دفعت الظروف المعيشية الضيقة وفقر الحال أمًّا بالمنيا لإلقاء رضيعها أمام أحد المستشفيات، بعد خلافات مع زوجها؛ بسبب كثرة إنجابها. وتركت نعيمة نجيب حنين منصور (35 سنة – ربة منزل) مقيمة ب "طهنا الجبل" مركز المنيا طفلتها الرضيعة أمام مستشفى الصدر ببندر المنيا، ولم تجد طريقًا للتهرب من فعلتها سوى إبلاغ أجهزة الأمن بخطف نجلتها من قِبَل ملثمين مجهولين، وهو ما كشفته تحريات البحث الجنائي بالمنيا في المحضر رقم 4995 إداري قسم المنيا. تلقى مدير أمن المنيا اللواء محمد الهلباوي إخطارًا من مأمور مركز المنيا، يفيد ورود بلاغ من والدة الطفلة "ريري"، بتلقيها اتصالاً من مجهول بإصابة شقيقها في حادث سير، وأنها عقب توجهها رفقة رضيعتها، فوجئت بمجهولين ملثمين يستقلون سيارة، ويخطفون نجلتها. وتوصلت تحريات المباحث إلى كذب ادعاء المبلغة، وأنها تخلصت من طفلتها بتركها أمام مستشفى الصدر بالمنيا. وباستجواب والدة الطفل ومواجهتها بكذب ادعائها، عللت ذلك بوجود خلافات بينها ووالدة زوجها؛ بسبب كثر إنجابها رغم فقر حالهم. وقالت والدة الطفلة ل "البديل" إن ظروفهم المعيشية ضيقة للغاية، فزوجها يعمل بأجر يومي لا يتعدى 50 جنيهًا، ينفق منها على أسرته المكونة من 6 أفراد ووالدته. وأضافت أنه هو ووالدته كانا يلومانها إنجابها المولودة الأخيرة، فما كان منها إلا أن تتخلص منها. وبسؤالها عن سبب إبلاغها كذبًا بخطف طفلتها، قالت إنها حاولت التهرب من فعلتها، وفعلت هذا حتى لا تقع تحت طائلة القانون، وكي تهرب من سؤال زوجها ووالدته عن الطفلة. وعن سبب اختيارها للمستشفى عند نيتها ترك طفلتها، أوضحت أن المستشفى كان المكان الأقرب لضميرها، والآمن لطفلتها، حيث رأت أن الأطباء سيوفرون الرعاية الكاملة للمولودة، وأنها لم تجد مكانًا آخر، ولم تعرف أي دور رعاية أخرى. السيدة التي رفضت الإجابة عن عدد من الأسئلة، أنهت حديثها بأنها شعرت بالندم منذ أول يوم تركت فيه طفلتها، وأنها أخذت تفكر كثيرًا في العودة لانتشالها من الشارع لإرضاعها، غير أن فقر الحال يدفع لأكثر من ذلك.