ما زالت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالألغاز والغموض، ورغم أن الباحثين حاولوا اكتشاف بعض الأسرار المرتبطة بالقبور والكهنة والفراعنة القدامى، إلا أن هذه الحضارة العريقة ظلت يحوطها الغموض الذي أعجز كبار العلماء والأثريين عن تفسيره أو فك لغزه. قال أمير جمال، منسق حركة سرقات لا تنقطع، إن العلماء بدءوا في وضع سيناريوهات مختلفة لمحاوله فك لغز قبر KV 55، مقبرة صغيرة من غرفة واحدة تقع بالقرب من مقبرة توت عنخ آمون، عثر عليها الأثري البريطاني إدوارد إيرتون، وتبين أن المقبرة 55 إحدى خمس مقابر فقط وجدت مغلقة في وادي الملوك، إلى جانب مقبرة يويا، وزير أمنحتب الثالث سنة 1905، ومقبرة توت عنخ آمون سنة 1922، ومقبرة المهندس غا سنة 1906، ومقبرة أمنحتب الثانى 1898، ورغم وجود ختم الملك توت عنخ آمون على باب المقبرة 55، فهناك ما يدل على إعادة فتحها في الأزمنة القديمة؛ لإضافة أجزاء أخرى من الأثاث الجنائزي كما قيل، فقد وجد التابوت الملكي وما يتبعه من أدوات الدفن في ناحية، وفي جانب آخر من المقبرة بعيدًا عن التابوت، عثر على قطع من أثاث جنائزي. وأضاف "جمال" أن هناك تشكيلة غير عادية من الأشياء التي عثر عليها فيKV 55، حيث وضع "ألدرد" أحد علماء الآثار تصورًا يفسر أن القبر كان مخبأ يحتوي على المومياوات وبعض معدات دفن تيي، وإخناتون وسمنخ كا رع، وكلها وضعت هناك عن طريق الملك توت بعد ما تخلى عن ديانة آتون، ما يعنى أن معظم أفراد العائلة ماتوا قبل تولى الملك توت الحكم وربما قتلوا بصورة متعاقبة بما فيهم إخناتون. وأوضح "جمال" أن "ألدرد" تصور أنه بعد سنوات من الدفن، تم اقتحام القبر وإزالة أسماء تى وإخناتون، وتفكيك ضريح الملكة تى، وفي الوقت نفسه، جرت محاولة لمحو اسم إخناتون من الكائنات الأخرى المتبقية في القبر، بما في ذلك التابوت الذي عثر عليه في نهاية المطاف من قبل إيرتون وديفيس، والذي يعتقد "ألدرد" أنه يحتوي على جثمان إخناتون في هذه المرحلة في سرده. وتابع: "يقترح ألدرد أن التابوت الذى عثر عليه كان لسمنخ رع، لكن الكهنة بعد تدنيس القبر نقلوا مومياء سمنح رع من التابوت الذى تضرر بشدة، فكان من الصعب نقل التابوت نظرًا للضرر الذى أصابه، فلم يعد يصلح للاستعمال مرة أخرى، فأصبح مجرد بقايا، فقاموا باستخراج مومياء سمنخ من التابوت، وتم وضع بقايا مومياء الملك إخناتون الذى كان فى تابوت آخر سليم، أى أنه تم استبدال هذا بذاك، فوضعوا بقايا مومياء الملك إخناتون فيه؛ لأنه كان خارجًا عن الديانة، فلا يستحق التكريم، وتم نقل مومياء سمنخ كا رع من القبر مع مومياء الملكة تى، أم الملك إخناتون، وأخذوا بعض الأشياء من القبر – الأثاث الجنائزى- وقاموا بوضعها فى مكان آخر". وأكد "جمال" أن "ألدرد" توقع إغلاق القبر إلى أن اكتشف سنة 1906، لكن لم يأخذ العلماء بتلك النظرية، فليس من المنطق أن تتم عملية الاستبدال بهذا الشكل، فلا يوجد دليل يثبت أن هذا السيناريو حدث، لكنه تخمين شخصى منه.