تعزيزات عسكرية، حشد المقاتلين، خطط دفاعية وهجومية، تحركات استراتيجية، هذا هو ما يشغل القوات العراقية والحشد الشعبي خلال الأيام الجارية استعدادًا لإعلان انطلاق العملية العسكرية في محافظة الأنبار. أعلنت قيادة عمليات المشتركة في العراق عن انطلاق عمليات تحرير محافظة الأنبار من سيطرة "داعش" الإرهابية، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد "يحيى رسول عبد الله"، إن "عمليات تحرير الأنبار انطلقت فجر الاثنين"، وأضاف أن "القوات المسلحة والحشد الشعبي والعمليات الخاصة والشرطة الاتحادية وأبناء عشائر الأنبار تخوض الآن معارك التحرير وتتقدم باتجاه الأهداف المرسومة لها". أعلنت خلية الإعلام الحربي، التابعة لوزارة الدفاع العراقية، تطهير المحور المؤدي إلى كريمش الغربية، ومجموعة المخازن، وصولا إلى المناطق الزراعية المحيطة بها في محافظة الأنبار، وذكر بيان للخلية أن العمليات أسفرت كذلك عن تطهير قرية الطراح الشرقية، وردم الطرق التي خربها داعش. يأتي الإعلان عن هجوم القوات العراقية بعد شهرين من سيطرة تنظيم "داعش" على الرمادي عاصمة الأنبار، ليبسطوا سيطرتهم على المحافظة الواقعة إلى الغرب من بغداد، بعدما سيطر على مدينة الفلوجة والمدينتان تعدان الأكبر في هذه المحافظة، وهو ما دفع الحكومة العراقية إلى إعلان الاستنفار فحشدت لاستعادة هذه المناطق، وبدأت بتلك المحيطة بالمدينتين تمهيدًا لإعلان ساعة الصفر. من جهته تعهد رئيس وزراء العراق "حيدر العبادي"، بالاقتصاص من "داعش" في ساحات القتال، مشيرًا إلى أن جرائم هذه الجماعة الإرهابية في استهداف المدنيين لن تثنِ عن طردهم من اراضي العراق، وأضاف "العبادي"، أن "ابطال قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر تلحق الهزائم تلو الأخرى بعناصر داعش"، متعهدًا ب"القصاص من مجرمي داعش في ساحات القتال"، موضحا أن "جرائمهم الجبانة في استهداف المدنيين العزل لن تثنينا، وستزيدنا إصرارًا على ملاحقتهم وطردهم من آخر شبر من أرض العراق". وعلى صعيد متصل؛ تشهد مدينة الفلوجه أيضًا لحملة عسكرية كبيرة من قبل القوات العراقية والحشد الشعبي، اللذان أكدا أن جماعة "داعش" الإرهابية تتعرض في آخر أيامها إلى ضربات موجعة بمدينة الفلوجة أبرز معاقلها بالعراق، حيث توشك الخطوط الدفاعية التي انشأتها على الأنهيار في ظل القصف المكثف لها من قبل القوات العراقية، التي تمكنت مؤخرًا من تحرير أغلب مناطق الصقلاوية بعد أن سيطرت على أكثر من 70 في المائة من مساحتها البالغة 15 كيلو مترًا مربعًا، والجسر الياباني وقرى عديدة في أطراف البلدة. أكد القيادي العسكري في قوات الحشد الشعبي "هادي العامري"، أن القوات المشتركة بدأت المرحلة الثانية لاستكمال محاصرة قضاء الفلوجة شرقي مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، بعدما تم تحرير ما تبقى من الصقلاوية والسجر ومناطق أخرى، مضيفًا أن القوات العراقية أعطت فرصة للاهالي للخروج من الفلوجة، وأكد أن الهدف من هذه العملية عزل الرمادي عن الفلوجة وفتح طريق عسكري من شمالي ناظم الثرثار باتجاه الحبانية جنوبًا.