمهمة علمية في جامعة هيوستن، وزيارة لجامعة أيوا وجامعة هاواي بالولايات المتحدةالأمريكية، وجامعة الإمارت العربية. وتعمل أستاذًا للدراسات العليا بجامعة أحمدو بلو في نيجيريا، ثاني أكبر جامعة في أفريقيا بعد جامعة القاهرة. وُلِدت «يُمنى طريف أمين الخولي» في أواخر أغسطس سنة 1955، لأسرة مهتمَّة بالعلم والثقافة، قضت شطرًا من حياتها الباكرة في إنجلترا، وحصلت على زادها الأول من مكتبة والدها الذي علَّمها «كيف تقتنص رحيق الحياة وآفاق الثراء الباذخ من صفحات الكتب»، حسبما تذكُر في مقدمة كتابها «أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد»، حيث تناولت معالم فكر جدِّها الذي يقف بمنهجيته العقلانية في صفوف الإسلاميين الإصلاحيين والرعيل الأول من كبار أساتذة جامعة فؤاد الأول. اختارت يمنى الخولي دراسة الفلسفة عن يقين، وحصلت على درجة الليسانس الممتازة مع مرتبة الشرف من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1977م، وعُيِّنت معيدةً بقسم الفلسفة. وفي العام 1981م نالت الماجستير برسالتها «فلسفة العلوم الطبيعية عند كارل بوبر»، وكانت أول دراسة عربية لهذا الفيلسوف الذي يُعَدُّ من أهم فلاسفة القرن العشرين وفيلسوف المنهج العلمي الأول. وفي العام 1985م حصلت على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عن موضوع «مبدأ اللاحتمية في العلم المعاصر ومشكلة الحرية»، وتدرجت في المناصب الأكاديمية حتى أصبحت أستاذًا في يونيو 1999م، ورئيسًا لقسم الفلسفة (فبراير 2006م–فبراير 2009م). ترجمت "أسطورة الإطار" كتاب لفيلسوف العلم والعقلانية كارل بوبر، صدر ضمن إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة بداية العام، ويعد كارل بوبر واحدا من أهم فلاسفة القرن العشرين. ضم هذا الكتاب آخر كتب المؤلف خلاصة فلسفة بوبر، التى تحذر من الأطر المغلقة فى التفكير، ويحمل فيه مؤلفه على كل أطر التفكير الجاهزة والمغلقة التى تصادر على الاجتهاد، وتعيق البحث العلمى، وتمنع الحوار الفعال والبناء، وتصادر على المستقبل، كما يشير بوبر إلى ضرورة الانفتاح على كل الأفكار وإعمال المنهج العلمى فى كل رؤية تقدم للمستقبل.