يوجد في مصر ما يزيد على 100 حزب سياسي أغلبها ليس له دور في الحياة السياسية ومبني على فكرة الرجل الواحدالذي هو من يملك القرار والتحكم في كل كبيرة وصغيرة، وعلى الرغم من وجود أعضاء هيئة عليا مساعدين لرئيس الحزب، ولكن يراهم المحللون مجرد "ديكور" في المشهد السياسي، ويأتي هذا في ظل المطالبة بدعم الأحزاب والمساعدة على عودتها للمشهد السياسي الذي غابت عنه. ومن هذا الأحزاب يأتي حزب المصريين الأحرار الذي يصفه البعض أنه يدار كأنه شركة ضمن شركات مؤسس الحزب الملياردير نجيب ساويرس، والذي يعد هو المسئول عن كل قرارات الحزب من البداية وحتى النهاية، وهو ما تسبب في استقالة عدد من قيادات الحزب، لعل أبرزهم الدكتور أحمد سعيدرئيس الحزب والمهندس راوي تويج أمين الحزب ومارجريت عازر سكرتير عام الحزب. ويضم أيضًا إلى هذه القائمة حزب الوفد الذي يترأسه رجل الأعمال الشهير السيد البدوي، والذي يمثل نموذجًا للحزب القائم على رجل واحد الذي يأمر وينهى حسما يشاء؛ نظرًا لأنه هو من يصرف على الحزب، ويعد الممول الوحيد له بعد الأزمة المالية التي ضربت الحزب في عهده، ووصل حال الحزب من وديعة بمبلغ 90 مليون جنيه إلى وديعة ب 17 مليون بعدها بأربع سنوات. كما أن حزب الدستور هو الآخر مبني على شخصية مشهورة، وهو الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، وبعد رحيل البرادعي، أصيب الحزب بسلسلة من الأزمات والمشاكل، حالت دون إجراء الانتخابات التي تم تأجيلها إلى أجل غير مسمي؛ بسبب كثرة الطعون المقدمة ضد كشوف الناخبين وقوائم المرشحين، والتي بلغت أكثر من 500 طعن في صحة الأسماء الموجودة ومخالفتها للائحة الداخلية للحزب. ويقول الدكتور سمير غطاس مدير مركز الشرق الأوسط إن الأحزاب المصرية بشكل عام تعاني من أزمات كبيرة بعيدًا عن مطالبتها بالدعم من قبل الدولة. فهذه الاحزاب ليست بها ديمقراطية ومبنية على مبدأ شخصية مشهورة أو غنية تمتلك رأس المال الذي يعد أحد أبرز ما يهدد البرلمان القادم بالفساد، وينتج برلمانًا ضعيفًا. وأضاف غطاس أن الحل هو وجود أحزاب حقيقية، ليس هذا الكم الذي لم يسبق وجوده في أي دولة ديمقراطية، ودمج الأحزاب المتشابه في أفكارها وأهدافها، وأن توجد مجموعة صغيرة من الأحزاب تكون قادرة على تمثل المواطن، وتستطيع جذب المزيد من المواطنين. ومن جهة أخري تقول مارجريت عازر البرلمانية السابقة إن هناك أحزابًا تدار كأنها شركة لا يسمح فيها بالاختلاف أو المعارضة من الداخل، ولا بد أن يعمل أعضاء هذه الأحزاب على تنفيذ التكليفات فقط وعدم الخروج عن النص. وهذه الطريقة لن تنتج أحزابًا قوية تستطيع تصدر المشهد والمنافسة في البرلمان القادم. وفي نفس السياق يقول باسل عادل البرلمان السابق والقيادي السابق بحزب المصريين الأحرار إن الأزمة داخل عدد كبير من الأحزاب هي أن هناك من يبحث عن منصب وسلطة دون البحث عن العمل واكتساب الخبرة السياسية، بالإضافة إلى فكرة السيطرة والانفراد بالقرار، وهذا ما لمسته من خلال خبرتي وتعاملي مع بعض الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية.