تقدم عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس، بشكوى إلى رئيس الجامعة؛ تضرروا فيها من عجز المستشفى عن توفير الأدوية، الأمر الذي يضطرهم إلى شرائها من الخارج، فى ظل استقطاع صندوق العلاج الطبي بالمستشفى مبلغا من الرواتب شهريا مقابل الأدوية، غير الموجودة. ونصت المذكرة التي حصلت "البديل" علي نسخة منها: "أعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس يبدون استياءهم الشديد مما يقدم لهم من خدمات صحية لاتليق بجهدهم وعطائهم المتواصل في الخدمة الجامعة وطلابها، على مدى سنين من عمرهم وصحتهم التي أفنوها في رحاب الجامعة، وتتمثل شكواهم في عدم توافر الأدوية اللازمة بشدة لعلاجهم، وتفاقم الأزمة مع مرور الوقت". وتضمنت المذكرة، الموقعة بتاريخ 20 أبريل الماضي، عدم توافر عيادات ومعامل تحاليل وأشعة خاصة بهم كما يحدث في معظم الجامعات، واضطرارهم للتعامل مع العيادات العامة، مما يسبب لهم إرهاقا شديدا بسبب طول الانتظار وطريقة التعامل معهم، بالإضافة إلى معاملتهم في المستشفى التخصصي كمريض من الدرجة الثانية بعد مرضى التعاقدات الخاصة. لم تكن الشكوى، الأولى التي تقدم بها أعضاء هيئة التدريس معبرين عن استيائهم من الخدمات، فقد تقدم أيضا عدد من أعضاء هيئة التدريس بشكاوى وجاء الرد عليها رسميا بقرارات لم تنفذ، فرئيس جامعة عين شمس، الدكتور حسين عيسى، أصدر قرارا فى 18 مارس الماضي بتكليف رؤساء الأقسام بكلية الطب لترشيح أحد الأساتذة من كل قسم للاسترشاد بهم في وضع قوائم الأدوية، واختيار الدكتور عبد الوهاب عزت، نائب رئيس الجامعة لشئون المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور محمد سعد حامد، المشرف العام للشئون الطبية بالجامعة، بين البدائل وإرسال قوائم الأدوية إلى الشركات لتوريدها إلى المستشفى. يقول الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بمستشفى عين شمس التخصصي، إن الجامعة تغطي علاج أعضاء هيئة التدريس، باستثناء الأدوية ذات التكاليف المرتفعة للأمراض المزمنة، لافتا إلى استمرار صندوق العلاج الطبي فى استقطاع جزء من رواتب أعضاء هيئة التدريس شهريا، مقابل العلاج المجاني، ومؤكدا أن هناك بعض العلاجات لايتضمنها التأمين، مثل زراعة الكبد التي تتكلف نصف مليون جنيه، وتشارك الجامعة بنسبة من ثمن علاجه. وأكد "سمير" أن تصريحات المسئولين عن التأمينات الصحية وتغطيتها لجميع المصريين بالمستشفيات الجامعية وأن العلاج قائم على نفقة الدولة، غير حقيقية، مضيفا أن المستشفيات الجامعية مستمرة في زيادة الخسارة، وأن استمرار الوضع كما عليه يعد كارثي، مختتما بأن مستشفى عين شمس التخصص والفرنساوي من أكثر المستشفيات مشاكل؛ لأنهما جمعا بين عيوب المستفيات الخاصة والجامعية والحكومية. لم يقتصر عجز الأدوية بالمستشفى على أعضاء هيئة التدريس، لكن طال العاملين بالجامعة، حيث قال مصطفى رشدي، رئيس اتحاد العاملين بجامعة عين شمس، إنهم لايجدون الكثير من الأدوية، الأمر الذي يضطرهم لشرائها من الخارج بأسعار مرتفعة، برغم أنهم يدفعون الاشتراكات السنوية دون وجود الأدوية المطلوبة.