تسلطت الأضواء مجددا على مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية، حراك سياسي جديد يسعى المبعوث الأمميلسوريا "ستافان دي ميستورا" من خلاله إلى إعادة إحياء المفاوضات التي كانت قد توقفت بعد فشل مساعي التوصول إلى حل سياسي، خاصة مع تدخل أطراف خارجية داعمة للمجموعات الإرهابية. وصل مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا "ستافان دي ميستورا" الإثنين الماضي في زيارة تعتبر الثانية لسوريا منذ تكليفه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بمهمته في يوليو الماضي، واستغرقت زيارة "دي ميستورا" ثلاثة أيام يسعى خلالها لإبلاغ القيادة السورية بنتائج المشاورات التي يجريها في جنيف مع مختلف الأطراف السورية والدولية. التقى "دي ميستورا" عقب وصوله العاصمة السورية بوزير الخارجية "وليد المعلم"، حيث أكد الأخير دعم جهود المبعوث الأممي من أجل التوجه نحو حل سياسي، وشدد على أهمية ما تم إنجازه في لقاءات موسكو وضرورة متابعتها لضمان نجاح "جنيف3″. وقدم "دي ميستورا" خلال اللقاء عرضًا عن المشاورات التي أجراها في جنيف مؤخرًا بحثًا عن حل سياسي للأزمة في سوريا، وحضر اللقاء نائب وزير الخارجية والمغتربين "فيصل المقداد" ومستشار الوزير "أحمد عرنوس"، إضافة إلى أعضاء الوفد المرافق ل"دي ميستورا"، وكذلك التقى بالرئيس السوري "بشار الأسد". المتحدثة باسم المبعوث الأممي "جيسي شاهين" قالت إن "دي ميستورا يتطلّع خلال زيارته إلى الاجتماع مع كبار المسؤولين السوريين بهدف الاستماع لوجهات نظرهم حول مشاورات جنيف التي بدأت في أوائل مايو 2015. يجري "دي ميستورا" منذ مايو الماضي، مشاورات واسعة النطاق مع عدد من الأطراف السياسية وممثلي حكومات في محاولة لاستئناف المفاوضات السياسية لإنهاء النزاع في هذا البلد، وأعلن المبعوث الأممي مؤخرًا عن تمديد مشاوراته، موضحًا أنه سيواصل لقاءاته في جنيف في يوليو المقبل، وبعدها سيقدم تقييماً للأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون". من جانبه، قال المستشار في الحكومة السورية "عبد القادر عزوز" إن زيارة المبعوث الأممي إلى سوريا تأتي في إطار المباحثات والمشاورات المستمرة مع الحكومة السورية والدولة السورية بجميع مكوناتها، موضحًا أن الدولة السورية ومنذ اليوم الأول لتعيين "دي مستورا" تعاطت بايجابية عالية معه، حيث كانت هناك خطة لتجميد القتال في حلب لكن للأسف لم يكتب لها النجاح بسبب تعنت الجماعات المسلحة وعدم تعاون القوى الإقليمية. وأكد "عزوز" أن "دي مستورا" سيلتقي خلال زيارته مع فعاليات وطنية ومجموعات من المعارضة الداخلية التي تعمل ضمن اطار الشرعية، وضمن الاطار الحقوقي القائم في الدولة، وأيضًا ستكون هناك لقاءات مع فعاليات مدنية أهلية تمارس دورًا أساسيًا في دفع الأمور نحو الحل السياسي، وانتقال سوريا من حافة الحرب واتون مخططات الحرب إلى مخططات السلام. مشاورات "جنيف3″ لم تكن المحاولة الأولي للمبعوث الدولي لتهدئة الأوضاع، فقد سبقها دعوة لتجميد النزاع في حلب ولكنها فشلت بسبب تعنت الجماعات المسلحة وداعميها، وهو ما جعل "دي ميستورا" يركز مثل سلفيه "كوفي عنان" و"الأخضر الإبراهيمي" على الجهود الدبلوماسية لاستئناف عملية التفاوض السورية- السورية. القيادة السورية سبق وأن أعلنت فتح أبوابها لأي مشاورات سياسية وإن كانت تعلم مسبقًا أنها لن تجدِ نفعًا، وتقدمت خطوات عديدة باتجاه المفاوضات مع المعارضة لكن تخبط الجماعات المسلحة وعدم وجود هوية مركزية لها وتباين أرائها ومرجعياتها كان السبب الرئيسي في فشل كل حراك سياسي سعى له المبعوث الدولي أو القيادة السورية.