لليوم ال147 على التوالي، لم تتوقف أصوات الصواريخ ودوي انفجار القنابل، لم يهدأ أزيز الطائرات، لم تتوقف المستشفيات عن استقبال القتلى والمصابين، تشتد وحشية الغارات السعودية على الأراضي اليمنية، وتشتعل الحدود السعودية اليمنية، فتظل القيادة السعودية تكابر وتعارض الهدن الإنسانية أو الحلول السياسية أو المبادرات الدولية، لتستمر المعاناة ويتساقط المزيد من الضحايا. تطورات عسكرية مع تصاعد حدة العمليات العسكرية السعودية في اليمن وتكثيف الغارات التي تحاول الرياض من خلالها إنجاز تقدم يُغير مجرى المفاوضات، أعلنت مصادر يمنية سقوط عشرات القتلى والجرحى يوميًا جراء تكثيف العدوان السعودي غاراته على المدن والقرى اليمنية، ليرتفع عدد قتلى العدوان السعودي خلال الخمسة أشهر الماضية إلى أكثر من 4600 قتيل و11 ألف جريح، حسبما أعلن الائتلاف المدني اليمني لرصد جرائم العدوان السعودي. في محافظة البيضاء أكدت مصادر يمنية أن 10 ضحايا سقطوا جراء استهداف أحد المباني السكنية، كما قتل 4 أشخاص وجرح 10 آخرين في غارات على 3 شاحنات محملة بالمياه في الحديدة، وفي صعدة قُتل شخص واُصيب 3 آخرونَ جراء قصف منزل بمنطقة النظير بمديرية رازح، يأتي ذلك عقب استهداف الطيران السعودي قرابه 21 معلمًا في محافظة عمران أثناء اجتماعهم لإعداد اختبارات الثانوية والأساسي. شهدت مدينة "تعز" مجزرة كبيرة، حيث شن الطيران الحربي السعودي غارات على منطقة "صالة" السكنية في مدينة تعز، أودت بحياة 65 شخصًا بينهم نساء واطفال، وأكثر من 60 جريحًا جراء تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وهو ما دفع الأمين العام للامم المتحدة للمطالبة بإجراء تحقيقات عاجلة في القصف السعودي العشوائي الذي تعرض له المدنيون في المدينة. شن العدوان السعودي أكثر من ثماني غارات على ميناء الحديدة ثاني أكبر موانئ اليمن غربي البلاد، والذي يعتبر المنفذ الوحيد للواردات البحرية والمساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل وخروجه من الخدمة، حيث أصيبت الأرصفه والمستودعات بدمار شبه كامل، حتى سفينة المؤن التابعة لمنظمة برنامج الغذاء العالمي الراسية في الميناء تضررت من الغارات وتوقفت عن العمل، كما شن العدوان السعودي غارات على مخازن القوات البحرية في المدينة، وبيت الشباب ونادي الضباط بالحديدة. على الجانب الآخر، تقدم الجيش اليمني داخل الحدود السعودية حيث وصلت صواريخه إلى أكبر قاعدة عسكرية في جيزان، فقد أطلق الجيش صاروخًا بالستيًا من نوع توشكا على قوة الواجب البحرية أكبر قاعدة عسكرية في جيزان، وهو ما يُعد ورقة رابحة في يد اللجان الشعبية والجيش ستؤثر بشكل أو بآخر على المفاوضات الجارية في مسقط، كما أسقط الجيش اليمني واللجان الثورية طائرة أباتشي إماراتية بين قرية الصلعا وجبل يسوف بمنطقة لودر بين محافظتي البيضاء وأبين، وقالت مصادر يمنية إنه تم إسقاط الطائرة بصاروخ أرض جو خلال محاولتها إسناد عناصر القاعدة، لتكون هذه الطائرة هي الثانية من هذا النوع التي يتم اسقاطها خلال يومين. تنديد دولي جرائم العدوان التي تستهدف المدنيين بشكل واضح منذ خمسة أشهر لقيت العديد من الإدانات ودعوات المحاسبة، حيث دعت 23 منظمةً حقوقية، بينها "هيومن رايتس ووتش" والعفو الدولية، الأممالمتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات داخل اليمن، وأكدت المنظمات الحقوقية أن نحو ألفي مدنيٍ قتلوا في اليمن معظمهم نتيجةَ الضربات الجوية، وذلك استنادًا إلى أرقام مكتب مفوض حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، كما طالب تقرير منظمة العفو الدولية بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة في المجازر التي خلفها العدوان. دعوات الحوار وسط التطورات العسكرية الهامة على الحدود اليمنية السعودية، يقود المبعوث الأممي لليمن "اسماعيل ولد الشيخ أحمد" مبادرة للحوار من أجل إيجاد حل للأزمة اليمنية، حيث عاد "ولد الشيخ أحمد" من الرياض بشروط سعودية، أبرزها قبول "أنصار الله" والرئيس "صالح" بتنفيذ قرار مجلس الأمن دون شروط، على عكس ما نصت عليه وثيقة مسقط المقدمة من المبعوث نفسه. من جانبها كشفت مصادر رفيعة في حركة "أنصار الله"، عن ملاحظاتها حول بنود الوثيقة الأولى ونفت التوصل إلى أي مسودة اتفاق وعدم تسلمها أي رد رسمي، وقالت وسائل إعلامية نقلاً عن مصادر في الرياض إن حكومة "هادي" رفضت نقاط المقترح الذي تقدم به المبعوث الدولي، وتصرّ على انسحاب الجيش و"اللجان الشعبية" من كافة المدن وخاصة صنعاء وصعدة، وهو ما رأى فيه المراقبون مؤشر على وجود نية لإفشال المساعي الدولية وإجهاض المقترح. طريق مسدود مع وصول المفاوضات إلى طريق مسدود ودخول العمليات العسكرية مرحلة صعبة، تبدو مهمة المبعوث الأممي معقدة وشبه مستحيلة وتصبح مؤشرات نجاحه ضئيلة للغاية، خاصة وأن السعودية تتهرب من الاعتراف بوجود مشكلة، وتنتظر تحقيق تقدم ميداني على الأرض لصالحها، ليكون قاعدة جديدة تعمل من خلاله على تحسين موقفها التفاوضي.