تزخر محافظة بنى سويف بالعديد من النماذج الفريدة من التراث المعمارى الاسلامى والذى لاقى كسائر مختلف المجالات تهميشا واضح على مدار العصور الماضية اما عمدا او جهلا بأهميته . و«البديل» من جانبها تحرص على ابراز العديد من أوجه تلك النماذج لتعريف شعوب العالم بصفة عامة والشعب المصرى بصفة خاصة بهذا التراث الاسلامى والكنوز المدفونة والمهمشة اعلاميا وحكوميا . " مسجد مصطفى أبو النيل " أنشئه الحاج مصطفى محمد أبو النيل في عهد عباس حلمي الثاني واستغرق بنائه عشر سنوات، وتوفى منشئ هذا المسجد بعد اكتمال بناءه بعامين، سنه 1328م – 1326 هجرية، ودفن بداخل المسجد بالضريح الموجود بجدار القبلة . ويقع بجوار هذا المسجد من الناحية الغربية قصر مصطفى أبو النيل بمدينة الفشن ببنى سويف. الوصف المعماري للمسجد المسجد من الخارج الواجهة الغربية : وهى الواجهة الرئيسية للمسجد وتتكون هذه الواجهة من كتله المدخل وعلى جانبيها توجد دخلتان مستطيلتان تضم هذه الدخلات من أسفل شباك يغلق عليه من الخارج أسياج من الحديد ومن الداخل ضلفتين من الخشب ويعلو كل منهما قنديليه بسيطة وعلى يمين المدخل بجانب الدخلة المستطيلة يوجد بروز بسيط للواجهة يفتح من أعلى بفتحه نصف دائرية ويعلو هذه الكتلة المئذنة( لوحة رقم 1 ) وعلى اليمين منها يوجد كتاب يصعد إليه بسلم خشبي موجود بهذه الواجهة ( لوحة رقم 2 ) , ويتوج هذه الواجهة من أعلى شرفات على هيئه ورقه نباتيه ( لوحة رقم 3 ) . كتله المدخل : بصدر كتله المدخل , المدخل الرئيسي للمسجد وهو عبارة عن دخله مستطيله يتوسطها باب المسجد وهو باب خشبي , ويعلو هذه الدخلة عتب يعلوها النص التأسيسي للمسجد حيث يقرأ . لقد أشاد بيت الله في الفشن مصطفى أبو النيل فاختار البناء المخلد أقول لأهل الفشن لبو دعاءه إلى الذكر فيه ادخل الباب سجدا أنشأ هذا المسجد الحاج مصطفى أبو النيل في عصر عباس حلمي الثاني سنه 1326 ه ( لوحة رقم 2 ) ويتوجها من أعلى زخارف الجفت اللاعب ذي الميمات ويعلوه قنديليه بسيطة عبارة عن دخلتان مستطيلتان يتوسطهما عمود ويعلوهما قمريه مستديرة , ويتوج كتله المدخل من أعلى عقد مدائني ويعلو هذا العقد حطتين من المقرنصات يتوجها من أعلى شرافات على هيئه ورقه نباتيه ( لوحه رقم 3) الواجهة الشمالية : هذه الواجهة تطل على القصر التابع لمنشئ هذا المسجد حيث أن المسافة بين هذه الواجهة والقصر لا تتعدى 7 أمتار . وتشتمل هذه الواجهة على ثلاث دخلات مستطيله تشتمل كل دخله من أسفل على شباك ويعلو كل منهم قنديليه بسيطة بواقع قنديليه أعلى كل دخله ويتوج هذه الواجهة من أعلى شرفات على هيئه ورقه نباتيه , ويلاحظ في هذه الواجهة من أعلى وجود مصافى استطاع مهندسو المسجد أن يضعوها أسفل الشرفات وذلك حتى يتم الحفاظ على سقف المسجد من تجمع مياه الأمطار أعلى السقف وخاصة أن سقف المسجد من الخشب , ومن الملاحظ أن هذه الواجهة من أكثر واجهات المسجد التي ظلت على حالها ولم يمسها اى تغيرات أو طلاء وهذه الواجهة مبنية من الحجر , ويلاحظ أيضا وجود دعامات سائدة في أركان المسجد من الناحية الشمالية الغربية باتجاه الغرب وبالناحية الجنوبية الغربية تجاه الغرب أيضاً ( لوحة رقم 4 ) الواجهة الشرقية : هذه الواجهة ملاصقه لمباني. الواجهة الجنوبية : تضم هذه الواجهة مجموعه من الشبابيك من أعلى وفتحه مستطيله يغلق عليها باب من أسفل ويتوج هذه الواجهة من أعلى شرفات على هيئه ورقه نباتية المئذنة: تقع هذه