في حفل بسيط غاب عنه نجوم السينما، افتتح وزير الثقافة- الكاتب حلمي النمنم، الدورة التاسعة عشر للمهرجان القومي للسينما المصرية، التي تحمل شعار "افلامنا – مرآتنا" مساء أمس- الأربعاء، على المسرح الكبير بدار الأوبرا بحضور رئيس المهرجان المخرج سمير سيف، الذي أشار في كلمته إلى دور السينما كمرآة للمجتمع، وناشد صناع السينما أن يتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم لتكون السينما مرآة صادقة وكاشفة لمجتمعها وليست مرآة مضللة أو منافقة تظهر أننا أفضل شعوب العالم أو كمرآة الملاهي تشوش الصورة. بدأ حفل الافتتاح بعرض فيلم قصير بعنوان "مرآتنا" للمخرج الشاب شادي الحكيم، يمثل بانوراما لمجموعة مشاهد من أبرز أفلام السينما المصرية، تلاه عرض استعراضي بعنوان "أفلامنا مرآتنا" تصميم وبطولة ضياء شفيق، إخراج شادي سرور، يرصد من خلال عيون طفل محب للسينما مشاهد من أهم الأفلام في تاريخ السينما في خمسة عقود من الخمسينات إلى التسعينات، ويعبر عن أشهر مشاهدها ونجومها من خلال استعراضات مبهجة حتى يصل إلى حالة دهشة وحزن مما آل إليه حال السينما في 2015، مع أفلام السبكي وأغاني المهرجانات، في رؤية تجاهلت سينما ماقبل الخمسينات ومرحلة تأسيس الصناعة ودور كبار منتجي السينما المصرية الفنانين وما بعد حقبة التسعينات وصعود تيار السينما المستقلة دون مبررر مقبول. ذات الفكرة ترجمها ديكور مسرح الحفل والذي تمثل في 4 لوحات، تحمل نماذج لأفيشات بعض أشهر أفلام من الخمسينات إلى التسعينات، فيما تزين بهو المدخل الرئيسي للمسرح الكبير بالأوبرا بنماذج أفيشات عدد كبير من الأفلام ونموذجين كبيرين على الجانبين للقطتين لاثنين من السينمات في أجواء سينمائية مبهجة، تستقبل الجمهور الداخل إلى المسرح الصغير بالأوبرا الذي تعرض به مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. شهد الحفل تكريم النجمين يحيى الفخراني وليلي علوي، السيناريست مصطفي محرم، مدير التصوير عصام فريد ومهندس المناظر محمود محسن، وخلال فعاليات التكريم أثار السيناريست مصطفي محرم جدلًا بكلمة شكر فيها رئيس المهرجان الحالي على تكريمه الذي اعتبره متأخرًا في المهرجان القومي بعدما تم تكريمه من العديد من المهرجانات السينمائية المصرية والعربية الأخرى واتهم رئيس المهرجان السابق بتعمد تجاهله هو والمخرج رأفت الميهي، في المقابل حرصت الفنانة ليلي علوي أثناء تكريمها الذي تلا محرم مباشرة، الرد عليه بتوجيه التحية إلى رئيس المهرجان السابق الناقد علي أبوشادي الذي كان حاضرا بالحفل كما حرصت علي تقديم التحية لكل فناني وصناع السينما الذين عملت معهم وتعلمت على أيديهم، وقالت إنها تكرم بين أهلها الذين علموها قيمة ومسؤولية صناعة السينما ودورها في المجتمع، ودعت الحضور للوقوف دقيقة حداد على أرواح نجوم السينما الذين رحلوا هذا العام . يذكر أن المهرجان يحتفي بخمسة من كبار النجوم الراحلين هذا العام، وينظم ندوات تتناول مشوارهم الفني هم فاتن حمامة، عمر الشريف، نور الشريف، المخرج رأفت الميهي ومخرجة السينما التسجيلية نبيهه لطفي. جاء فيلم افتتاح المهرجان ليقدم تحية لافتتاح القناة الجديدة بعنوان "قناة السويس – حكاية شعب" تضمن 4 أفلام تسجيلية قصيرة وفيلم روائي طويل، عرضت بترتيب زمني تنازلي من الأحدث إلى الأقدم، انتقالا من اللحظة الراهنة بعد افتتاح القناة الجديدة إلى بدايات العمل بالقناة. بدأت الاحتفالية بفيلم "72 كيلومتر" للمخرج الشاب هيثم خليل إنتاج 2015، وفيه يتناول العمل في القناة الجديدة بعيون عمالها خلال شهر رمضان الماضي، وجاء الفيلم الثاني لتوثيق إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية عام 1975 في أحد أعداد جريدة مصر السينمائية، وجاء الثالث أكثر الأفلام فنية لشاعر السينما التسجيلية المخرج الكبير سمير عوف "مسافر إلي الشمال – مسافر إلى الجنوب" إنتاج 1974، وقارن الفيلم الرابع "فليشهد العالم" إخراج سعد نديم إلى عام 1956 بين صورة لمدينة بورسعيد قبل وبعد العدوان الثلاثي على مصر. تلاهم عرض الفيلم الروائي الطويل "شفيقة ومتولي" للمخرج علي بدرخان إنتاج 1978، الذي يعود بالأحداث إلي بدايات العمل في حفر القناة بالسخرة. سبق الحفل افتتاح معرض بعنوان "فتوة وشباب" احتفالا بمئوية ميلاد المخرج صلاح أبوسيف، رائد الواقعية في السينما المصرية (1915-2015)، رؤية وإعداد المونتيرة والناقدة صفاء الليثي، بقاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون بالأوبرا، يمثل بانوراما لمسيرة المخرج الكبير الفنية من خلال الصور الفوتوغرافية وأفيشات أفلامه.