تغيرت العلاقات بين تركيا وداعش بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية، ففي العشرين من يوليو، جذب التفجير المدمر الذي ضرب بلدة سروج انتباه العالم إلى جنوبتركيا، حيث قتل أكثر من ثلاثين شخصا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة يعتقد أن تنظيم داعش يقف خلفه، وبعدها شددت تركيا أيضا من إجراءات الأمن على الحدود، وألقت القبض على مقاتلين ينتمون للتنظيم أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود إلى تركيا. في غضون بضعة أيام بعد الهجوم الإرهابي على البلدة التركية سروج، بدأت أنقرة شن ضربات جوية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وكذلك على مواقع داعش بسوريا. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت" التركية إن قاعدة "انجرليك" الجوية التركية ستصبح مركزا للعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، من قبل قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة، فوفقا لمصادر دبلوماسية غربية، تبدأ القوات الجوية التركية بضرب أهداف لداعش، وسط الحرب الأهلية السورية، كما أكد وزير الخارجية التركي أن الحرب الحقيقية ستبدأ بعد ذلك. وتضيف الصحيفة أنه ردا على الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني المحظور، تقوم القوات التركية بتصعيد العمليات العسكرية ضد الحزب في شمال العراق، مما تسبب في انتقاد الغرب، وسط مطالب بالتركيز على الهجمات ضد تنظيم داعش. وتلفت الصحيفة التركية إلى أنه حين سُئل، الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" حول حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد حزب العمال الكردستاني، ركز في الإجابة على صفقته مع الرئيس "أردوغان" والتي دارت حول داعش. وترى الصحيفة أنه حين تبدأ المعركة الحقيقية ضد داعش، فإن الوضع الأمني في تركيا سيزداد سوءا، خاصة مع عدم وجود تحسن في الوضع مع حزب العمال الكردستاني، وفي ظل هذه الظروف السياسية التركية، لن يكون هناك فرصة لتشكيل حكومة جديدة، بعد أن خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم، الأغلبية المطلقة في الانتخابات التي جرت في 7 يونيو. وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد أسابيع طويلة من الاجتماعات بين رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" وحزب الشعب الجمهوري المعارض، من المقرر أن يجتمعا سويا مرة أخرى اليوم. وتضيف الصحيفة أن الحزب المعارض لفت إلى أن "اوغلو" يرغب في تشكيل حكومة ائتلافة مع الشعب الجمهوري، لكن "أردوغان" لن يقبل بذلك، حيث إنه يريد انتخابات جديدة في ظل الظروف الراهنة، وسط المعركة ضد داعش، من أجل المحاولة لفرض سيطرته مرة أخرى والحصول على الأغلبية البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، ليتمكن من ممارسة كل الصلاحيات التنفيذية، مع أوبدون تعديل دستوري. وفي الأيام التي أعقبت الاتفاق بين الولاياتالمتحدة لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي في سورياوالعراق، أكدت تركيا أنها حشدت نفسها للحرب ضد المتطرفين الذين يشكلون تهديدا على أمن البلاد، لكن المتطرفين الذين يضعهم الأتراك في اعتبارهم ليسوا فقط أعضاء في تنظيم داعش الإرهابي، بل مثلما اتضح بشكل جلي هذا الأسبوع يتمحور تركيز تركيا على سحق المسلحين الأكراد، الذين حاولت احتوائهم على مدار سنوات.