لأن كل كائن حي (والإنسان ضمن الكائنات الحية) لا بد أن يشرب مياهًا، وفي ظل غياب الحكومة تمامًا عن المشهد؛ لجأ الكثيرون بقرية "منيل موسى" بمركز "ببا" بمحافظة بنى سويف إلى شرب مياه الطلمبات الحبشية وأحيانًا المياه الجوفية؛ حتى لا يموتوا من العطش، خاصة بعد مطالبة شركة المياه الأهالي بمبالغ خيالية لتوصيل المياه إليهم. هذا هو واقع أكثر من 2000 شخص بالقرية، والذين أصيب معظمهم بالأمراض من تناول مياه الطلمبات والمياه الجوفية. نادى حسن جمعة أحد أهالى القرية قال ل "البديل": "منذ عام 2007 وجميع تلك المنازل بالقرية توجد بالكردون العمرانى وغير مخالفة للقانون، وقمنا بإرسال عدة شكاوى للوحدة المحلية بقرية قمبش ومجلس مدينة ببا، بجانب الذهاب لمسئولى شركة مياه الشرب، والذين بدورهم أبلغونا بضرورة دفع مبلغ يتراوح ما بين 13 و15 ألف جنيه؛ نظير رسوم توصيل المياه للشوارع الكبرى والرئيسية". وأضاف "جميع أفراد القرية صغارًا وكبارًا يشربون من مياه الطلميات الحبشية، والبعض قام بشراء مواتير لرفع المياه نظرًا لضعف ضغطها بالمواسير، وهو ما تسبب في عمل محاضر لنا من الوحدة المحلية". وأكد خالد الشيخ (أعمال حرة) أنه "بسبب المياه غير الصالحة للشرب وتعنت المسئولين أصيب العديد من المواطنين بالقرية بالأمراض المزمنة، مثل: نجيب عبد الله إبراهيم (75 عامًا)، وإبراهيم محمد عبد المجيد (50 عامًا)، وعلية يحيى إبراهيم (40 عامًا)، وغيرهم الكثير. كما أنتشرت الأمراض بين الأطفال، ولا ندرى ما الحل". وقال رمضان شعبان أحمد (وكيل مدرسة) إنه يسكن بتلك المنطقة منذ عام 2008، وناشد المسئولين أكثر من مرة لحل المشكلة، ولكن دون جدوى. وأضاف أن "المياه الموجودة بالطلمبات أدت الى تلف الملابس والأدوات المنزلية، بجانب الأمراض التى تسببها". وتساءل أحمد شعبان محمد (أمين شرطة – 37 عامًا) قائلاً "لا أعرف متى يتم إدخال المياه لنا رغم وجود المواسير الكبرى بجوار تلك الشوارع، وأنا أسكن بتلك المنطقة منذ عام 2011 متزوج وعنده 4 أولاد، ومسئولو شركة مياه الشرب ليس عليهم إلا مطالبتنا بدفع رسوم مبالغ فيها لإيصال المياه لنا. كيف تتحملها تلك الأسر؟". وطالب سعد مختار محمد وعلى أحمد عبد الحميد محافظ بنى سويف بالاستجابة لاهالى القرية وتوصيل مياه الشرب النظيفة لمنازلهم؛ حفاظًا عليهم من تداعيات استخدام مياه الطلمبات الحبشية، لافتين إلى أن الأهالى قاموا ببناء معهد دينى بالجهود الذاتية، وطالبهم مسئولو شركة المياه بدفع رسوم مالية لتوصيل مياه الشرب إليه. وكان أهالى قرية "منيل موسى" قد خاطبوا الوحدة المحلية لقرية "قمبش" ومجلس مدينة "ببا" ببنى سويف لحل مشكلتهم ومعاناتهم، وهو المطلب الذى قوبل بالتجاهل؛ مما دعا المواطنين للتوجه لمسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى لمخاطبتهم والبت فى مطلبهم. وحينها طلب مسئولو الشركة من الأهالى دفع رسوم مالية مبالغ فيها (13 – 15 ألف جنيه) بحسب قولهم، بالإضافة إلى تحمل تكاليف شراء المواسير والأدوات المستخدمة لتوصيل المياه، وأيضًا أجور عمال الحفر، كل هذا لتوصيل المياه لقرية يسكنها مزارعون لا يكادون يملكون قوت يومهم. حاولنا التواصل مع رئيس شركة مياه الشرب ببنى سويف؛ لإيضاح رد الشركة، وهل تحول عملها من توصيل مياه الشرب للمواطنين إلى الجباية، ولكن آثر عدم الرد.