دائما ما يعمل الكيان الصهيوني على توظيف الأحداث التي يشهدها العالم ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص لصالحه، ولعل الكثير من الأزمات السابقة والراهنة في المنطقة تؤكد مدى تورط واستفادة إسرائيل منها، فبجانب العلاقات التي أصبحت على مرآى ومسمع الجميع بين داعش وتل أبيب من أجل هدم وإنهاك الجيوش العربية، فإن الكيان الصهيوني يستغل الأحداث الإرهابية الخارجية كما حدث في هجوم شارل إيبدو في فرنسا ومع اندلاع الأزمة الأوكرانية لتوجيه دعوات هجرة لليهود من هذه الدول إلى الأراضي المحتلة بهدف إحداث تغيير في المعادلة الديموغرافية. بهذه الاستراتيجية الصهيونية التي اعتادت عليها إسرائيل، بدأت تدس سموم الفتنة بين حركة حماس والقاهرة مع الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مدينة الشيخ زويد في سيناء، حيث نسجت تل أبيب خيوط مؤامراتها على ادعاءات وجود علاقات قوية بين العناصر التكفيرية في سيناء وحركة حماس بقطاع غزة. اتهم أحد القيادات الصهيونية خلال اليومين الماضيين أعضاء في حركة حماس بقطاع غزة بتقديم الدعم للعناصر التكفيرية المرتبطة بتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء، حيث ذكر منسق السياسة المدنية لحكومة الاحتلال "يؤاف مردخاي" اسمي عضوين بالجناح العسكري لحركة حماس قال إنهما ضالعان في تدريب مقاتلين لتنظيم داعش وتهريب الجرحى من سيناء إلى غزة لعلاجهم، مضيفا أن عبد الله قشطة شارك في تدريب أعضاء بالتنظيم الإرهابي في سيناء وإن وائل فرج وهو قائد كتيبة في كتائب عز الدين القسام هرب "إرهابيين" من سيناء إلى مستشفيات في قطاع غزة لتلقي العلاج. لم يكن اتهام "مردخاي" هو الأول من نوعه، بل سبقه وزير الاستخبارات الصهيوني "يسرائيل كاتس" الذي ألمح في مؤتمر عقد بتل أبيب قبل بضعة أيام إلى وجود تعاون وثيق بين داعش في سيناء وحماس بقطاع غزة خاصة فيما يتعلق بعمليات تهريب السلاح، مضيفا أن «كل التغييرات في منطقتنا تستدعي الاستثمار في الاستخبارات، فجمع المعلومات يزداد قيمة في نظر صناع القرار، في الماضي كانت الاستخبارات تقدم تقديرات وتنبؤات، لكن نوايا العدو حالياً تلزمنا باتخاذ قرارات فورية، وجمع المعلومات يسمح بذلك، فقد صار أصعب حالياً حسم المعارك، وقد رأينا ذلك في الجرف الصامد". تنفيذ مخطط التحريض الصهيوني لم يعتمد على كبار القيادات الإسرائيلية، بل لعبت وسائل الإعلام الصهيونية دورا رئيسيا عبر نشر بعض التحليلات والمقالات التي تعزف على وتر الفتنة وتتهم حماس بالتورط في الأحداث الأخيرة بسيناء، وتزعم وجود علاقات بين العناصر التكفيرية والحركة الفلسطينية، وكان في مقدمة هؤلاء الكتاب الإسرائيليين محلل الشئون العسكرية بموقع واللا "أمير بحبوط"، وكذلك "عاموس هارئيل" بصحيفة هآرتس، وغيرهم من المحللين العسكريين والمختصين بالشئون العربية في صحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"معاريف". من جانبه؛ رفض المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري ، اتهامات الضابط الصهيوني للحركة، معتبرا إياها ادعاءات سخيفة، قائلا إن "ادعاءات الاحتلال عن مساندة حماس لداعش، والأحداث في سيناء هي ادعاءات سخيفة ومرفوضة لا تنطلي على أي طرف عربي". وأكد أبو زهري على أن "حماس قامت بجهد وإجراءات معلنة بضبط الحدود مع قطاع غزة ومنع أي تهريب من أو إلى قطاع غزة، لتحييد القطاع عن أي تطورات في الإقليم"، مشددا على حرص الحركة "على أمن الشقيقة مصر". وفي السياق ذاته، صرح إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لحماس في قطاع غزة، أن الوزارة "عززت قواتها ودورياتها على طول الحدود الجنوبية مع مصر في ظل تطورات الأحداث التي تشهدها سيناء للحفاظ على استقرار الحالة الأمنية وحفظ أمن الحدود".
