نعيش في عالمنا اليوم وقد خاب رجاء البعض في تغير هذا الواقع الأليم الذي يتمثل في الكثير من المواقف نعايشها يوميًّا، ولكن دعونا نبحث سويّا لماذا هذا الواقع هو أليم، وهل هو خارج عن إرادتنا وليس لنا القدرة علي تغييره؟، أم هو الحظ والقدر والبيئة التي ننشأ فيها هي الحاكمة للموقف فتوجب علينا أن نسلم بها؟ خلق الإنسان في هذا الكون تنفيذا لإرادة الله، التي تتمثل في إصلاح هذا الكون والتحلي بصفاته العلى، خلق غير مخير في أبويه و بيئته أو دولته التي نشأ فيها، لكن مخيرًا في تغيير هذا المجتمع، وتغيير هذه البيئة، مخيّرًا في اتّباع طرق الصلاح أو الفساد وصولا لتحديد مصيره في النهاية، وإن لم يكن مخيّرًا لما وجب عليه الحساب، ولكن ماذا نفعل نحن بهذه الخيرة؟ باتفاقنا على قدرة الإنسان على التغيير وجب عليه وفق إرادته واستطاعته نقل هذا المجتمع إلى أحسن صورة وتأسيس ذلك المجتمع الفاضل، لكن على الأحري علينا تعريف ماهو المجتمع أولا، المجتمع هو اجتماع بعض الناس للتعايش وفق أهداف مشتركة فيما بينهم، فالدولة تقسم إلى ثلاث طبقات: العريضة وهى الشعب والطبقة الوسطى والتي تعلوها وهي طبقة النخب ومن ثم الأولى وهي النظام؛ فكل مجتمع لا بد له من رئيس أو قائد يقودهم إلى طرق الصلاح والإصلاح، والقيادة يجب أن تكون للعالم وإلا اتجه هذا العالم إلى حالة من الفوضى والعشوائية لقيادة الجاهل له. يقودنا هذا التعريف إلى من يقود المجتمع، "النخبة" ذلك المصطلح الذي تدارج على سمعنا الكثير وفق تعريف المجتمعات فكما يقول القائل إن كنت تريد أن تعرف المجتمع عليك بمعرفة نخبته فعلى مرّ العصور توجد تلك النخبة، وهي الطبقة الوسطى التي تقود إلى الصلاح أو الفساد، إلى إقامة الحضارة أو إلى هدم القيم، مرورا بالأنبياء الذين أرسلهم الله إلى هداية الناس وإرشادهم إلى طريق الله ونشر المحبة والسلام فكانوا خير نخبة ومصداقا لتلك المكانة التي وكلهم بها الله سبحانه وتعالى، وصولا إلى نخب مجتمعنا اليوم التي في غنى عن تعريفها لإدراكنا لها، ومن أهم ما يجب أن تمتاز به تلك النخب المعرفة السليمة والحكمة، ولما لها من أدوات تأثيرية في المجتمع، قادرة على الرسوخ في نفوس العوام ولما يشعر به البعض من الناس الذين هم على مقدار قليل من المعرفة والعلوم "العوام" شعور الطمأنينة لما هو عالم بأمور الواقع والذى يقود المجتمع نحو الصلاح. فأين نحن من تلك النخب هل نقتدى بها ونحتذي فكرها وندرك خطاها ومن ثم نتعرف على علمائنا الذين لطالما كانوا مؤثرين في ذلك المجتمع تحت ضغوط سياسية، وفى ظل ذلك استطاعوا إيصال ذلك العلم لنا ووضع تلك اللمسات التي منها نتتبع خطاهم اليوم. فوجب علينا أن نقدر مجهوداتهم، بل ونكمل مسيرتهم في نشر إرادة الله سبحانه وتعالى وكما يقول الله في القرآن الكريم ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) فنحن وبعون من الله قادرون على حمل مشكاة هذه الأمة إلى التقدم والصلاح بالعلم والمعرفة والمنهج العقلي السليم الذي يرى به الإنسان الواقع رؤية سليمة تتحتم في وجود أيدولوجية سليمة ومن ثم سلوك سليم.