" مرج دابق " الموقعة التى هزم فيها السلطان الغورى امام سليم الاول القائد العثمانى عام 1516ميلادية وانتهت بمقتل الغورى تحت سنابك الخيل واختفت جثته ولم يتم العثور عليها لان احد امراء المماليك ويدعى "علان" امر احد عبيده بقطع راس الغورى بعد قتله والقائها بعيدا حتى لايعثر عليها سليم الاول ويطوف بها فى البلدان وكان الغورى قد تولى حكم مصر بعد محاولات عديدة من قادة المماليك ورفض تام من الغورى بسبب خوفه من انقلاب امراء المماليك عليه وقتله وبعد موافقته اشترط ان تكون ولايته لمدة 3 شهور فقط حتى يتم اختيار قائد آخر مملوكى وذاق الغورى حلاوة وجاذبية وجمال الحكم فامر باحضار عرافة لتنبأه باسم الامير الذى سيتولى الحكم من بعده فقالت له اول حرف من القائد الذى سيأتى بعدك "س" وبدأ الغورى فى الخلاص من امراء المماليك الذين تبدأ اسمائهم بحرف "س" ولكن الخطر والقائد جاءه من الخارج فجاء اليه سليم الاول وقضى عليه وكان السلطان الغورى مولعا بالشعر والغناء ومجالسة العلماء والأدباء والساسة فكان يعقد حفلات يومية صاخبة. وكان من أهم صفات الغورى شغفه بالعمارة وحبه لها فأنشأ الكثير من المبانى الدينية والخيرية ولم يكن اهتمامه بالعمارة قاصرا على المنشآت التي أقامها بل تعداها إلى ترميم وإصلاح وتجديد كثير من الآثار التي شيدها أسلافه واقتدى به الأمراء فشيدوا الكثير من المبانى التي لا زالت باقية إلى الآن تنطق جميعها بازدهار العمارة والفنون في عصره ازدهارا عظيما. ويشهد مسجد الغورى التحفة المعمارية الفريدة على عظمة وعبقريةوازدهارفن العمارة الاسلامية. ويقع المسجد فى الغورية والتى سميت نسبة الى الغورى وامام المسجد تقع القبة ويوجد سبيل يعلوه كتاب وإلى جوارها ثلاثة منازل تطل على شارع الأزهر. أنشأها السلطان الغورى في الفترة من 909 هجرية الموافق 1503 ميلادية – وكان الغورى في الأصل أحد مماليك الأشرف قايتباى واستمر في خدمته إلى أن أعتقه وتقلد عدد من المناصب وفى سنة 906 هجرية الموافق 1501 ميلادية تولى حكم مصر وصف المسجد لهذا المسجد ثلاث وجهات أهمها الوجهة الشرقية التي تشرف على شارع المعز لدين الله والمدخل الرئيس اسفله محلات بها ثلاثة صفوف من الشبابيك يعلوها طراز مكتوب به بالخط المملوكى آية قرآنية ثم اسم الغورى وألقابه ثم شرفات مزخرفة بزخارف محفورة في الحجر، اما المدخل فهو من الرخام الأبيض والأسود ويتكون المسجد من صحن يحيط به أربعة إيوانات اثنان منها كبيران وهما إيوان القبلة والإيوان المقابل له، وأما الآخران وهما الجانبيان فصغيران، ويحيط بجدرانها الرخام الملون تنتهى من أعلى بطراز رخامى مكتوب به بالخط الكوفى المزهر آيات قرآنية ويتوسط صدر إيوان القبلة محراب من الرخام الملون وبجواره منبر خشبى دقيق الصنع. وأرض المسجد مفروشة بالرخام الملون بتقاسيم بديعة وأسقفه مقسمة إلى تربيعات منقوشة ومذهبة القبة: تقع فى مواجهة المسجد وبها صفين من الشبابيك اما الصفوف السفلية من الرخام الأبيض والأسود والعلوية عباؤة عن شباكين معقودين محمولين على ثلاثة أعمدة رخامية يعلوها شباك مستدير وتنتهى الوجهة بشرفات مزخرفة ومحفورة في الحجر وفى نهايتها سبيل له ثلاث فتحات كبيرة بها شبابيك من الاصبع الحديدية وأرضية من أجمل الأرضيات الرخامية وأدقها ويعلوها كتاب مفتوح من كل جانب من جوانبه الثلاثة ويغطيها رفرف من الخشب محمول على كوابيل خشبية. هذا ويتوصل إلى المدخل ببضع درجات وهو يؤدى إلى ردهة مربعة سقفها منقوش وأرضيتها من الرخام الملون كنظيرتها بالمسجد وعلى يمينها باب يؤدى إلى القبة التي لم يبق منها سوى حوائط حافلة بالزخارف والكتابات المحفورة في الحجر. أما القبة نفسها فغير موجودة إذ هدمت في أيام الغورى مرتين لخللها وأعيد بناؤها ثم هدمت مرة أخرى وحل محلها السقف الخشبى الموجود الآن. وأرضيتها من الرخام الملون. وعلى يسار الردهة باب آخر يؤدى إلى قاعة فسيحة بها محراب من الرخام الملون وهي بمثابة مصلى ولها سقف حديث من الخشب المنقوش بزخارف جميلة ملونة ومذهبة ويتردد الكثيرون على المسجد لزيارته والتمتع بفنونه العالية واقامة الصلاة فيه . اما عن المقام الموجود بالمسجد فهو لابن شقيق الغورى . وكالة الغورى وكالة الغورى يرتبط الان اسمها بالفنون وبما يقدم فيها فى شهر رمضان من كل عام وتمتلأ عن آخرها بمحبى الفن وعاشقى الفنون المعمارية الاثرية والذين يفدوا اليها من كل مكان ليتنسموا فيها عبق التاريخ ويشعروا معها بالعظمة والسمو وهى جزء من المجموعة الأثرية التي بناها السلطان الغورى وهي مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية تحت رقم 64 وهي تعد من النماذج القليلة المكتملة بالنسبة للوكالات الآثرية وهي تتكون من صحن أوسط مكشوف تفتح عليه جميع الوحدات المكونة للوكالة ويفتح عليها باب مباشر (باعتبارها منشأة تجارية) يفتح علي دركاة يعلوها قبو متقاطع يؤدى الي الصحن سابق الذكر ويفتح علي هذا الصحن ثلاث طوابق الأرضي حواصل للبيع والأول حواصل للتخزين والثاني والثالث يشكل الجزء السكني وهو عبارة عن مجموعة من الفيلات مكونة من طابقين بينهما طابق مسروق الجزء السفلي من الفيلات خدمي والجزء العلوي للسكن تتكون الوكالة من فناء مكشوف مستطيل التخطيط تحيط به من جميع جوانبه قاعات على خمسة طوابق. واجهتها الرئيسية تقع في الجهة الجنوبية وبها المدخل الرئيسي للوكالة. يتم الوصول إلى الطابق الأول عن طريق سلم حجري. يوجد في الطابق الأول حوالي 30 حاملا، وفي الطوابق الثلاثة العلوية يوجد 29 منزلا. يعتقد أن حوامل الطابقين الأرضي والأول كانت تستخدم مخازن للتجار، كما يعتقد أن أغلب قاصدي هذه الوكالة كانوا أيضا من التجار.