الدكتور أحمد عبد المحسن الاستشاري ب"حميات العباسية": 91 حالة وفاة بضربة الشمس والإجهاد الحراري.. والحمى الشوكية لم تختفِ من مصر كبار السن والرضع وعساكر الأمن المركزي الأكثر عرضة للإصابة.. والتوقيتات الخطرة من 12 ظهرًا حتى 4 عصرًا الملابس القطنية وأغطية الرأس وشرب العصائر للوقاية في ظل موجة الحر الشديدة التي يشهدها المصريون، والتي أودت بحياة 91 مواطنًا حتى الآن وإصابة مئات آخرين جراء الإجهاد الحراري وضربة الشمس وبعض الأمراض الناتجة منهما، خلال الفترة الأخيرة، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة،حيث تم الإعلان عن عودة بعض الأمراض التي اختفت منذ سنوات لتنتشر مرة أخرى، مثل الحمى الشوكية أو الالتهاب السحائي كما يطلق عليه البعض، مما تسبب في حالة من الهلع انتابت المواطنين مؤخرًا؛ بسبب عدم وجود ما يفيد بانتشار المرض من عدمه، خاصة أن أعراض هذا المرض تتشابه مع أعراض ضربة الشمس والإجهاد الحراري، وبالتباس الأمر على العامة جراء حالة الغموض المتبعة من قِبَل منظومة الصحة، كان ل"البديل"حوار مع الدكتور أحمد عبد المحسن، استشاري الأمراض الباطنية والحميات بمستشفى حميات العباسية، حاولت أن تصل إلى الحقيقة وتعلنها للمواطنين لأخذ الاحتياطات الطبية حتى مرور هذه الموجة بسلام، والتي أعلنت الأرصاد الجوية عن انتهائها مع أواخر شهر أغسطس الحالي. ما هي الفئات الأكثر تعرضًا للإصابة بأعراض "ضربة الشمس أو الإجهاد الحراري" والتوقيتات الأكثر خطرًا على المواطنين؟ الأكثر عرضة هم كبار السن فوق ال60 والأطفال الرضع وعساكر الأمن المركزي وطلاب الكشافة وأصحاب الأمراض المزمنة، والتوقيتات الأكثر خطرًا من الساعة الثانية عشرة ظهرًا حتى الرابعة عصرًا، ويفضل عدم النزول إلى الشارع في هذه الفترة إلَّا في حالة الضرورة أو استخدام الأشياء الوقائية. ما الوسائل الوقائية التي لابد من استخدامها حال التواجد بالشارع في فترة الثانية عشرة ظهرًا إلى الرابعة عصرًا؟ يفضل استخدام الملابس القطنية وأغطية الرأس، المحافظة على كمية السوائل الموجودة في الجسم، والتعويض المباشر والسريع عن طريق المياه المعدنية أو شرب عصائر "طازجة" ويفضل تحضيرها بالمنزل قدر المستطاع. ما الأمراض التي انتشرت بشكل كبير ومفزع في هذه الموجة الحرارية، وتسببت في وفاة العشرات من الموطنين؟ ضربات الشمس والإجهاد الحراري التي تأتي نتيجة التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو غير المباشرة لفترة طويلة، والذهاب إلى المصايف ورحلات سفاري في هذه الموجة الحارة، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الرياضية خلال تلك الفترة، وطوابير الصباح والمساء أو طابور الذنب في المعسكرات والسجون أثناء تلك الفترة. هل هناك فرق بين ضربة الشمس والإجهاد الحراري؟ بالطبع، فضربة الشمس حالة طارئة حادة تحدث نتيجة التعرض المباشر لحرارة الجو، خاصة أشعة الشمس المباشرة في فصل الصيف ويصاحبها فقدان الوعي وهبوط في مركز تنظيم الحرارة في المخ، فيعجز عن حفظ الحرارة عند معدلها الطبيعي فترتفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير. وضربة الشمس في الغالب تصيب الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والسكري ومدمني الكحول والمخدرات، وأعراضها تكمن في صداع ودوار وإحمرار الوجه مع سخونة الجلد وجفافه، بالإضافة إلى توقف العرق مع ارتفاع كبير في درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، بالإضافة إلى عدم انتظام النبض مع تقدم الحالة، بجانب إجهاد في التنفس، وارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى، ثم انخفاضه في المرحلة المتقدمة، قد يحدث ضيق حدقة العين مع إعياء شديد، ثم إغماء وتشنجات عصبية. أما الإجهاد الحراري يحدث نتيجة فقدان الجسم كمية كبيرة من السوائل والأملاح عند التعرض للجو الحار لمدة طويلة (وكذلك العمل في الأفران وأمام النيران لفترة طويلة) خاصة المصحوب بعمل مجهود شاق، مما يؤدي إلى إضطراب في وظائف الجسم. وأعراض الإجهاد الحراري تكون عبارة عن صداع وعدم اتزان وغثيان مع عرق شديد وشحوب وبرودة في الجسم وتقلص وألم حاد بالعضلات، فضلًا عن ضعف عام مع سرعة النبض والتنفس، واضطراب في الرؤية، بالإضافة إلى إحساس بالعطش مع انخفاض معدل ضغط الدم، وقد تظهر على المصاب أعراض بداية الصدمة. هل استقبل حميات عين شمس حالات مصابة بالحمى الشوكية؟ نعم تم استقبال حالات مصابة بالحمى الشوكية بمستشفى حميات عين شمس، لكنها قليلة، وتم التعامل معها بالعزل، لكن في الحقيقة هناك من يتم شفاؤه ومنهم من توفى، ويجب أن ندرك جيدًا أن الحمى الشوكية لم تختف من مصر، لكنها تزداد وتقل تبعًا لفصول السنة، وعلى كل حال فإن الحمى الشوكية في الحقيقة تنتشر أكثر في فصل الشتاء. كيف يتم التعرف على المصاب بالحمى الشوكية، وما هي الإجراءات التي تتم مع المرضى؟ منذ دخول المريض إلى المستشفى يتم عمل عدد من التحاليل للتأكد من إصابته بالحمى الشوكية من عدمه، والتحاليل عبارة عن "صورة دم كاملة، وتحليل أملاح صوديم وبوتاسيوم ووظائف كلي، بجانب قياس درجة الحرارة بشكل دوري وقياس الضغط وعمل بزل من الظهر للمرضى؛ للتأكد مما إذا كان مصابًا بالحمى الشوكية من عدمه، وتصحب ذلك في الأساس سخونة عالية وصداع مع قيء أو غثيان، صعوبة فى التركيز، تشنجات عصبية، تيبس في الرقبة طفح جلدي فى حالات الحمى الشوكية الفيروسية. وكيف يمكن إسعاف المصابين بالإجهاد الحراراي؟ عند الشعور بالتعب وارتفاع درجة الحرارة أو الإجهاد أو الزيادة في ضربات القلب ونزول العرق بغزارة والشعور بالإعياء، على من تظهر تلك الأعراض عليه أن يتناول كميات كبيرة ومتنوعة من السوائل أو الفواكه والخضروات المليئة والغنية بالسوائل، فهذه بوادر إجهاد حراري والحلول تحت تيار من الماء البارد أو في البانيو به ماء بارد. شريطة ألَّا تزيد الحرارة عن 39 أو 40 فهرنهايت وإلَّا فعليه التوجه على الفور إلى أقرب مستشفى به وحدات للطوارئ وعلاج مثل هذه الحالات.