لم تكن الأعطال التي شهدها المترو أول أمس الاثنين في الخط الثاني "شيرا الخيمة – المنيب" هي الأولى في الفترة الأخيرة، لذا أصابت المواطنين بخيبة أمل كبيرة، فعلى الرغم من أنه وسيلة المواصلات الأساسية في حياة الكثير منا، إلا أن المترو الذي كان الأمل الأكبر في حل مشكلة المواصلات في مصر أصبح الآن مشكلة حقيقية بعد تكرر الأعطال به وخطورته على الركاب، فتحولت رحلات المترو إلى معاناة يومية لحوالي 2.5 مليون راكب، بعد أن كانت وسيلة المواصلات السهلة والسريعة والمريحة خارج طوق الزحام في الشوارع، وذلك طوال إدارة الشركة الفرنسية له. مترو الأنفاق يسقط في نفق الأعطال ما بين الكابلات والفرامل هذه الأيام طالت المترو يد الإهمال، وأصبح من وسائل النقل المرهقة التي تزيد من معاناة الركاب في ظل الزحام الشديد والاختناقات والأعطال المتكررة وطول زمن التقاطر وانعدام الصيانة وافتقاد التهوية الجيدة، فضلاً عن انتشار المتسولين والنشالين والباعة الجائلين الذين يندسون بين الركاب؛ مما قد يتسبب في وقوع الكثير من المشاجرات. وتعددت الحوادث في الفترة الأخيرة، ففي 11 مارس الماضي توقفت قطارات الخط الأول بمحطة سراى القبة، فى الاتجاه القادم من المرج إلى حلوان؛ نتيجة لتعطل حركة أحد الكابلات. وفي 27 مارس توقفت مرة ثانية بعد تلقى بلاغ بالعثور على جسم غريب فى محطة كوبرى القبة، يشتبه فى وجود متفجرات به. وفي 6 مايو 2015 توقف حركة مترو الخط الثالت بعد انفجار جسم غريب بمحطة الخلفاوى. وفي 17 مايو توقف حركة الخط الأول لمدة نصف ساعة؛ بسبب سرقة الكابلات؛ مما أدى إلى تكدس الركاب. وفي أول يونيو تكرر عطل الخط الأول 4 مرات متتالية، كان أولها في 2 يونيو، حين توقف المترو في محطة الدقي، واستمر العطل لمدة ساعتين كاملتين، ووقتها أصدرت هيئة المترو بيانًا توضح فيه أن العطل كان بسبب فقدان الفرامل؛ مما اضطر السائق للوقوف. وفي 10 يونيو تكرر نفس العطل في محطة السيدة زينب، وفي نفس اليوم توقفت حركة القطارات في الخط الأول والثاني تمامًا، ولم تخرج الهيئة القومية للأنفاق أو شركة المترو أي بيانات لتوضيح ملابسات الأمر. وآخرها الأعطال ما حدث أول أمس الاثنين، حين توقف المترو في الخط الأول بسبب عطل في الفرامل. الهيئة: نصلح الأعطال بشكل مستمر.. ومختصون: الصيانة الدورية معدومة أكد المهندس علي فضالي رئيس شركة المترو أن العيوب الفنية المتواجدة في وحدات تشغيل القطارات يتم إصلاحها على الفور؛ حتى لا تتسبب في ضرر على السائق والمواطنين. وتابع الفضالي أن تكرر الأعطال ناتج عن الضغط الكبير على المترو، وأنه يتم علاجها على وجه السرعة، موضحًا أن الهدف هو العمل على إصلاح المترو؛ ليتناسب مع الجميع . فيما أكد الدكتور هيثم عاكف أستاذ النقل بجامعة القاهرة أنه لابد من تفعيل دور الصيانة الدورية للشبكات الكهربائية داخل جهاز مترو الأنفاق، وسرعة التدخل لتشغيل خطوط فردية تستوعب الكم الهائل من المواطنين؛ حتى لا يتسبب العطل فى حدوث أزمة، فالأعطال أصبحت تتكرر باستمرار. وتابع عاكف أن المترو يعاني من تقصير واضح؛ بسبب فقدان الصيانة الدورية التي تعتمد بشكل أساسي على جهاز تشغيل المترو ،لافتَأ إلى أنهم يصعدون في الإعلام الحديث عن تحسين الخدمة والغرامات، متجاهلين كافة العيوب المتواجدة في المترو. واستطرد "أمام أعطال أبواب المترو المتكررة، من الممكن أن تتسبب كارثة، خاصة أنها كثيراً ما تغلق فجأة مهددة بذلك أرواح الكثيرين من الركاب أو على الأقل تتسبب فى إصابتهم".