باستنكار وسخرية انتقد عدد من النشطاء والحقوقيين وأهالى المسجونين السياسيين بسجن العقرب "شديد الحراسة" تقرير المجلس القوى لحقوق الإنسان، الذي أظهر شكلاً آخر لسجن العقرب غير الواقع المر الذي يعيشه السجناء وأهاليهم، وبدورها قامت حملة "الحرية للجدعان" بنشر عدد من شهادات أهالى المسجونين عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر مستخدمين هاشتاج "مقبرة العقرب". وحملت الشهادات التى عرضتها الحملة معاناة المسجونين الذين يعيشونها، والتي أدت إلى تدهور الحالة الصحية لبعضهم مقابل الإهمال الطبي، كما عرضت الحملة شهادات تتضمن معاناة أهالى المسجونين أثناء زيارتهم لذويهم. جاءت زيارة القومى لحقوق الإنسان عقب الشكاوى التى نشرت، وتقدم بها أسر قيادات جماعة الإخوان المسلمين المحبوسين على ذمة قضايا سياسية. حيث نشر موقع جريدة الأهرام مقتطفات من زيارة وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان، ويظهر من الفيديو توفير إمكانية "شي أسماك على الفحم" وتقديم مشاوي في كافتيريا السجن، فضلاً عن توفير أنواع مختلفة من المأكولات المغلفة والمعلبات الموجودة في قائمة أسعار توضحها، ومن بينها "لبن بخيره". كما تفقد وفد حقوق الإنسان عنابر تجهيز الأكل، والتي تبين من خلالها ارتداء القائمين على تجهيز الطعام للجونتيات، بالإضافة إلى المشهد الختامي في مكتبة السجن وترابيزة البنج بونج ولقاء مشايخ السجن. وقال تعليق: "مش محتاجين نشكك في تقرير القومي لحقوق الإنسان عن الزيارة، مش محتاجين غير إننا ننشر الفيديو ده من غير أي كلام معاه، ده الطباخين لابسين جوانتيات في السجن يا جماعة". فيما استقبل مدونو الفيس بوك هذا الفيديو بعبارات ساخرة؛ ردًّا على تقرير القومى لحقوق الإنسان المنافى للشهادات الواقعية، سواء من المسجونين أو ذويهم، ونشر الحقوقى بالمفوضية المصرية "حليم حنيش" شهاداته لما شاهده خلال زيارته لسجن العقرب، حيث أكد أنه "بالنسبة لإقرار المجلس القومى بوجود الكانتين فاتح بالسجن، بالفعل فاتح، ولكن السؤال: هو فتح إمتى؟، وأيضًا حتى 10 أيام ماضيين من قبل الزيارة كان الكانتين مغلق تمامًا طول الوقت". مؤكدًا خلال شهادته أن رفض بعض قيادات الإخوان مقابلة أعضاء المجلس طبيعي، ويعنى تسجيل موقف، مستدلاًّ بفترة اعتقاله قائلاً "عندما اعتقلت فى عام 2012، وعلمت أن هناك وفدًا جاء لزيارتنا، وكان به محمد البلتاجى عضو جماعة الإخوان المسلمين، رفضت وقلت حينها: لو عايزين يشوفوا حالنا يدخلوا العنابر". وأضاف "غير مقبول أن آتى بسجين أمام مأمور السجن ورئيس المباحث وأسأله عن حاله وما يصيبه". وحكى موقفًا شاهده داخل العقرب قائلاً "رأيت فتاة منتصف العشرين ظلت تطرق باب السجن بشدة وتقول لهم: يا تخلوني أزور يا تجيبوا التصريح وتكتبوا لي عليه رفض. وفي نفس الوقت رأيت سيدة منتقبة كبيرة في السن واقعة على الأرض وتصرخ، وقامت بالدعاء على إدارة السجن لنفس سبب الفتاة الأولى، بجانب آخرين لنفس السبب". وطرح "حنيش" مجموعة من الأسئلة: "والمجلس يتحدث عن حال المطبخ لم يرَ النقصان الشديد في وزن النزلاء؟ لماذا لم يتحدث المجلس عن حال الزنازين والعنابر، على الرغم من أن هذا هو الأساسيات؟"، واختتم كلامه بأن "التقرير كما لو أنه كتب من خلال قطاع حقوق الإنسان لوزارة الداخلية ". فيما أعادت حملة "الحرية للجدعان" شهادة مديحة قرقر نجلة الدكتور مجدى قرقر القيادي بجامعة الإخوان والمسجون احتياطيًّا بسجن العقرب، فأكدت أن سجن العقرب أشبه بالمقبرة، فالشمس لا تصل للزنازين؛ مما تسبب في مشاكل صحية بشكل عام وهشاشة في العظام، بالإضافة إلى أن الطعام المقدم لهم كمياته قليلة جدًّا، والكافتيريا والكانتين مغلقان اغلب الأوقات، والكهرباء مقطوعة أغلب الأوقات، والمياه غير صالحة للاستخدام الآدمي. وتابعت فى شهادتها أنه تم سحب أغراض المعتقلين من ملابس وترنجات ومصاحف وساعات وأغراض نظافة شخصية، والتي دخلت في وقت سابق بواسطة الأهالي، ولم يبقوا لهم غير طقم سجن واحد (غير نظيف) وغيار داخلي واحد، مضيفة أن الصرف الصحى ضرب في زنازين السجن وتقاعسوا عن إصلاحه، وأن هناك تعذيبًا جسديًّا لبعض الشباب (دون كبار السن)، وأن الزيارة منعت من شهر مارس لأول مايو، ثم منعت من نصف مايو لأول أغسطس. وتابعت "أما عن زيارات المحامين فأغلقت بعد مقتل النائب العام لأول أغسطس، فقد داومت إدارة السجن على سحب تصاريح الزيارة وتسجيلها، وبعد 5 ساعات تخرج إدارة السجن معلنة منع الزيارة، لتأتي قوات مكافحة الشغب لإجبار الأهالي على الانصراف، وحدث احتكاك بين القوات والأهالي عدة مرات، بالإضافة إلى أن العلاج يدخل مع الزيارات، ويمنع دخوله لو منعت الزيارات". وأوضحت "قرقر" أن خبر نقل والدها من سجن العقرب إلى مستشفى ليمان طرة عرفته صباح الأربعاء الماضي من الأهالي الذين كانوا في زيارة أحد ذويهم بسجن العقرب، وبعد ذلك تأكدوا من الخبر عندما نشره بعض المحامين على مواقع التواصل الاجتماعي. فيما قالت الناشطة الحقوقية سارة محمد؛ ردًّا على تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان "لمن لا يعرف، الزيارة كل شهر تقريبًا بتصاريح من نيابة أمن الدولة إذا صدر من الأساس، والزيارة مدتها لا تتعدى ال 3 دقائق، وتكون من خلال حاجز زجاجي وتليفون. أما الأطفال الذين هم أقل من 16 عامًا ليست لهم زيارة أو وفق مزاج البهاوات اللي واقفين ع الباب". وأضافت أن الأهالي منذ 4 شهور لم يروا ذويهم؛ لأن الزيارة كانت ممنوعة عنهم، فيما بدأت مرة أخرى بشكل مفاجئ من الأسبوع الماضي، وأهالى المسجونين أصابتهم حالة من الذهول لحال ذويهم داخل السجن. وتابعت "سارة": "أما عن التريض فهو ممنوع، والكافيتريا مغلقة، والأكل ممنوع إلا بكميات ضئيلة جدًّا، والعصائر ممنوعة، كل حاجة تقريبًا ممنوعة".