تلك هي صورة الهجوم الذي نفذته قوات أمريكية خاصة، واستهدفت فيه تنظيم داعش شرقي سوريا، وذلك في تطور نوعي يطلق تكهنات حول استراتيجية واشنطن الجديدة تجاه الأزمة. مسؤولون أمريكيون أعلنوا أن العملية، التي شاركت فيها قوات النخبة وطائرات مقاتلة، استهدفت حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، الذي يعد أحد أكبر حقول النفط في البلاد، العملية نجحت في قتل عدد من عناصر وقيادات داعش أبرزهم قيادي كبير يدعى أبو سياف، في حين تم اعتقال زوجته وتحرير امرأة إيزيدية خلال العملية. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن إدارة الرئيس "باراك أوباما" تتعرض للضغوط المتزايدة من قبل زعماء التحالف لتوسيع العمل العسكري في سوريا، وسط التدخل الروسي، حيث المزيد من الأسلحة والقوات، بالإضافة إلى اغتنام تنظيم داعش الإرهابي للفرصة، وصعوده الملحوظ، وأزمة اللاجئين السوريين الفارين من الصراع الدموي، إلى الدول الأوروبية. وتضيف الصحيفة أن الضغط لتغير نهج الولاياتالمتحدة يأتي بعد عام واحد من عقد الرئيس "أوباما" لمؤتمر صحفي، في البيت الأبيض، أوضح فيه أن الولاياتالمتحدة لم يكن لديها استراتيجية متقدمة بشكل كامل للتعامل مع الحرب السورية، وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه تم انتقاد "أوباما" مرارا وتكرارا، بسبب استراتجيته وفشلها في التعامل مع داعش، التي سيطرت على مساحات واسعة من سوريا والعراق، ولكن حتى الآن، يقاوم النداءات التي ترغب في وضع القوات الأمريكية في الخطوط الأمامية للحرب الطويلة. وتلفت الصحيفة إلى أن التشاؤم تصاعد بين المسؤولين الأوروبيين بشأن الاستراتيجية الأمريكية، وسط التدفق اليومي لعشرات الآلاف من المهاجرين، والفارين من القتال السوري، وفشل قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة هزيمة داعش. من جانبه، قال دبلوماسي غربي رفيع المستوى:" في هذا الوقت الراهن، نحن لا ننتصر، نحن بحاجة إلى مضاعفة جهودنا بشكل جماعي لمعرفة ما إذا كانت المشكلة مزدوجة أم لا، حيث الأزمة الانسانية وتصاعد إرهاب داعش". وتوضح الصحيفة أن المسؤوليين الأوروبيين والأمريكيين لا يعرفون ما هي نوايا روسيا في سوريا، ولكن يخشون من مشاركة قواتها، وتقديمها المزيد من الدعم للرئيس السوري "بشار الأسد"، وتلفت الصحيفة إلى أن فرنسا وبريطانيا زاداتا من تدخلهما العسكري في سوريا، فقد كشفت الحكومة البريطانية عن تنفيذها لهجوم بطائرة بدون طيار على سوريا، مما أسفر عن مقتل اثنين من الرعايا البريطانيين المنضمين إلى داعش، وفي اليوم نفسه، قال الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" إن بلاده بدأت بعثات استطلاع في الأجواء السورية، وتستعد لتوسيع نطاق حملتها ضد جاعش، من خلال اطلاق الضربات الجوية. وتوضح الصحيفة أن وزير الخارجية الألماني انتقد التحركات العسكرية، قائلا إن زيادة الضربات الجوية الفرنسية والبريطانية تعرقل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.