تسيطر حالة من الانقسام غير المسبوق علي المجتمع المصري، عقب ثورة 25 يناير حتى الآن، الأمر الذى أرجعه عدد من المحللين إلى أن القائمين علي الحكم يلجأون إلي بعض الحيل المعروفة للتحكم في المشهد، ومنها «استراتيجية الإلهاء» التي تكون عنصرا أساسيا في التحكّم بالمجتمعات. «استراتيجية الإلهاء» تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل المهمّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والاقتصادية، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة؛ لمنع العامة من الاهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، والاقتصاد، وعلم النفس، وبيولوجيا الأعصاب، وعلم الحواسيب. «حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة، اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات».. مقتطف من كتاب «أسلحة صامتة لحروب هادئة» للفيلسوف الأمريكى نعوم تشومسكي، يبدو أن القائمين على النظام المصرى يحاولون تطبيقه. يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك انقساما كبيرا في المجتمع، ناتج عن غيابة ثقافة التعايش وتقبل الآخر، بالإضافة إلي أن بعض من جانبه، أوضح محمد بدر، القيادي السابق بحزب المؤتمر، أن ثمة جهات تتعمد عرض بعض الموضوعات المثيرة؛ للتحكم في الرأي العام، إعمالا بمقولة «فرق تسد» التى كان معملا بها قبل ثورة يناير وعادت مرة أخري للتفعيل فى المجتمع وبين شباب الثورة الذي أصبح مشتتا، مؤكدا أن حل الأزمة يكمن فى عودة ثقافة الاختلاف، وتقبل الرأي الآخر، وتجنب الشخصيات المحرضة التي تنمي الانقسام والخلاف.