"الدنيا عتمة ليه يا بابا؟!" كان هذا هو أول ما نطق به طفل الست سنوات عقب خروجه من مستشفى مغاغة العام بالمنيا، بعد حقنه على خلفية إصابته بآلام في البطن، استدعت ذهاب والده به إلى المستشفى. ولم يجد الأب إجابة عن سؤال ابنه البريء. بدأت قصة الطفل فارس عندما توجه به والده لمستشفى مغاغة العام ليلة أمس الأول الاثنين؛ للكشف عليه، بعد إصابته بآلام في البطن وقيء وارتفاع في درجة حرارته، وهناك أجرت طبيبة كشفها على الطفل، وطالبت بتوفير لبوس ودواء وحقنة ضد البرد، إلا أنه وبعد حقنه بثلث ساعة، أصيب بعمى في نظره، وذلك بحسب والده أبو النجا محمد "31 سنة فلاح". والذي أضاف أنه فوجئ بابنه يقول: الدنيا بقت عتمة ليه؟ ما جعله لا يتمالك نفسه، ومرت ليلة أمس الأول وسط عذاب، ولم يصدق ما حدث حتى هذه اللحظة، ولم يذق النوم هو وزوجته، وتوجها به إلى مستشفى المنيا، ولكن لم يجدا من يفهمهما ما حدث وماذا جرى وكيفية تفادي الأمر، وكل ما يشغلهما ويثير مخاوفهما هل سيعود لابهما نظره أم لا؟ وأكمل "حررت محضرًا بقسم شرطة مغاغة برقم 2898 إداري مغاغة، ضد عزة عبد الله سعد (25 سنة ممرضة) والتي حقنت الطفل، وتضمن المحضر اتهامها بالتسبب في فقد الطفل بصره، بعد حقنه بحقنة في العضل بالخطأ". واشتكى والد الطفل من سوء معاملة أطباء وممرضي المستشفى، خاصة بعد فقد الطفل بصره، وهو ما اتضح عقب مشادة كلامية بيه وبينهم، وقالوا حرفيًّا خلالها "إحنا ما رحناش جبناك من البيت. واللي حصل ده قضاء وقدر". وناشد والد الطفل من خلال "البديل" وزير الصحة التدخل سريعًا لحل المشكلة، ومعاقبة المتسبب، سواء أكانت الممرضة أم الطبيبة. من جهته قال وكيل وزارة الصحة في المنيا الدكتور نصيف الحفناوي إن حالة الطفل عمى مؤقت، وسيعود إليه بصره، مؤكدًا أنه شكل لجنة للتحقيق في الأمر، وتبين أن الطفل تم حقنه بنصف أمبول "زنتاك"؛ لإصابته بنزلة برد، وقد خرج من المستشفى سليمًا، مرجحًا إصابته بالعمى نتيجة حالة نفسية. وباشرت نيابة مركز مغاغة صباح أمي الثلاثاء التحقيق حول الواقعة للتعرف على ملابساتها.