المئذنة أعلى الواجهة الغربية ( لوحه رقم5 )على يمين المدخل حيث يوجد بروز بسيط بهذه الواجهة أسفل المئذنة ويوجد دخله نافذة ذا عقد نصف دائري وتبدأ قاعدة المئذنة أعلى المسجد عن طريق قاعدة مربعه تتحول إلى بدن مثمن عن طريق أربع مثلثات مقلوبة بأركان المربع , والبدن المثمن به أربع مشترفات ترتكز على حطتين من المقرنصات ، ويفتح على الشرفة عقد نصف دائري ويتوج البدن المثمن من أعلى شرفه كبيره من ثمان أضلاع ترتكز على ثلاث حطات من المقرنصات ( لوحة رقم 6 ) , والجدير بالذكر أن القاعدة المربعة والبدن المثمن من الحجر ، ويعلو البدن المثمن البدن الاسطواني وهو مبنى من الآجر وبه نافذة على هيئه حنيه نصف دائرية ويعلو البدن الاسطواني شرفه دائرية من الحديد ويعلو هذه الشرفة ستة أعمده ترتكز عليها جوسق المئذنة على هيئه القلة وتنتهي المئذنة بالهلال ويلاحظ أن قمة المئذنة اتخذت نمط مخالف للمآذن العثمانية وعصر محمد على وهو انتهاء المئذنة بقمة مسننه على هيئه القلم الرصاص المسجد من الداخل عبارة عن مساحه مستطيله مقسمه إلى ثلاثة أروقه عن طريق صفين من البائكات كل بائكه مكونه من ثلاثة أعمده ترتكز على قواعد مربعه تحمل هذه الاعمدة أربعه عقود مدببه موازية لجدار القبلة تحمل سقف المسجد الخشبي . الجدار الجنوبي : يشتمل هذا الجدار على المنبر والمحراب والضريح الخاص بالمنشئ وأخيه , كما يشتمل هذا الجدار على فتحه باب تؤدى إلى الميضأة الخاصة بالمسجد ويوجد بهذا الجدار فتحه باب تفضي إلى سلم المئذنة , ويوجد بوسط هذا الجدار من أعلى الضريح قنديليه بسيطة مغشاة بالزجاج الملون المنبر : ( لوحة رقم 7 ، 8 ) يتميز منبر مسجد أبو النيل بثراء زخارفه حيث يزين ريشه المنبر زخارف الطبق النجمى وأيضاً باب الروضة عليه زخارف الطبق النجمى ( لوحة رقم 9 ), ويعلو باب الروضة نص كتابي يقرأ " أنشئ هذا المنبر المبارك في عصر عباس حلمي الثاني خديوي مصر " ( لوحة رقم 10 ) ويعلو هذا النص زخارف الطبق النجمى أما درابزين المنبر فقد أستخدم فيه خشب الخرط حيث أنه معمول بطريقه الخرط الميمونى , والجدير بالذكر أن هذه الطريقة كانت تستخدم في معظم دربزينات المنابر العثمانية والمملوكية . أما باب المنبر فهو من مصراعين زخرف كل منهم بأشرطة رفيعة من الخشب مكونه أشكال هندسيه ونجميه وهى تعرف باسم السدايب وذلك في وسط الباب , أما الجزء العلوي والسفلى من الباب عليه زخارف المفروكة وهى زخارف هندسيه على شكل حرف T . ( لوحة رقم 11 ) ويعلو الباب إطار مستطيل داخله آية قرآنيه نصها " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " , يعلوه حطتين من المقرنصات ثم أطار خشبي بارز يتوجه من أعلى شرفات مسننه. المحراب : محراب المسجد بسيط ومجدد وهو عبارة عن حنية نصف دائرية تركز على عمودين وتنتهي بطاقية المحراب ويلاحظ أن حنيه المحراب مجدد ه بالسيراميك ويعلو كوشتى المحراب زخارف الجفت اللاعب يعلو حطتين من المقرنصات ويتوجها من أعلى شرفات على هيئه ورقه نباتيه , والملاحظ أن المحراب مجدد( لوحة رقم 12 ) الجدار الشمالي: يشمل هذا الجدار على ثلاث دخلات مستطيله كل دخله عبارة عن شباك يغلق عليها ضلفتين من الخشب ويعلو كل دخله قنديليه بسيطة مغشاه بالزجاج الملون كما يشتمل هذا الجدار على دكه المبلغ في مؤخره المسجد ( لوحة رقم 13 ) . الجدار الغربي : يشتمل هذا الجدار على ثلاث دخلات الوسطى منهم بها المدخل الرئيسي وهى دخله مستطيله يعلوها