في الوقت الذي عُقدت فيه الآمال على مؤتمر جنيف بشأن إيجاد حل سياسي يُنهي الحرب العدوانية على اليمن، برزت الخلافات والشروط لتعرقل عقد المؤتمر ويتم الإعلان عن تأجيله إلى أجل غير مسمى، وتتواصل الغارات السعودية على الأراضي اليمنية مستهدفة المناطق الحيوية والبنى التحتية. التطورات الميدانية استهدف العدوان السعودي مدينة ضحيان في محافظة صعدة بغارات مكثفة ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء، وفي صنعاء قصفت الطائرات السعودية منزل "أحمد علي صالح" نجل الرئيس اليمني السابق، فيما سيطر الجيش اليمني واللجان الثورية على جبل تويلق الحدودي مع السعودية، والمطلّ على مدينة الخوبة والقرى المجاورة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة، كما رد أبناء المناطق اليمنية على استهداف النيران السعودية لمناطقهم، وسيطروا على مواقع حدودية سعودية، هي بكيل المير وهمدان، كما تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من تأمين منطقتي المجحفة وهرورة بمحافظة لحج وسط اليمن بعد طرد عناصر القاعدة منهما. في العاصمة صنعاء شن الطيران السعودي غارات على كلية الطيران والدفاع الجوي وقاعة المؤتمرات موقعاً عدداً من الضحايا، كما تواصل القصف في محافظة الضالع، وضرب الطيران معسكر قوات الأمن الخاصة في منطقة قعطبة ومواقع في منطقتي عطان وعصر غرب العاصمة. وفي عمران شن الطيران السعودي غارات على ضبوة جنوباً، وامتد إلى مواقع في جبل ضين شمالاً، ومنطقة آل القحوم، أسفرت عن تدمير أحد المساجد ومنزل مواطن من أبناء المنطقة، فيما أسفرت الغارات في صعدة عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين وأضرار مادية كبيرة، وفي عدن جنوبي البلاد، ارتكب العدوان السعودي مجزرة جديدة قتل خلالها أربعة يمنيين من أسرة واحدة، وأصيب اثنان آخران جراء غارة على منطقة التواهي. تأجيل مؤتمر "جنيف" أعلن مسئول في الأممالمتحدة إرجاء مفاوضات السلام حول اليمن التي كانت مقررة في جنيف يوم الخميس المقبل برعاية المنظمة الدولية، وكان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، أعلن عقد هذا الاجتماع أملاً بأن يساعد في إحياء العملية السياسية في اليمن ووقف الحرب. الأحزاب اليمنية غاضبة اتجهت أصابع الاتهام بعرقلة انعقاد مؤتمر جنيف الخاص بالأزمة اليمنية نحو السعودية، حيث عبرت الأحزاب اليمنية الرافضة للعدوان السعودي عن استيائها من تأجيل موعد انطلاق مؤتمر جنيف في موعده الذي تم تحديده سابقاً من قبل الأممالمتحدة، واتهمت هذه الأحزاب السعودية بإفشال المؤتمر لأنه يأتي خلافاً لرغبتها. تعنت سعودي فرضت الرياض شروطاً على المشاركة اليمنية، من النوع الذي يعد إهانة للأمم المتحدة لا للأطراف اليمنية المنعقدة فقط، حيث وصل التعنت السعودي إلى أنها طلبت اختيار المشاركين وإدارة المؤتمر وتوجيه دفّته. تدخلات السعودية جاءت بعد رسالة للرئيس اليمني المستقيل "منصور هادي" المقيم في الرياض، حيث اشترط الأخير تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216، الذي يلزم جماعة "أنصار الله" بالانسحاب من المناطق التي يتواجدون بها، إضافة إلى تسليم المعدات العسكرية والأسلحة التي استحوذوا عليها من مقرات الجيش وأجهزة الدولة، وشدد "هادي" على أن الحوار المقترح من قبل الأممالمتحدة ينبغي أن يتم على أساس ذلك القرار وقرارات الحوار الوطني في اليمن، إضافة إلى المقترحات التي تم التوصل إليها في اجتماع الرياض، وأشار الرئيس اليمني إلى ضرورة مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي الست في فعاليات الحوار. يرى البعض أن السعودية لا تريد حلا سياسيا في اليمن، بل هي تسعى إلى إشعال المزيد من النيران في البلد المجاور، فيما يرى آخرون أن السعودية سعت إلى إرجاء المؤتمر بحثاً عن وقت إضافي لتحسين ظروف حلفائها في الداخل اليمني.