مع إعلان كوريا الجنوبية عن بدء التحضير لمناورات مع واشنطن، خرجت كوريا الشمالية لتندد وتهدد جارتها الجنوبية برد صارم وقاس، لتستمر بذلك الحرب الباردة بين الكوريتين والذي يعود تاريخها إلى عام 1950. أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية مخططاً لإجراء سلسلة تدريبات عسكرية مشتركة مع الجيش الأمريكي للحد مما اعتبرته "استفزازات بيونج يانج"، وأوضحت الوزارة أنه من المخطط إجراء 4 تدريبات قبل نهاية الشهر الجاري بإقليم "كيونجكي" بالقرب من الحدود بين الكوريتين، ومن المقرر أن تستمر التدريبات المشتركة على نطاق واسع، والتي ستبدأ غدا الإثنين لمدة أسبوعين. أكدت الوزارة أن التدريبات التي أطلق عليها اسم مناورات "اولجي" أو "حارس الحرية"، يشارك فيها نحو ألفي جندي من 47 كتيبة للقوات الأمريكية– الكورية المشتركة، مع نشر دبابات ومروحيات ومدافع وغيرها من الأسلحة الحديثة، وتابعت الوزارة أن التدريبات ستبين جاهزية القوات المشتركة للتصدي لأي أعمال استفزازية من قبل بيونج يانج، وعلى رأسها زرع ألغام في أراضي كوريا الجنوبية. من جانبها؛ أعلنت رئيسة كوريا الجنوبية "بارك كون – هيه"، أن سيئول سترد بقسوة على أي استفزازات من قبل "بيونج يانج"، وقالت خلال لقاء عقدته مع قدامى المحاربين الذين شاركوا في النضال من أجل استقلال كوريا، وذلك لمناسبة الذكرى ال70 لتحرير البلاد من الاستعمار الياباني "سنرد بقسوة على أي استفزازات من قبل كوريا الشمالية، وفي الوقت نفسه سنبذل الجهود القصوى من أجل منع تكرارها ومن أجل إحلال سلام متين". يأتي إعلان إجراء التدريبات بين كوريا الجنوبيةوواشنطن في سياق رد فعل سيئول على إصابة جنديين من الجيش الكوري الشمالي في 4 أغسطس الحالي، حيث فقد أحدهما ساقيه الاثنين، فيما فقد الآخر أحد ساقيه عندما انفجرت ألغام أرضية خلال مهمة دورية كانا يقومان بها على الجانب الجنوبي من المنطقة العازلة. قابلت كوريا الجنوبية استفزازات جارتها الشمالية بحملة دعائية كبيرة عبر مكبرات صوت على طول الحدود المحصنة بشكل كبير للمرة الأولى قبل 11 عامًا، وهو تكتيك لحرب نفسية يمكن أن يثير رد فعل غاضب من جانب كوريا الشمالية، حيث تبث هذه المكبرات كمًا كبيرًا من الأنباء الدولية ونشرات الأرصاد الجوية، وكذلك رسائل تدين التحركات الاستفزازية الكورية الشمالية، وتشيد بالديموقراطية، وهو ما قال عنه وزير الدفاع الكوري الجنوبي "كيم مين سيوك"، إن تشغيل مكبرات الصوت عبر الحدود مع كوريا الشمالية، كان الخطوة الأولى فقط من الإجراءات التي تدرسها بلاده ل"معاقبة بيونج يانج". في المقابل اعتبرت كوريا الشمالية المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تمثل "إعلان حرب" ضدها، قائلة إنها قادرة على الانتقام وضرب سيول والبيت الأبيض، وهددت برد فعل قاسٍ، وشددت وزارة خارجية كوريا الشمالية على أن التدريبات يجب أن تلغى فوراً، وإلا فإن واشنطن ستكون مسئولة عن "كل النتائج"، وقال متحدث باسم الوزارة، "إن بيونغ يانغ ستتخذ كل الإجراءات الضرورية أمام هذه الاستفزازات النووية الأمريكية"، فيما قال بيان صادر عن لجنة التوحيد الوطني السلمي الكورية الشمالية، إن إجراء المناورات العسكرية المشتركة الكبيرة مثل مناورات "اولجي" في شبه الجزيرة الكورية يمكن أن يحول تصادمًا عسكريًا عفويًا إلى حرب شاملة، حيث إنها تمثل إعلانًا عن الحرب ضدها".