قنديليه بسيطة وعلى جانبي المدخل توجد دخلتان مستطيلتان بواقع دخله بكل جانب يغلق كل منهما شباك خشبي ويعلو كل منهما قنديليه بسيطة وهذه القنديليات مغشاه بالزجاج الملون . الجدار الشرقي : ويشتمل هذا الجدار على دخلتان مستطيلتان ولكن الدخلتان غير نافذتان حيث استعملا كخزانات حائطيه ( لوحة رقم 14 ). دكة المقرئ : كانت دكك المقرئيين تستخدم إما كدكة للمقرئ أو صندوق للمصحف فى بعض الأحيان ، اتخذت هذه الدكة الهيئة المستطيلة ونفذ الدرابزين الخشبي بطريقة الخرط الميموني المربع في المناطق المربعة ، والخرط الكنائسي في المناطق المستطيلة ، أما زخرفة الجزء الأسفل في كل من الضلع الأمامي والخلفي فعبارة عن اثنين من الأطباق النجمية يبلغ عدد كندات كلا منها 12 كندة ، وتعتبر هذه الدكة مثالاً حياً لما كانت عليه دكك المقرئين في العصر العثماني بالقاهرة المكونة من الهيئة المستطيلة وتنفيذ الأشكال الزخرفية بها بطريقة السدايب البارزة (1) والجدير بالذكر أن هذه الدكه من التحف المنقولة التى لابد أن تنتقل من المسجد إلى المتحف لثراء زخارفها وقيمتها الأثرية والتاريخية ( لوحة رقم 15 ) دكة المبلغ : توجد دكة المبلغ بالجدار الشمالي الغربي ويصعد إليها بسلم خشبي وترتكز على الجدار الشمالي الغربي من ناحية ومن الناحية الأخرى على عمودين من الخشب , ولها درابزين من الخشب ويعتقد أنها استخدمت كمقصورة لصلاه النساء وخاصة لأهل منشئ المسجد وذلك لقرب المسافة بين المسجد والقصر الخاص بالمنشئ ( لوحة رقم 16 ) الحجاب الخشبي : يوجد بالجدار الجنوبي الشرقي حيث جدار القبلة حيث يحيط هذا الحجاب بقبر منشئ هذا المسجد مصطفى أبو النيل وقبر أخيه عبد العظيم أبو النيل ( لوحة رقم 17 ) , ويلتف هذا الحجاب حول الضريح من ثلاثة جوانب أما الجانب الرابع فهو جدار القبلة ,أما زخارف الحجاب الخشبي فتنقسم زخارفه إلى مجموعه من الأقسام . أولاً : من أسفل مصمت ومزخرف بزخارف هندسيه مستطيله . ثانياً : في الوسط يأخذ زخارف المخروطة وهى معمولة بطريقه الخرط الميمونى , ويلاحظ استخدام هذه الزخرفة والطريقة بكثرة في جميع التحف الخشبية بالمسجد ثالثاً :يعلو هذه المنطقة من الحجاب بالضلع المواجه لساحة الصلاة ثمان عقود مفصصه يعلوهم عقدين نصف دائريين يتوسطهما لوحتين يهما نصين كتابين الأول منهم يقرأ " هذا ضريح المغفور له المرحوم الحاج مصطفى محمد أبو النيل المتوفى يوم الجمعة أول رجب سنه 1328 ه " , وفى أركان اللوحة كتب بكل ركن كلمه " وربك / الغفور / ذي / الرحمة " ( لوحة رقم 18 ) ويلاحظ أيضاً في هذا النص توقيع الصانع "صناعه على يونس ", أما اللوحة الثانية فقد كتب عليها التالي " هذا ضريح المغفور له الحاج عبد العظيم أبو النيل المتوفى يوم الأربعاء 15 جمادى الأول سنه 1373ه "وفى أركان اللوحة الخشبية كتب بكل ركن كلمه " وربك / الغفور / ذي / الرحمة " ( لوحة رقم 19 ) ويعلو العقدين النصف دائريين إطار خشبي يعلوه شرفات , أما جانبي الحجاب فتوجه سبعه عقود مفصصه يعلوها عقدين نصف دائريين يعلوهما إطار خشبي ثم شرفات مسننه . السقف : سقف المسجد من الخشب , وهذا السقف مكون من براطيم وتماسيح خشبية حيث قام الصانع بزخرفه المناطق المحصورة بين البراطيم بالزخارف النباتية من أزهار وأوراق نباتيه وزخارف عربيه مورقة ( لوحة رقم 20 ). ويتوسط السقف الشخشيخه وأستخدمها في هذا المسجد بغرض الاضاءة والتهوية وهى تتوسط المسجد وهى مرتفعه عن سقف المسجد.