تنشر «البديل» على لسان وليد البرش، مؤسس تمرد الجماعة الإسلامية، كواليس الفكر الكفيري للجماعة، ورأي عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة، في الحكام وولايتهم، بالإضافة إلى خطة اللواء أحمد رأفت، نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق، لإعادة دمج القادة المسجونين في المجتمع، وحركة الانتقالات داخل السجون لتمرير مبادرة نبذ العنف. يقول "البرش" في مذكراته إن كتاب «أصناف الحكام» تأليف عمر عبد الرحمن يكفر حكام مصر على أساس أنهم استبدلوا الحكم بشرع الله، وحكموا بالقوانين الوضعية، وعليه فدماؤهم مستباحة، وولايتهم باطلة، ويجب الخروج عليهم بالسلاح والقوة لتغييرهم، مضيفًا أن "الكتاب كان عمدة في تكفير حكام المسلمين والعرب، حتى سمعت أحدهم يكفر ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك؛ بحجة أنه يحكم بغير شرع الله، برغم أنه رئيس منظمة وليس حاكمًا". وتطرق "البرش" إلى الحديث عن اللواء أحمد رأفت، نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق، وخطته لإعادة دمج القادة المسجونين في المجتمع، قائلاً "بدأ يتحدث معهم عن التلفاز وحكمه، ولما رأى كرم زهدي يبيحه، عرض عليه أن يحضر له تلفازًا ولمن يريد من القادة المسجونين، فوافق كرم وعلي الشريف وفؤاد الدواليبي وحمدي عبد الرحمن، ولم يوافق أسامة حافظ وعبود وطارق الزمر وعاصم وعصام. أما الشيخ ناجح فقد تحرج أن يقتني تلفازًا؛ لأن معه في الغرفة عصام دربالة الذي يرفض وجود التلفاز". وتابع "تم إدخال أربعة تلفازات صغيرة الحجم ما بين 5 و7 بوصة بصورة سرية أول الأمر، لم يعرف من إدارة السجن سوى النقيب باسل حسن، ضابط أمن الدولة، بهذا الأمر، وكان لا يفتح إلا ليلًا بعد غلق الزنازين، وفي الصباح يوضع في مخبأ تحت أرضية الزنزانة، حتى أصبح علانيًّا". وعن مبادرة نبذ العنف، قال "علم اللواء أحمد رأفت أن كرم زهدي نجح فى تمريرها، لكن رئاسة مجلس شورى الجماعة التى ستنتقل إلى عبود الزمر في أول رجب عام 1999م، قد تعود بالمبادرة لنقطة الصفر"، مضيفا "عندها صدر قرار مفاجئ بنقل مجموعة من سجناء 1981م من جماعة محمد عبد السلام فرج، وعلى رأسهم عبود وطارق الزمر، إلى سجن ليمان أبي زعبل، وجاء بدلاً منهم مجموعة من قيادات الصف الثاني من سجن العقرب، وهم صفوت عبد الغني وممدوح علي يوسف ومحمود شعيب وضياء الدين فاروق، إلى سجن ليمان طرة، فكانت ضربة مزدوجة، حيث نقص عدد مجلس شورى الجماعة بالليمان من عشرة إلى ثمانية، وأصبحت لكرم زهدي الأغلبية المطلقة". وأوضح "البرش" أنه "جاءت قيادات الصف الثاني تدعيمًا لموقف كرم زهدي، وليكون للواء أحمد رفعت عين في مجلس الشورى عن طريق صفوت عبد الغني، وتم إنجاز الكتب الأربعة الأولى عن المبادرة وعن الفكر الجديد، وبدأ خروج أقارب القيادات المعتقلين، مثل شريف عبد الماجد، شقيق عاصم عد الماجد وغيره، وبدأت الإفراجات الصحية عن المرضى بحالة خطرة". وأردف "في معرض كتاب القاهرة الدولي يناير 2002، صدرت الكتب الأربعة، وحدثت ضجة كبرى، وحققت مبيعات ضخمة. كان الجميع يريد أن يعرف تفاصيل المبادرة، وما هو الفكر الجديد، وهل يعد تغييرًا مؤقتًا في المواقف، أم تغييرًا في الأفكار؟". واختتم "كانت الكتب الأربعة بعنوان «مبادرة وقف العنف رؤية واقعية.. ونظرة شرعية»، و«حرمة الغلو فى الدين وتكفير المسلمين»، و«تسليط الأضواء على ما وقع فى الجهاد من أخطاء»، و«النصح والتبيين فى تصحيح مفاهيم المحتسبين»".