ودون لافتة واحدة تشير إلى إقامة المهرجان بالقصر، بدأ حفل الافتتاح بجمهور بسيط أغلبه من موظفي هيئة قصور الثقافة في العاشرة مساءً بسبب تأخر وصول وزير الثقافة عبد الواحد النبوي، ودون مراسم احتفالية اقتصر الحفل على قيام الوزير بإعلان افتتاح الدورة والتأكيد في كلمة مقتضبة على دور مسرح الثقافة الجماهيرية الذي اعتبره الأمل في استعادة الحركة المسرحية لدورها في تناول القضايا التي تشغل الناس، وكلمة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس هيئة قصور الثقافة وأشار فيها إلى استمرار دور مسرح الثقافة الجماهيرية في اكتشاف المواهب وأشاد بتواصل المهرجان في انتظام كبير سنويا رغم أي ظروف أو معوقات تواجهه. ومع وضع لافتتين كبيرتين على واجهة القصر في اليوم التالي، ولوحة بجدول العروض، بدأ توافد جمهور من أهل المنطقة، على العروض في الليالي اللاحقة. «الخوف»، كان أول العروض، قدمته فرقة قصر ثقافة كوم امبو بأسوان، من إعداد الكاتب بكري عبد الحميد عن رواية "شئ من الخوف" لثروت أباظه، إخراج سامح فتحي، بطولة محرم خطاب، حنان خالد، خالد محمود، مؤمن فتح الله، قدم العرض تناولا مختلفًا للرواية الشهيرة التي قدمت في الفيلم السينمائي الشهير بنفس العنوان في الستينات، متناولا هاجس الخوف من الطاغية، ورغم سوء الصوت في المسرح الذي أثر بشكل كبير على العرض الذي قدم باللهجة الصعيدية، إلا أن فريق العمل استطاع تجاوز أزمة المقارنة مع الفيلم الشهير، وتقديم عرض متميز دفع وزير الثقافة للتوجيه بصرف مكافأة فورية لفريق العمل بقيمة خمسة آلاف جنيه تقديرا لجهود الفرقة. "الخوف" هو أول عروض مسابقة فرق القصور التي تقام على قصر ثقافة القناطر، وتضم 17 عرضا وتتواصل عروضها خلال الفترة حتى السابع من أغسطس، وتتشكل لجنة تحكيمها برئاسة الناقد الدكتور حسن عطيه وعضوية المخرج هشام عطوة، الناقد خالد رسلان، مصمم الاستعراضات الفنان عاطف عوض وأستاذ الديكور نبيل الحلوجي. وعلي مسرح السامر المكشوف بالعجوزة انطلقت مساء الخميس الماضي، مسابقة فرق بيوت الثقافة بعرض "سكة السلامة" لتوفيق الحكيم، إخراج باسم قناوي لفرقة بيت ثقافة السادات، يتنافس في المسابقة 16 عرضًا وتتواصل عروضها حتي السابع من أغسطس وتتكون لجنة تحكيمها من الناقد جرجس شكري، المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعي، الفنان محمود الحديني، عبد المنعم مبارك وعصام عبد العزيز. وبمشاركة 13 عرضًا ستنطلق مساء السبت القادم منافسات مسابقة الفرق القومية على مسرح قصر ثقافة بنها وتتواصل عروضها حتي الخامس من أغسطس وتتكون لجنة تحكيمها من الشاعرين والناقدين أحمد زيدان ويسري حسان، المهندس عمروعبد الله والدكتور مصطفي سليم. على هامش المهرجان سيشهد حفل ختامه في الثامن من أغسطس على مسرح السامر بالعجوزة تكريم ثلاثة من فناني الثقافة الجماهيرية من الفائزين بجوائز الدولة هذا العام، وهم المخرج جمال ياقوت، أستاذ الديكور الفنان التشكيلي حسين العزبي والناقد خالد رسلان، كما يتم تكريم أسماء ثلاثة من المخرجين الرواد الذين أثروا حركة المسرح بالثقافة الجماهيرية ممن رحلوا خلال العام وهم المخرجين سعيد حامد، فوزي سراج ومحسن شهبور. يعاني المهرجان من نقص في المطبوعات، فبعد مرور عدة أيام على انطلاق مسابقاته الثلاث، لم يصدر الكتاب التوثيقي المصاحب للدورة، ولا نشرة يومية تتابع فعالياته، رغم الإعلان عن نشرة إلكترونية بديلة عن المطبوعة التي كانت تصاحب المهرجان عادة. فيما لم يوثق المركز القومي للمسرح العروض بالفيديو، والتوثيق إحدى مهامه الرئيسية. وقالت دعاء منصور- مديرة إدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة ل«لبديل»، إنها خاطبت المركز القومي للمسرح قبل المهرجان بطلب تسجيل العروض فيديو، إلا أنها تلقت ردًا من رئيس المركز الدكتور سيد إسماعيل، يحمل مطالبًا مبالغًا فيها، منها استضافة موظفي المركز الذين سيقوموا بالتصوير وبدلات وانتقالات، في وقت يعاني فيه المهرجان لاستضافة الفرق في ظل ضعف الميزانية، مشيرة إلى أن المركز في فترة إدارة الفنان ناصر عبد المنعم، كان يوثق عروض المهرجان دون تعقيدات ومطالب مالية. رغم الدور المهم الذي يلعبه المهرجان في التواصل بين فناني الأقاليم، إلا أن توزيع المسابقات على ثلاثة مسارح في محافظتي الجيزة والقليوبية، وفي توقيتات متوازية، يعني استحالة تمكن الفنانين من مشاهدة أعمال غيرهم، مع التضييق في ظروف إقامتهم، حيث تصل غالبية الفرق في نفس يوم عرضها وتغادر اليوم التالي، عدا فرق الصعيد البعيدة، فتأتي قبل يوم واحد من عرضها وتسافر بعده، ما يفقد المهرجان إحدى وظائفه، وهو التفاعل بين المشاركين فيه. سبق المهرجان اعتراضات بعض الفنانين حول معايير التقييم والاختيار بسبب استثناءات لمشاركة بعض العروض التي قدمت في مواقعها بأقاليمها، بعد الموعد المحدد للتقديم، أول أبريل، وهي من المشاكل المزمنة الناجمة عن بيروقراطية آليات الإنتاج التي تؤدي إلى تأخر الإنتاج في الشرائح المختلفة في مسرح الثقافة الجماهيرية.