يبدو أن الاعترافات تتوالى بشرعية الرئيس السوري"بشار الأسد" في الاستمرار بحكم سوريا، وأن أوراق اللعبة فى الشرق الأوسط، يعاد تفريقها من جديد فى حفلة مقامرة كبرى للعب على مقدرات الشعوب فى المنطقة وعلى رأسها سوريا، حيث التدخل الروسي، لإيقاف التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة والتصدي لداعش، وإطلاق عملياته الخاصة به، ضد التكفيريين. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن هناك تقارير إعلامية تفيد بأن واشنطن تنوي قريبا تغيير برنامجها الخاص بتدريب المعارضة السورية، بشكل جوهري وتخفيض عدد المسلحين المتدربين 10 مرات. وتشير الصحيفة إلى أنه نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية، في 17 سبتمبر، أوضحت أن هذا البرنامج الأمريكي الذي بلغت نفقاته 500 مليون دولار سيستبدل بجهود أكثر تواضعا تركز على تدريب عدد غير كبير من المسلحين، لافتا إلى أن هؤلاء المسلحين سيحق لهم طلب دعم جوي من قبل التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن واشنطن تدرس كذلك إمكانية إشراك قوات تلقت تدريبا أمريكيا في غيرها من الفصائل التي تحارب تنظيم داعش، خاصة قوات البيشمركة الكردية. وذكرت الصحيفة أن البنتاجون ينوي تخفيض عدد المسلحين المتدربين من 5 آلاف إلى 500 مسلح سنويا فقط. من جانبها، أعلنت "كريستين ورموت" نائب وزير الدفاع الأمريكي، خلال جلسات استماع في لجنة خاصة بمجلس الشيوخ الأمريكي قبل يومين أن واشنطن تقوم حاليا بتدريب حوالي 100 مقاتل مما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة. يذكر أنه في يوليو الماضي تعرض العديد من عناصر أول دفعة من المقاتلين الذين جرى تدريبهم في تركياوالأردن وعددهم 54 مقاتلا، لهجوم في سوريا من قبل جبهة النصرة، وقبل ذلك بيوم قبض مسلحين على اثنين من قادة الوحدة المدعومة من الولاياتالمتحدة والعديد من الدول الحلفاء. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت عن إعداد برنامج خاص بتدريب عناصر ما أطلقت واشنطن عليه اسم المعارضة السورية المعتدلة، في عام 2014، وهو برنامج دافع عنه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" قبل عام من منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وكان المتحدث باسم إدارة الرئيس "أوباما" اقر الشهر الماضي أن برنامج واشنطن لتدريب المعارضة المعتدلة في سوريا فشل فشلا ذريعا. وأفادت قناة "سي بي اس" الأمريكية التي نقلت كلام المسؤول الأمريكي الذي لم تذكر اسمه بأنه "تم القضاء واعتقال واختفاء نصف فرقة المقاتلين حتى قبل أن يحتكوا بتنظيم داعش" لافتة إلى أن هذه الخسائر لحقت بهم نتيجة المعارك مع "جبهة النصرة" الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة. يذكر أن مسؤولين أمريكيين كانوا أعلنوا في مايو الماضي بدء الجيش الأمريكي تدريب ما يسمى المعارضة المعتدلة في سوريا بمعسكرات في الأردنوتركيا في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير الاعلامية والاستخباراتية والوقائع الميدانية أن الولاياتالمتحدة تقوم من خلال هذه الخطوة المتمثلة بتدريب مجموعات صغيرة من الإرهابيين واعطائهم صفة معارضة معتدلة بنقل الخبرات العسكرية والاسلحة الحديثة بطريقة غير مباشرة إلى إرهابيى القاعدة فى سوريا لأن هذه المجموعات الصغيرة ستكون هدفا سهلا لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي من أجل ضمها إلى صفوفه طوعا أو بالقوة.