استحدثت وزارة النقل كارت "تحيا مصر الأمن مسئوليتنا جميعًا"؛ للمحافظة على أمن الوطن والمواطنين وتدعيمًا لما تقوم به مؤسسات الدولة كافة؛ للتصدى لعمليات التخريب الذي تتبناه حفنة منحرفة غير وطنية بمرفق السكة الحديد ومترو الأنفاق المملوكة للشعب المصري بكل طوائفه. وتقوم فكرة كارت "تحيا مصر" على أنه اشتراك مجاني لمدة عام في جميع مرافق السكك الحديد والمترو، يحصل عليه كل مواطن يبلغ عن أي عملية تخريبية قبل وقوعها أو أي أجسام غريبة تثبت إيجابيتها، أو الإبلاغ عن أي محاولة لتعطيل هذه المرافق أو الاعتداء عليها قبل حدوثها، ويتم إبلاغ شرطة النقل والمواصلات وهيئة السكة الحديد ومترو الأنفاق. وفقًا لوزارة النقل والمهندس هاني ضاحي وزير النقل، فإن البلد تمر بمشاكل أمنية تستدعي إلزام المواطنين بالإبلاغ عن كل ما يهدد السلم، لكن هذه ليست سوى آلية لتمزيق المجتمع وتلبيد الأجواء بالانتقام، وربما هي نفسها فكرة "المواطن المخبر". وتباينت الأراء إزاء تطبيق ذلك الكارت، ويرى البعض أنه لا فائدة منه؛ لأن قانون العقوبات المصري ذاته يعاقب المتسترين على الجرائم، كما أنه يضع المواطن العادي تحت طائلة المحاكمة بتهمة البلاغ الكاذب، وآخرون يرون أنها فكرة جديدة في ظل ما تمر به مصر من إرهاب منتشر بربوعها. في البداية يقول محمد سامي، بقطاع التطوير بوزارة النقل: فكرة الكارت الذكي تم اعتمادها في فبراير الماضي وبالفعل تم الإعلان عن تطبيقها، وفي ظل تطور الأوضاع فإن الوزارة اعتمدت تطبيقها بشكل فعلي، مشيرًا إلى أنه تم تفعيل خدمة الخطوط الساخنة لتلقي بلاغات المواطنين عن أي أعمال شغب أو تخريب أو أجسام غريبة بمرافقها، مقابل الحصول على كارت مجاني يُتيح لأصحاب البلاغات الإيجابية استخدام مرافق المواصلات التابعة للوزارة مجانًا لمدة عام كامل. وتابع: "وزارة الداخلية تتولى الرد على المكالمات الهاتفية من المواطنين لتسهيل عملية التحرك في حال وجود بلاغات صحيحة، وفي حالة التأكد من صحة البلاغ وإيجابيته يتم إخطار وزارة النقل ببيانات المواطن صاحب البلاغ الصحيح، ومن ثم يتم الاتصال به ليتمكن من الحصول على الكارت المجاني لاستخدام مرافق وزارة النقل لمدة عام". أكدت دكتور سلوى المهدي، أستاذ النقل بجامعة حلوان، أن المواطن المصري البسيط الذي يتردد على مترو الأنفاق لا يمكنه التفريق بين مادة مفجرة وأخرى غير مفجرة، فهذا يدخل ضمن نطاق عمل أفراد الشرطة المدربين على ذلك وليس المواطن البسيط، مشيرة إلى أن فكرة تحول المواطن إلى مخبر، الذي ربما يلقى استحسانًا من أجهزة الأمن وتهديدات من المجرمين، مما يتسبب في العديد في المشكلات. وتابعت: النقل إن أرادات مشاركة الدولة في مكافحة الإرهاب، فعليها العمل على وضع خطة للنهوض بالسكك الحديد والمترو والنقل العام والمرور كافة، وليس تولي الدور الذي يقوم به الشرطيون. من الناحية السياسية، أكد دكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تلك الفكرة جديدة في ظل الأحداث الإرهابية بمصر، خاصة استهداف خطوط الأنفاق؛ لتشجيع المواطنين على الإبلاغ حال معرفتهم بأي تفجيرات وأماكنها للتعاون مع الأجهزة الأمنية، موضحًا أنه ليس في الأمر أي ضرر في تحويل الناس إلى مرشدين، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الأمن المجتمعي يتطلب تكاتف الجميع.
