أجرى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" محادثات مغلقة مع نظيره التركي "رجب طيب أردوغان" مطلع الأسبوع الجاري في أذربيجان، تمحورت هذه المحادثات حول الطاقة والأوضاع في سوريا، ورافق الرئيس الروسي "بوتين" خلال زيارته إلى أذربيجان، وزيري الطاقة "الكسندر نوفاك" والخارجية "سيرجي لافروف"، ورئيس وكالة الطاقة النووية "سيرجي كيريينكو"، ورئيس شركة غازبروم العملاقة "الكسي ميلر". اللقاء الذي جمع "بوتين" و"أردوغان" جاء في إطار حضورهما واحتفالهما بافتتاح الألعاب الأوروبية التي تستضيفها أذربيجان، حيث أشار المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" إلى أن المحادثات تطرقت إلى خط أنابيب "توركش ستريم" لتزويد تركيا بالغاز الروسي، والذي من المتوقع البدء في تشييده أواخر الشهر الحالي، مضيفا أن "بوتين" و"أردوغان" بحثا الأوضاع في سوريا، كما قال "بيسكوف" إن الجانبين بحثا موضوع بناء محطة الطاقة النووية "أكويو" في تركيا ومشاريع كبيرة مرتبطة بالتعاون الثنائي في مجال الطاقة. أكد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان"، خلال لقائهما في العاصمة الأذربيجانية باكو عزمهما على زيادة التبادل التجاري بين البلدين ليبلغ مائة مليار دولار، وقال "دميتري بيسكوف" إنه "تم التأكيد على النية المشتركة لعدم الامتناع عن الهدف المعلن في السابق، وهو هدف استراتيجي لزيادة التبادل التجاري ليبلغ ما يصل إلى 100 مليار دولار في المستقبل"، وذكر أن الرئيسين تبادلا الآراء حول جميع مجالات العلاقات الثنائية تقريبًا، بما فيها التعامل التجاري الاقتصادي، وأشارا إلى "الديناميكية الإيجابية في العلاقات بين البلدين بشكل عام، لكنهما اعترفا بأن عام 2014 شهد اقتصارا قليلا في الحجم"، وأضاف "بيسكوف" أن "بوتين" و"أردوغان" ناقشا كذلك "السيل التركي" في سياق الحوار في مجال الطاقة بين البلدين. كما اجتمع "فلاديمر بوتين" مع نظيره الأذربيجاني "إلهام علييف"، وبحث معه التبادل التجاري والتعاون بين روسياوأذربيجان، وأشار الرئيس الروسي إلى أنه "بالرغم من الاضطرابات التي يتعرض لها الاقتصاد، فإن التبادل التجاري بين البلدين يزداد"، وأضاف أن "ذلك يظهر أن رجال الأعمال الأذربيجانيين يستفيدون من الوضع الذي تشهده أسواقنا، بما فيها السوق الغذائي، الأمر الذي يسرني جدا"، وأضاف أن روسيا مهتمة بتوسيع هذا التعاون. بدوره، ذكر "علييف" أن العلاقات بين موسكو وباكو تتطور بوتيرة إيجابية، لافتًا إلى عقد لقاءات منتظمة بين الرئيسين، وإجراء الحوار على مستوى الوزراء وتعزيز العلاقات البرلمانية، وقال إن مستوى العلاقات بين روسياوأذربيجان يسمح لهما ب"زيادة التعاون والنظر إلى المستقبل بتفاؤل". تحاول روسياوتركيا تحييد مصالح بلادهما على الخلافات السياسية واختلاف وجهات النظر بين رؤساء البلدين، وذلك من خلال تبادل الزيارات والمشاركة في الاحتفالات في كلتا التي تقيمها أيً منهما، أو تهميش وتجاهل هذه الخلافات حتى لا تؤثر على تطوير علاقاتهما الاقتصادية والتجارية، لكن مع كل ذلك فإن هناك حرب باردة خفية مستمرة ومستعرة بين موسكو وأنقرة، تعززها تصرفات تركيا من خلال مهاجمتها للرئيس السوري "بشار الأسد"، فضلًا عن التدخلات التركية في شئون الدول العربية والتي تنتقدها روسيا دومًا.