صفحة من صفحات تأملية، فتحت لتتعالى منها صرخات مدوية، تطلق لتوقظ عيون غافلة عن صراع أبدي بين الخير والشر، وصراع آخر فريد، أشعله لهيب الإرادة، إنه صراع الحياة والخيال.. دموع تحترق، وقلوب تذبل، وسط حيرة البطل، الذي أدرك فاجعته وقرر أن يحظى بقوة لم يدرك قيمتها سوى ندرة من البشر، إنها قوة البقاء بين الحقيقة والخيال، ليغمرنا بأسمى المعاني الإنسانية والأحاسيس الروحانية.. صدر حديثًا عن دار الميدان للنشر والتوزيع، رواية «قصر العزة»، للكاتبة داليا عمران، التي ترصد من خلالها حياة الإنسان ما بين العيش في الأحداث المتسارعة التي تخلو من الأحلام ويصبح فيها فريسة للروتين، وبين العيش في الأحلام دون الوصول لشئ حقيقي يتم تحقيقه. تدور أحداث الرواية عن حياة مواطن مصري، أصابته غيبوبة جعلته ينام لبضعة سنوات، ليستيقظ فجأة لمواجهة ما تعرض له من خسائر فاجعة، أفقدته بيته وأمواله، وتشتت أهله وأحبائه، في ظل أوضاع سياسية واجتماعية مضطربة، فقرر أن ينهض مجددًا، بعد أن ربط بين أحلام الخيال والواقع، ليصلح ما فات، ويترك أثرًا خالدًا له في حياة من حوله. قرر ذلك يقينًا منه بأن الإنسان قد جعله الله حامل رسالة وأمانه، وبناءً على ذلك عليه أن يكون بقدر تلك المسؤولية التي ألقيت على عاتقه. وتتطرق الرواية من خلال أحداثها لبعض القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع في الآونه الأخيرة، كاليأس والجشع والبعد عن التعلم والرغبة الدائمة في تقليد الغرب. ومن أجواء الرواية: «والخيال.. ليغمرنا بأسمى المعانى الإنسانية والأحاسيس الروحانية.. أنا صدى الصوت الذي يتردد بنبرة عالية يرغب في أن يصل إلى الآخر ولكن لا يصل سوى الصمت.. هذا حالي.. حال المتمرد..!».