شهدت محافظة شمال سيناء، صباح اليوم الأربعاء، أضخم هجوم حدث بالمحافظة حتى الآن، في محاولة لصنع مذبحة جديدة لقوات الجيش والشرطة تلاحق جرائم الدم والمذابح التي ترتكب ضد القوات على أيدي الجماعات الإرهابية والتكفيرية خاصة بشهر رمضان، إلا أنها فشلت لتوقع القوات هذه الهجمات التي أسفرت عن استشهاد 10 ومقتل 22 تكفيري وإصابة العشرات، وسط دوى مكثف للطلقات الآلية ودانات المدفعية وتحليق الطائرات . شنت عناصر إرهابية تنتمي ل "ولاية سيناء"، في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم الأربعاء، هجمات مسلحة متزامنة على 5 أكمنة بقطاع تأمين محافظة شمال سيناء، وتعاملت القوات معهم في اشتباكات استمرت لساعات وأسفرت عن مقتل 22 إرهابيًا واستشهاد وإصابة أكثر من 10 جنود وتدمير كبير في نطاق الأكمنة . وقال بيان للجيش المصري: "قام عدد من العناصر الإرهابية تقدر بحوالي 70 عنصر إرهابي بمهاجمة 5 أكمنة بقطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن" . وأضاف البيان: "قامت قواتنا بالتعامل الفوري مع العناصر الإرهابية، مما أسفر عن مقتل 22 عنصر إرهابي وتدمير عدد 3 عربات لاند كروزر محملة بالمدافع عيار 14.5 مم المضادة للطائرات، ومقتل وإصابة 10 من أفراد القوات المسلحة" . وتابع: "تواصل قواتنا مطاردة العناصر الإرهابية وتمشيط المناطق المحيطة بالكمائن التي تم مهاجمتها للقضاء على ما تبقى منهم، ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الآن" . وقالت مصادر أمنية وأهلية: إن مسلحين تابعين ل "ولاية سيناء"، يستقلون سيارات دفع رباعي أطلقوا النار على عدد من الأكمنة بجنوب الشيخ زويد، وتصدت لهم قوات الجيش والشرطة، وجرت اشتباكات عنيفة بين الجانبين أدت لمقتل العشرات . وأضافت المصادر، أن أجهزة الأمن في شمال سيناء رفعت حالة الطوارئ القصوى بمدينة الشيخ زويد، وفرضت حظر التجوال وقطعت الاتصالات بشكل كامل، وأوضحت المصادر أن العناصر المسلحة استخدمت أنواعًا مختلفة من الأسلحة، منها "الأر بي جي والهاون" في الهجوم على الارتكازات العسكرية في المدينة، كما خطفت عدد من المدرعات العسكرية، وأغلقت قوات الأمن الطريق الدولي "العريش – رفح"، كما تحلق الأباتشي بكثافة لتعقب العناصر التكفيرية . ومن جانبه أعلن حساب منسوب إلى "ولاية سيناء" المنتمية إلى تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليتها عن تنفيذ الهجمات المسلحة على الأكمنة الأمنية بالشيخ زويد . بينما قالت مصادر قبلية: إن مسلحين قاموا باقتحام كمين أبو رفاعى وكمين سدرة أبو الحجاج جنوب الشيخ زويد عن طريق تفجير سيارات مفخخة وتزامن الهجوم بإطلاق كثيف للنيران الثقيلة والخفيفة على قسم الشيخ زويد . وعلى الجانب الآخر، قالت مصادر أمنية، إن سيدة استشهدت وأصيب 5 آخرون من أسرة واحدة بقرية الشهاوين جنوب الشيخ زويد نتيجة الاشتباكات التي دارت بين قوات الأمن والعناصر التكفيرية . هذا ما جعل مديرية الصحة والسكان بشمال سيناء ترفع حالة الطوارئ إلى القصوى، وقال مصدر طبي: إنه تم استدعاء الأطقم الطبية وتوفير أكياس الدم والمستلزمات الطبية بجميع مستشفيات المحافظة خاصة مستشفى العريش العام، كما رفعت درجة الاستعداد بإسعاف شمال سيناء، ولا تزال تنقل سيارات الإسعاف جثث القتلى حتى الآن وسط تعطيلات مستمرة من جانب التكفيريين حيث منعت 20 سيارة من الدخول لموقع الحوادث بسبب زرع عبوات ناسفة على الطرق . واحتل "هاشتاج" الشيخ زويد الذي دشنه رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" المركز الأول، وتفاعل عدد كبير معه مستنكرين الحادث الإرهابي وداعين للشهداء بأن يسكنهم الله فسيح جناته . يذكر أن قتل 3 أشخاص وأصيب 9 آخرين من مهندسي وعمال هيئة الطرق والكباري بشمال سيناء الاثنين الماضي، إثر تفجير عبوة ناسفة في حافلة نقل هيئة الطرق والكباري حال سيرها بقرية الخروية جنوب الشيخ زويد . وتشهد سيناء في الأشهر الأخيرة، تزايدًا في استهداف مسلحين لقوات الجيش والشرطة، سقط فيها عشرات القتلى، معظمهم من الضباط والجنود، وأعلن تنظيم "ولاية سيناء" مسؤوليته عن بعض تلك الهجمات . وفي الوقت نفسه تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة حملات عسكرية موسعة، بدأتها في سبتمبر الماضي، لتعقب العناصر "الإرهابية"، "التكفيرية"، "الإجرامية" في بعض المناطق بشمال سيناء، والتي تتهمها بالوقوف وراء الهجمات المسلحة . وتنظيم "ولاية سيناء" الذي ينشط في محافظة شمال سيناء بشكل أساسي، وفي بعض المحافظات الأخرى بشكل ثانوي، مستهدفة شخصيات ومواقع شرطية وعسكرية، يعود ظهوره إلى أغسطس 2011، وتبنى التنظيم عدة عمليات وقعت عقب عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013، من بينها عدة هجمات على خطوط لنقل الغاز بسيناء، محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم في القاهرة، تفجير مديرية أمن الدقهلية في شهر ديسمبر الماضي .