مع مرور يوم 30 يونيو الموعد الذي كان محددًا لتوقيع الاتفاق النهائي بين إيران والدول الكبري بشأن البرنامج النووي، دون أي جديد يذكر، تعددت أسئلة واستفسارات المتابعين التي من شأنها أن تعيد الاهتمام مرة أخرى بهذا الملف، كونه أصبح مؤثرًا بشكل كبير على القضايا التي تربط القوى الغربية بالشرق الأوسط. بعدما تقرر تمديد مهلة الوصول إلى صيغة نهائية لمدة أسبوع آخر، تبادلت إيران والدول الغربية خاصة واشنطن التحذيرات بشأن الالتزام بالشروط الأساسية للاتفاق النووي، حيث قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "في نهاية المطاف الأمر سيرجع للإيرانيين" للالتزام بالمتطلبات التي حددها المجتمع الدولي، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك اتفاق مالم تقطع كل السبل أمام الوصل إلى سلاح نووي، فيما كان رد الرئيس الإيراني حسن روحاني كالاتي: "إذا توصلنا إلى اتفاق فينبغي أن يلتزم به الجانبان"، متابعًا "إذا انتهك الطرف الآخر الاتفاق فسنعود للمسار القديم وبأقوى مما يتخيلون". تشير أغلب التقارير إلى أن العقدة الأساسية التي أدت إلى تمديد المفاوضات، تكمن في تفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية حيث ترفض طهران ذلك بالمطلق وتعده انتهاكاً لسيادتها، حسم الخلاف حول هذه المسألة قد يفتح الباب على مصراعيه أمام مجموعة حلول مقترحة تطال معظم عقد الملف الإيراني. إصرار غربي على التفتيش يواجهه إصرار إيراني على عدمه، الدوافع الغربية لهذا الإصرار هو العودة إلى التاريخ للتأكد من أن إيران لم تستخدم هذه المنشآت لتجارب نووية أو في محاولة لإنتاج القنبلة، فيما تري طهران في هذه الدوافع حجة للتجسس على النظام العسكري الإيراني. أسفرت اجتماعات لوزان حتى الآن عن معايير وبنود للاتفاق منها، تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي من 10 آلاف جهاز إلى 6140 وتحديد 5060 جهاز طرد لإنتاج اليورانيوم المخصب، على أن تكون الأجهزة من الجيل الأول وعدم بناء مفاعل بالمياه الثقيلة لمدة 15 عاما، وكذلك تقليص مخزون طهران من اليورانيوم، ورفع العقوبات عن إيران بعد تأكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية احترام طهران لتعهداتها مع إعادة فرضها في حال الاخلال بتطبيق الاتفاق، وأخيرا تتولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة كل المواقع النووية الإيرانية بشكل دوري. عقدة تفتيش المنشآت العسكرية قد تجد تسوية بدأت تتسرب معالمها من خلال اقتراح حل وسط يقوم على أساس السماح للمفتشين الدوليين بزيارة مواقع عسكرية، ولكن من دون التفتيش أو أخذ عينات، بحسب قناة الميادين.