في حلقة جديدة من مسلسل الهجمات الشرسة التي تقودها وزارة الداخلية دون سابق إنذار على عدد من منازل النشطاء السياسيين، بالإضافة إلى تتبعهم واختطافهم أثناء تواجدهم بالشوارع، أعلنت حركة 6 إبريل أن زوار الفجر بدءوا في زيارتهم لمنازل أعضاء الحركة، وفي المقابل أعلن عدد من الصفحات الحقوقية عن اختفاء عدد من الطلاب دون معرفة أماكنهم حتى الآن. وعلى الرغم من أن زوار الفجر عادوا إلى عملهم منذ عدة أشهر، إلَّا أن الأسبوع الماضي شهد نشاطًا ملحوظًا في تأدية عملهم لاقتحام المنازل وخطف النشطاء والطلاب، ففي يوم 24 مايو الماضي أكدت والدة منصور أشرف، الطالب بالفرقة الأولى بالمعهد العالي للزارعة بجامعة عين شمس ومصور بشبكة "يقين"، أنه تم اختطاف ابنها في تمام الخامسة مساء يوم 24 من الشهر الماضي من أمام المعهد، واقتياده داخل سيارة "ميكروباص" إلى مكان غير معلوم، وبعد بحث وبلاغات، استدلوا يوم 2 مايو على مكان احتجازه بمعسكر أمن مركزي بنها. وفي فجر نفس اليوم، هاجمت قوات الأمن بيت الطالب نور الدين السيد محفوظ، بدون إذن من النيابة، ولم تكتفِ قوات الداخلية بالقبض عليه وحده، بل قبضت على والده السيد محفوظ خليل، ضابط جيش متقاعد، وأخيه الأكبر إسلام السيد محفوظ خليل، مدير مبيعات، حيث تم اقتيادهم لمكان غير معلوم بعد تغمية أعينهم. وعلى أثر ذلك أرسلت والدة نور بتلغرافات بالاختفاء القسرى إلى النائب العام في يوم 25 مايو لإثبات الواقعة، وفي يوم 26 مايو أفرجت الداخلية عن نور وتركته، لكن دون والده وأخيه. يذكر أنه سُبق اعتقال نور على خلفية قانون التظاهر في ذكرى الثورة قبل الماضية 25 يناير 2014، ثم نال البراءة بعد اعتقال دام لمدة ثلاثة شهور، في فجر يوم الأحد 24 مايو 2015. وفي فجر يوم 27 مايو، اعتقلت قوات الأمن الشيخ الأزهري أنس السلطان، خريج كلية الشريعة والقانون، واثنين من أشقائه "أسامة وإسلام" من منزلهم في منطقة مدينة نصر بالقاهرة، دون معرفة التهمة الموجهة لهم أو مكان احتجازهم حتى الآن. وفى 28 مايو الماضي الساعة العاشرة مساء، تم تداول خبر اختطاف جديد ويدعى أحمد الغزالي، الذى يبلغ من العمر 24 عامًا، خريج كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، حيث كان من القيادات الطلابية في الجامعة لمدة 3 سنوات. يذكر أن جارة له شاهدت الواقعة من شرفة منزلها أثناء اختطاف أحمد الغزالي والاعتداء عليه بالضرب قبل اقتياده إلى مكان غير معلوم حتى الآن. ومع الساعات الأخيرة من شهر مايو، أعلن اتحاد طلاب جامعة حلوان عن اختطاف الطالب أحمد خطاب، أمين اللجنة الثقافية باتحاد طلاب كلية الهندسة بجامعة حلوان، ومسئول طلاب 6 إبريل، ولم يستدل على مكانه حتى الآن. واختتم الشهر بكلمات هدير المهدي شقيقة الشهيد أنس الذي توفى في 19 إبريل بعد 27 يومًا من غيبوبة نتجت عن تعرضه للضرب على أيدي أمن جامعة القاهرة، فإنه قد تم اعتقال أخيها الطالب عبد الله المهدي من مكان عمله إلى مكان غير معلوم حتى الآن. من جانبه قال الحقوقي كريم عبد الراضي "السلطات طول الوقت تغلّب الحلول الأمنية، وتضعها في مقدمة خياراتها؛ لأنها دولة قررت أن تحيا على القمع، وزيادة الهجمة الأمنية في الأيام القليلة الماضية أعتقد أنها مرتبطة بسببين: الأول زيارة الرئيس السيسي لألمانيا، التي يصاحبها تسليط الضوء على ما يحدث في مصر، فالأجهزة الأمنية تحاول بقدر الإمكان تكميم الأفواه ومنع أي أنشطة من الممكن أن تفضح ممارسات الأجهزة في الفترة الحالية، أما السبب الثاني فمرور عام على تولي السيسي منصب رئيس الجمهورية بشكل رسمي، بالإضافة إلى انطلاق عدد من الدعوات لإحياء ذكرى توليه المنصب، وكشف الانتهاكات التي تحدث في مصر منذ توليه السلطة وحتى الآن". من جانبه قال محمد صلاح، المتحدث الإعلامي لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، إن الهجمة الأمنية لم تكن وليدة اليوم ولا الغد، وإنما بدأت منذ عودة دولة القمع وانتصار الثورة المضادة بقياداتها، لكنها ازدادت في الفترة الأخيرة مع قرب ذكرى 30 يونيو وتنصيب السيسي على الكرسي، حيث شهد العديد من الانتهاكات غير المسبوقة في الأنظمة الماضية.